📁 قد يعجبك

مفهوم الأسرة وانواعها ودور الأسرة في المجتمع

مفهوم الأسرة وانواعها ودور الأسرة في المجتمع

مفهوم الأسرة وانواعها ودور الأسرة في المجتمع
من المعروف أن الأسرة بصفة عامة تعتبر أصغر كيان ووحدة في المجتمع الذي نعيش فيه وذلك لما لها من مكانة مهمة ومتميزة في حياة الإنسان فمثلا اذا نظرنا إلى الصحة النفسية والصحة الجسدية للإنسان في المجتمعات المعاصرة نجد أنها تقوم في مجملها على مبدأ حماية الأسرة في المجتمع والعمل على الحفاظ عليها ومن المعروف ان نتائج الحياة تتباين بشكل كبير نظرا لاختلاف كل الخواص الخاصة بالأسرة مثل بنيتها بالإضافة إلى اختلاف كلا من مواردها الاقتصادية بالإضافة إلى مواردها الاجتماعية وحتي يمكن لنا ان نتعرف على أهمية الأسرة لابد لنا من معرفة اهم الوظائف الأساسية والرئيسية التي تقوم عليها الأسرة في المجتمع فعلى الرغم من وجود تفاوت كبير واختلاف في المسئوليات التي تقوم بها الأسرة والتي بدورها تختلف وفقا لأهميتها من أسرة إلى أسرة أخرى إلا أنه من المعروف ان هذه المسئوليات تساهم بشكل كبير في بناء المجتمع الذي نعيش فيه وفي إبقاؤه على قيد الحياة ومن اهم المسئوليات التي تقع على عاتق الأسرة هي إنجاب الأطفال والقيام بتربيتهم والعمل على تعليمهم افضل السلوكيات الاجتماعية السوية وحمايتهم من كل الأمور التي من الممكن ان تصيبهم فيما بعد هذا بالإضافة إلى أن الأسرة تعتبر مسئولة بشكل كبير عن مساندة أفرادها من الناحية العاطفية ومن الناحية المادية بشكل يضمن لهم المزيد من السعادة والرفاهية في المجتمع الذي نعيش فيه ومن هنا يمكن ان نقول ان الأسرة تعتبر هي الدعامة الأساسية التي يقوم عليها المجتمع كما تعتبر هي الركيزة التي نقوم عليها كل المجتمعات في العالم. ومن هنا سوف نتحدث في بحثنا هذا عن تعريف الأسرة وعن أنواعها وعن المشاكل التي تواجه الأسرة الخليجية وأسباب هذه المشاكل ودور الأخصائي الاجتماعي في حل المشاكل الأسرية التي تعترض الأسرة الخليجية.


مفهوم الأسرة:

تُعرف الأسرة في مختلف المجتمعات على أنها أهم مؤسسة اجتماعية وذلك لأنها هي الركيزة الأساسية التي يقوم عليها المجتمع بكل بأنواعها، ومن المعروف ان الأسرة تتأثر بشكل كبير وشديد بكل التغيرات التي يقوم المجتمع بالتعرف عليها سواء على المستوي الثقافي أو على المستوي الاجتماعي أو على المستوي الاقتصادي أو على المستوي السياسي. ومن المعروف ان للأسرة العديد من الأنواع ومنها على سيبل المثال أسرة التوجيه وأسرة الأنجاب بالإضافة إلى الأسرة النووية والأسرة الممتدة ونضف إلى ذلك الأسرة الزوجية التي تقوم بالعديد من المهام الأساسية في المجتمع.


أنواع الأسرة:

1. الأسرة النووية:

من المتعارف عليه ان الأسرة النووية تتكون من كلا من الأب والأم بالإضافة إلى الأولاد سواء كانوا ذكور أو إناث غير المتزوجين، ويمكن في الأسرة النووية إقامة أحد الأقارب فيها مثل الأخت أو الأخ أو من الممكن ان يقيم أحد الوالدين.


2. الأسرة الممتدة:

تتكون الأسرة الممتدة من الأب والأم بالإضافة إلى الأولاد سواء كانوا ذكور أو إناث غير متزوجين وأيضا تتكون الأسرة الممتدة من الأولاد ومن زوجاتهم ومن أبنائهم كما تشمل أيضا الأقارب الآخرين مثل العم والعمة بالإضافة إلى الابنة والى الأرملة وهؤلاء الأشخاص يقيمون جميعا في نفس المنزل تحت لواء ورئاسة الأب أو كبير هذه العائلة ومن الممكن ان يطلق على هذه الأسرة بالأسرة المتصلة أو بالأسرة الدموية.


3. الأسرة التوجيهية:

تمثل الأسرة التوجيهية المرحلة الأولى التي يتم فيها تكوين الأسرة النووية حيث تضم هذه في بدايتها كلا من الأب والأم بالإضافة إلى الأطفال على اختلافهم سواء كانوا ذكور أو إناث.


4. الأسرة الإنجابية:

إذا قام الابن بالتزوج وكون أسرة يطلق على هذه الأسرة بالأسرة النووية الجديدة كما تسمى هذه الأسرة أيضا بأسرة الإنجاب.


5. الأسرة الزوجية:

تتكون هذه الأسرة من كلا من الأب والأم والأطفال الذكور والإناث منهم غير المتزوجين بشرط ألا يقيم أي قريب منهم فيها.


6. أسرة الوصاية:

يكون أعضاء هذه الأسرة أوصياء على كلا من أسم الأسرة بالإضافة إلى انهم أيضا يكونوا أوصيا على أملاكها وعلى نسبها.


7. الأسرة المنزلية:

هذا النوع من الأسر يكون في الغالب مشتق من أسرة الوصاية وتزداد سلطة الدولة في هذه الحالة وتقل سلطة الأسرة.


8. الأسرة الذرية:

تتناقص في هذه الأسرة سلطتها إلى حد التلاشي والى حد الزوال وتحل محلها في هذه الحالة سلطة الدولة وتلعب الدولة في هذه الأسرة دور منظم الأفراد.


دور الأسرة في المجتمع الخليجي:

تعتبر الأسرة كما سبق ان قلنا هي الخلية الأولى والركيزة الأساسية في المجتمع وتكتسب الأسرة أهميتها على اعتبار أنها نظام اجتماعي نظرا لما تؤديه من وظائف في المجتمع بالإضافة إلى كل أعضاء الأسرة وتمر الأسرة في المجتمعات المعاصرة في وقتنا الحالي بعدة متغيرات كثيرة أثرت بشكل كبير على قدرتها في أداء كل وظائفها على مختلف الأصعدة والمجالات وقد ترتب عليها تغير كبير في الأدوار التي تلعبها هذه الأسرة داخل المجتمع داخل الأسرة وخاصة بعد خروج المرأة إلى العمل وظهور ما يعرف بالمؤثرات العديدة التي أصبحت تشارك الأسرة إلى حد كبير في تنشئة وتربية الأبناء. وعلى ضوء التحديات التي تواجه الأسرة حاليا في المجتمع يجب على الأسرة أن تقوم بمواجهة هذه التحديات وذلك عن طريق الحفاظ على كيان هذه الأسرة، ولن يتحقق هذا الأمر إلا عن طريق إرساء مبدا التعاون ومبدا المشاركة بين كل أفراد الأسرة والذي يتضح في كل علاقاتهم وفي تفاعلاتهم، وذلك بهدف الوصول إلى التوافق الأسري بين مختلف أفراد الأسرة. فالأسرة التي تقوم على الشراكة وتكون مرتكزة على التعاون وعلى الحقوق المتساوية وعلى الحوار المفتوح وعلى حسن التواصل وعلى المهام التي تقبل التبادل والتي تقوم على تقاسم الأعمال المنزلية بالإضافة إلى والأنشطة العائلية المخططة تعتبر أسرة عصرية مكتملة على كل المقاييس الخاصة بالأسرة المتماسكة. ومن هنا نجد أن الدول الخليجية قد عملت على بناء الأسرة الخليجية التي يسودها كلا من الوئام والمحبة بالإضافة إلى التعاطف، وقد تبنت الكثير من السياسات والمبادرات بالإضافة إلى التشريعات المختلفة العمل على حماية البناء الأسري وكل أفراد الأسرة فعملت دول الخليج على حماية الأسرة الخليجية ورعايتها وإرساء كل الحقوق التي تضمن تماسها لذلك ان الأسرة في المجتمع الخليجي متماسكة إلى حد كبير بالنظر إلى غيرها من الأسر في مختلف المجتمعات الأخرى.


المشكلات الاجتماعية في الأسرة:

هناك الكثير من المشاكل التي تواجه الأسرة في المجتمع الخليجي ومن اهم المشاكل التي تتعلق بالمجتمع الخليجي ما يلي:

1. المشكلات التي تتعلق بالقصور في النواحي الدينية:

من المتعارف علية ان الدين الإسلامي هو خير الأديان التي انزلها الله سبحانه وتعالي وتكون بصفة عامة موجه إلى الإنسان في كل معاملاته سواء مع نفسه أو مع غيره ويعتبر أي قصور في هذا الدين من شأنه أن ينعكس بصفة خاصة على كل التوجهات الخاصة بالفرد وسلوكياته ويعتبر من أكثر عوامل القصور التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث الكثير من المشاكل الأسرية ما يلي:

1-عدم الالتزام بكل الأسس الخاصة بالشريعة الإسلامية في بناء البيت المسلم ومن اهم هذه الأسس هي حق إبداء الموافقة على الزواج دون أكراه من احد فقد أعطت الشريعة الإسلامية كل من طرفي عقد الزواج حق الاختيار وحق الموافقة وحق إبداء الرأي ومن أيضا هذه الأمور هي الانصراف إلى كل المظاهر الدنيوية بالإضافة إلى المبالغة الشديدة في تكاليف الزواج.

2- الضعف الشديد في الوازع الديني بالإضافة إلى البعد عن كل المناهج الخاصة بالله سبحانه وتعالي وعدم تطبيق شرع الله في كل الأمور السارية.

3- الجهل الشديد بالدين: فعندما تم إرساء الإسلام بكل قواعده تم تأسيس كل العلاقات الداخلة في الأسرة على أساس مجموعة كبيرة من الحقوق ومن الواجبات التي يجب على كل أنسان مسلم ان يقوم بها.


2. المشكلات التي تتعلق بقصور في النواحي الأخلاقية:

تعتبر الأخلاق دعامة هامة وأساسية في بناء كل العلاقات الأسرية ويعتبر أي خروج عن هذه القيم الإسلامية من شأنه أن يكون سببا في توتر كل العلاقات الأسرية كما انه قد يشكل الثير من المشاكل والتي منها.

1- غلبة الكثير من الماديات بالإضافة إلى سيطرة كل المصالح الشخصية:

2- سوء الخلق: ويشتمل هذا العامل على كل ما يعتبر نقص في الأخلاق خاصة الحميدة.


3. المشكلات التي تتعلق بقصور شديد في النواحي النفسية:

ان القصور في مختلف النواحي النفسية من شانه ان يفرز الكثير من المشكلات الانفعالية بالإضافة إلى المشكلات السلوكية داخل نطاق الأسرة ومن اهم المشاكل التي تتعلق بالأسرة في النواحي النفسية هي:

1- الإصابة بالأمراض النفسية والعصبية فمن المتعارف علية أن الصحة النفسية تعتبر عامل أساسي ومهم في توازن سلوك الفرد داخل الأسرة

2- التباين في الفكر والعاطفة يشكل كلا من التوافق الفكري والتوافق العاطفي عامل داعم من اجل استقرار كل العلاقات الأسرية

3- ضغوط الحياة وما يترتب عليها من اثأر عديدة تضر بالأسرة وبكيانها.

4- الجهل بكل خصائص النمو الخاصة بمختلف المراحل العمرية المختلفة5-

5- عدم إشباع كل الحاجات النفسية للأفراد.


4. المشاكل التي تتعلق بالقصور في النواحي التربوية:

تعتبر التربية من أحد أهم الوظائف الأسرية والتي تختلف فيها كلا من درجة الوعي التربوي بالإضافة إلى الحرص على التنشئة السوية من أسرة إلى أسرة أخرى ومن المعروف ان المشاكل الأسرية التي تحدث داخل الأسرة الواحدة تنشأ معظمها من المشكلات العائلية بسبب الاحتكاك المتواجد بين الأفراد وهي في الغالب ما تكسر حدة كلا من الملل ومن الروتين بالإضافة إلى أنها تعمل على تنشط كل العلاقات الإنسانية.


دور الأخصائي الاجتماعي في حل المشكلات الأسرية:

يتمثل دور الأخصائي الاجتماعي والخدمة الاجتماعية في كيفية التعامل مع كل المشكلات الأسرية وذلك من اجل العمل على خدمة الفرد والجماعة بالإضافة إلى العمل على تنظيم المجتمع ومن اهم الحلول التي يمكن للأخصائي الاجتماعي العمل على الأخذ بها من اجل حل هذه المشاكل الأسرية هي:

1. يجب على الأخصائي الاجتماعي ان يقوم بالتعامل مع الأسرة وتعريفهم بالأثار السلبية للمشاكل الأسرية والنتائج التي تترتب عليها وعلى نفسية الأطفال المتواجدين داخل الأسرة وذلك من اجل العمل على حل كل الخلافات الزوجية التي تنشأ عادة بين الزوجين وتعوق بشكل كبير التلميذ في التحصيل الدراسي.

2. فمن ناحية خدمة الفرد، يعمل الأخصائي الاجتماعي على دراسة كل الحقائق المختارة بدقة وبعناية فائقة وان يعمل على بيان كل هذه الحقائق التي لا حصر لها في حياة كل أفراد الأسرة والتي تكون موجودة في ظروفهم الخارجية والداخلية.

3. ومن المعروف لدينا ان المشكلة الأسرية قد تتطلب الكثير من المعرفة حول طبيعة تكوين الأسرة وحول ميزانيتها الشهرية بالإضافة إلى مصادر الدخل الخاصة بهذه الأسرة ومقدارها وأوجه الإنفاق الخاصة بها والتي في بعض الأحيان تكون ثابته وفي بعض الأحيان الأخرى تكون متغيرة بالإضافة إلى الأقارب التي يكونوا في العادة ملزمين بكل من النفقة.

4. هذا بالإضافة إلى ان المشكلة الأسرية التي ترجع إلى وجود اضطرابات في العلاقات الاجتماعية بين الوالدين فإنهما يحتاجان إلى تركيزا خاص على كل طبيعة العلاقات بين أفراد الأسرة.

5- يجب العمل على التعرف على كل المشكلات السائدة في داخل محيط الأسرة وكيفية التعامل مع كل الأسباب التي تؤدي إليها بالإضافة إلى المقترحات التي يمكن عن طريقها العمل على مواجهة كل هذه المشكلات.

6. الاهتمام بالتوعية بالقدر الكافي لكل المجتمعات فيما يتعلق بقضايا الأسرة, وذلك عن طريق الوسائل المستخدمة.

7. العمل على مساعدة الأسرة من اجل بلوغ أقصى ما في امكنها من اجل إشباع كل احتياجات أطفالها حتى يمكنها هذا الأمر من الاستقرار في جو يسوده كلا من الحب والتسامح في العلاقات الإيجابية.

8. يجب العمل مع الجماعات الذين هم يكونوا على وشك الزواج من اجل العمل على تزويدهم بكل المعلومات التي تتعلق بالحياة الأسرية وبكل مشكلاتها التي تساعدهم في النهاية على البقاء على حياة أسرية تكون سعيدة.

9. العمل مع كل الأمهات الاتي يجدن صعوبة بالغة في القيام بتربية أطفالهن خاصة فيما يتعلق بصعوبات التكيف.


الخاتمة:

في النهاية نستطيع ان نقول إن الأسرة الخليجية تمتاز مثلها مثل باقي الشعوب العربية بأنها أسرة ممتدة حيث أنها تعتبر بمثابة العمود الفقري للبناء الاجتماعي الصحيح للمجتمع الخليجي. هذا وتعتبر الأسرة هي الوحدة السكنية الواحدة لأن جميع الأفراد فيها يقيمون في منزل واحد أو عدة منازل متجاورة إن السكن المشترك الذي كان يضم هذه الأسرة الكبيرة هو الذي حقق قدرا كبيرا من التضامن الأسري. ونستطيع ان نقول أيضا إن شريعتنا الإسلامية قد أولت اهتمام كبير بالإنسان وذلك لان الله عز وجل خلق الأنسان في أحسن تقويم لذلك عملت على أن يحيا هذا الأنسان حياة كريمة وطيبة بكون فيها أكثر امنا وأمانا ومن فان الأسرة تعتبر هي المحرك الأساسي في المجتمع لما لها من تأثير بالغ الخطورة على المجتمع الذي نعيش فيه فالأسرة هي التي تخرج إلى المجتمع كلا من الرجال والنساء الصالحون. ولا يستطيع أحد ان ينكر ما للأسرة من دور هام في المجتمع حيث ان الأسرة تعتبر هي القاعدة العامة التي يتم من خلالها تنشيط الإنتاج الاجتماعي ككل وأيضا تعتبر الأسرة هي المركز الذي يتم فيه إشباع كل الحاجات العاطفية مثل الحب والحنان والعطف والرحمة وتعتبر الأسرة أيضا بخلاف كل ما سبق هي المكان التي يتم فيه تهذيب سلوك الأنسان. فلولا الأسرة لم وجد المجتمع ويجب على الأسرة ان تكون دائما متماسكة مترابطة من اجل خلق أبناء أسوياء في المجتمع تعم الفائدة عن طريقهم.