قد يعجبك

تلخيص رواية "أم سعد" للكاتب غسان كنفاني

تلخيص فصول رواية أم سعد للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني

مؤلف رواية أم سعد:

غسان كنفاني هو أحد أشهر روائي الفلسطنيين والعرب في القرن العشرين. ولد غسان كنفاني في فلسطين عام ١٩٣٦م وقد مات في لبنان عام ١٩٧٢م. كتب غسان كنفاني العديد من القصص القصيرة والروايات مثل رواية "عائد إلى حيفا"، رواية "رجال في الشمس"، ورواية "قرار موجز".


نبذة عامة عن الرواية: 

ينقل الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني في روايته السيدة أم سعد بعض مشاهد من حياة هذه الشخصية الرائعة. فهي امرأة فلسطينية مكافحة، لم يبتدعها من خياله، ولكنها حقيقية من لحمٍ ودم. عايشها الكاتب وتعايش معاها بحلوها ومرها. تربط بين السيدة أم سعد وغسان كنفاني صلة قرابة وطيدة، فقد عاشت مع أهله في قرية الغبسية لسنوات وسنوات، قضت أكثر من نصف عمرها في المخيم كغيرها من الفلسطينيات المعذبات. ولكن العلاقة ما بين السيدة أم سعد وغسان لم تقف عند صلة القرابة فقط، فقد كان هناك ترابطاً وجدانياً ونفسياً بينهما. علمته الكثير والكثير من معاني العزة والكرامة والشرف. تحدت الصعاب لتظل كما هي على أملها في تحرير وطنها المسلوب وفي العيش بمكان نظيفٍ تشهد فيه نهاية حياتها وسط أبنائها. هذه المرأة فخر لكل العرب وليست المرأة الفلسطينية فحسب، فهناك الكثير منا يجعل معاناة الفلسطينيات، ولهذا يهدي غسان كنفاني هذه القصة لكل العرب لكي يأخذوا العبرة والأمل والتضحية منها. 


الفصل الأول: السيدة أم سعد والحرب التي انتهت: 

جلس السيد غسان كنفاني وزوجته في الصباح الباكر يستمعان إلي نبأ الهزيمة في الراديو كان وقع الخبر عليهم شديداً، ولكنهم كانوا على علمٍ أنه أشد على السيدة أم سعد. ظلوا في حيرة من أمرهم ينتظروا مجيئها بفارغ الصبر ليعرفوا كيف تلقت الخبر. رأوها من شرفة منزلهم وهي تأتي من بعيد ممسكة بدالية في يدها أحضرتها لغسان لتزرعها له على باب منزله، وعلى رأسها تضع صرة قديمة تحمل فيها أشيائها البسيطة. دخلت السيدة أم سعد المنزل وكعادتها وضعت أشيائها في أحد أركانه، وجلست تلتقط أنفاسها من تعب الطريق. وحين هدأت سألها غسان عن حالها. راوغته في البداية بأن تحدثت عن الدالية، ولكنه أصر أن يعرف فقالت له أنها كادت تحطم الراديو لولا أن أدركها زوجها قبل أن تفعل.

فهذا الراديو لم يأتي سوى بأخبار الهزيمة والحصار والدمار، لم يأتي أبداً بأخبار النصر والتحرير. ثم حدثته عن أبنها سعد الذي رحل للالتحاق بالفدائيين الفلسطينيين، ولكنه لم يدركه النجاح ووقع في قبضة الأسر. وعلى الفور، أرسلت ورائه رجلاً اسمه المختار ليستعلم أمره، وطلب الرجل من المحبوسين ومن ضمنهم سعد أن يوقعوا على وثيقة تعهد بأنهم أوادم، رفضوا جميعاً هذا الأمر، وقال سعد سنحارب سنحارب، فرحت السيدة أم سعد من ردة فعل أبنها الشجاع فهو لم يكترث بما قد يحدث له في المعتقل، فهو يعلم أن المحتل جبان. تمنت السيدة أم سعد لأبنها أن يموت شهيداً ويحرر من حبس الأشياء التي تحيط به، فأي كان فهو ليس سوى حبس حبس حبس. 


الفصل الثاني: خيمة عن خيمة تفرق: 

لقد أتت السيدة أم سعد في صباح يوم الثلاثاء وهي تكاد تطير من الفرحة، لقد رحل سعد أبنها البكر ونجح أخيراًُ في الالتحاق بالفدائيين الفلسطينيين. لم تشعر السيدة أم سعد بمثل بهذه الفرحة من قبل في قلبها. كانت فرحتها غامرة حتى أنها أخبرت سيدة لا تعرفها قد استقلت الحافلة معها أن ولدها البكر قد ذهب للقتال في فلسطين، وتمنت لو أن كان لها مثله عشرة أبناء آخرين ليذهبوا معه لتحرير وطنهم المحتل. رحل سعد دون أن يودع أمه وهذا ما أصابها بالحزن، كانت تتمنى أن يلقي عليها كلمات الوداع ويرتمي في حضنها. كانت تسأل نفسها، لماذا على الأمهات الفلسطينيات وحدهن دون غيرهن أن يقدمن أبنائهن صغر وكبر طوعاً وكرهاً للموت! لماذا عليهن أن يذقن مرارات الحرمان والفقدان! لماذا كل ذلك والمحتل ينعم بالدفء والأمان في بيته. أنفطر قلب غسان، شعر بألم لم يشعر به من قبل لكن نزلت كلمات السيدة أم سعد عليه بالجمر. 


الفصل الثالث: المطر والرجل والوحل: 

أمطرت السماء بغزارة في صباح ذلك الثلاثاء، حتى امتلأت الشوارع بالوحل، وأتت السيدة أم سعد وهي مبتلة الملابس، عالق الوحل في أطراف ملابسها ولم يجف بعد. دخلت المنزل ووضعت أشيائها في ركنٍ من أركانه كما تفعل دائماً، وجلست تلتقط أنفاسها، ومن ثم تنفجر في البكاء لينبوع ماء متدفق. كان بكاءً شديداً وغريباً، علم غسان أن هناك حادث جلل قد حدث. إن السيدة أم سعد تشعر أنها ستلقى ربها قريباً، وتتمنى أن يرزقها المنزل النظيف الذي تقضي فيه أواخر أيامها، لتستريح قليلاً من مرارات التعب، ووحل وعفن المخيم. لم تذهب السيدة أم سعد يوماً إلي مدرسة كغيرها من الأطفال، لذلك فهي لا تستطيع أن تعبر عما تشعر به من مشاعر جياشة بدقيقة؛ لذا طلبت من غسان أن يسطر بقلمه ما تشعر به.
لقد أتى رجلاً بالأمس الماضي ووقف بجانبها وهي تزيح الوحل مع بقية نساء المخيم، وأخبرها أن سعد يرسل لها التحية، وكذلك سيارة كإهداء. كان سعد يخبرها بطريقة غير مباشرة لا يفهمها أحدٍ سواها، أنه سيقوم بعملية فدائية في القريب العاجل وسيدمر سيارة إسرائيلية. فرحت السيدة أم سعد لهذا الخبر وانتظرته على أحر من الجر وغسان أيضاً. وفور أن علم غسان بنبأ السيارة، ذهب بسرعة البرق إلي المخيم الذي تقيم فيه السيدة أم سعد ليرى السعادة التي حتماً تغمرها. وبالفعل رآها تقف وسط المخيم في الظلام كطاقة النور في كبرياء وزهو. 


الفصل الرابع: في القلب درع: 

عاد الابن سعد إلي أحضان أمه بعد أن غاب عنها لتسعة أشهر وأسبوعين. كان قد أصيب في إحدى العمليات الفدائية برصاصة غادرة في ساعده، مزقت لحم من الرسغ حتى الكوع. وقرر على الفور العودة إلي المخيم ليطمئن على عائلته ويقضي معها بعض الوقت. فرح غسان لرؤية أمس سعد وهي سعيدة مبتهجة. وقصت عليه ما حدث حينما كان سعد غائباً. فبينما كانت تسير في يومٍ من الأيام سمعت صوتاً خافتاً يأتي من بين الأشجار، وعاود الصوت للنداء عليها أكثر من مرة حتى رأت سعد وهو يخرج من بين الزرع يركض نحوها حاملاً سلاحه على كتفه. لقد كان سعد ورفاقه في فلسطين وساروا لأسابيع طويلة ووقعوا في حصار الإسرائيليين لأيام عديدة، حتى تدهورت صحتهم من شدة الجوع والعطش والمرض. ظلت السيدة أم سعد تأتيهم لمدة خمس أيام بالطعام والمؤن حتى رحلوا، وأخبرها سعد بألا تشتاق إليه فهو دائماً يراها وقريباً منها. 


الفصل الخامس: الذين هربوا والذين تقدموا: 

امتلأت راحتا السيدة أم سعد بآثار الجروح لم تلتئم بعد. تسأل غسان عن سببها، وكان السبب يثير الإعجاب. ففي الليلة الفائتة تلبدت السماء بانفجارات القنابل التي تلقيها الطائرات الإسرائيلية. لقد حلقت على ارتفاعات منخفضة من المخيم، حتى تأكدت السيدة أم سعد أنها ستهبط على الطريق المخصص لسير السيارات. فأشارت على نساء المخيم وأطفالهن أن يبحثوا في الرمال عن القطع المعدنية والحديدية المسننة، ومن ثم يلقوا بها على الطريق؛ لتنفجر إطارات السيارات. وكلما ابتعدت الطائرات عاد الأطفال والنساء لإلقاء الحديد المسنن على الطرق، وحينما تعود الطائرات للظهور يدفنوا أنفسهم في الرمال. وعلى هذا الحال، كان الأمر حتى هدأ الوضع، وتذكرت السيدة أم سعد أبنها الباسل الواقف شامخاً وسط الانفجارات لا يهتز أبداً. 


الفصل السادس: الرسالة التي وصلت بعد 32 سنة: 

بدت السيدة أم سعد في غاية الغرابة من أمرها، كان هناك خطباً هاماً يدور بذهنها، تلهف غسان لمعرفته. سألها عن الأمر، فأجابته بسؤالٍ. سألته إن كان يعلم بأمر رجلاً اسمه فضل كان يعمل بالمعاصر وقد قتل في 1948م، فأخبرها أنه يعرفه، فلحقت سؤالها السابق بسؤالٍ آخر عن شخص يدعى عبد المولى. وكان رجلاً خائناً، خان بلده وشعبه، لكي يكون نائباً في البرلمان الإسرائيلي الصهيوني، وربما هو من قتل فضل أو حرض على قتله.

 تمنت السيدة أم سعد لو أن فضل قد قتل عبد المولى وأراح البلاد من خيانته وعاره. كان سؤالها عن عبد المولى سببه موضوعٍ هامٍ غير تذكر ماضيه المشين، فلقد أرسل سعد إليها خطاباً يخبرها فيه عن شخص يدعى ليث، وهو فدائي معه. قد أسر من قبيل الإسرائيليين، ويخشى ليث أن تلجأ عائلة إلي عبد المولى ذلك الرجل الخائن بحكم صلة القرابة التي تربطهم به لإطلاق سراحه. وطلب من سعد أن يقتل عائلته إن فعلوا ذلك. كانت السيدة أم سعد في حيرة من أمرها، كيف تخبر عائلة ليث ألا يراسلوا عبد المولى الخائن، هل تذكرهم بماضيه المشين؟ أم ماذا؟ ظلت السيدة أم سعد في حيرة من أمرها لا تعلم ماذا تفعل، فهي تريد أن تنفذ أرواح هذه العائلة.


تلخيص رواية "أم سعد" للكاتب غسان كنفاني
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -