تاريخ الخليج العربي
تعتبر منطقة الخليج العربي من أهم المناطق على الخريطة العربية، لأن المجتمع في الخليج العربي ينظر إليه على أنه امتداداً طبيعياً للمجتمع في الجزيرة العربية، وذلك لتعدد القبائل العربية بها وترجع أصولها إلى قسمين الأولي قبائل عربية في منطقة الشمال وهي عدنانية حجازية، أما القسم الثاني في منطقة الجنوب وهي قحطانية يمانية أي عرب العاربة في الجنوب وعرب المستعرب في الشمال، ولابد لأي قبيلة في منطقة الخليج العربي أن تعود إلى هذين القسمين وإلا فلا تعد عربية، وقد حافظت هذه القبائل على ما سارت عليه من عادات والتقاليد ولهجات والتراث العربي الخليجي، ومنعت نفسها من الاختلاط بالرغم من الغزو الثقافي والأفكار الجديدة التي جاءت من الدول الأوربية ونهجتها بعض الدول ضمن بعض التغيرات السياسية والاقتصادية، فلقد واكبت التقدم الحضاري الجديد دون أن تغير في جوهرها.
الخليج والحفاظ على الهوية:
وبالتالي قد حققت منطقة الخليج معادلة صعبة في التوازن بين المستحدثات الحضارية الجديدة وبين الحفاظ على طابعها العربي الإسلامي بعادات وتقاليد ومورثات قديمة تتناسب مع الحاضر الجديد، مع مراعاة ما كان فيها من استثناءات ولكنها بنسبة قليلة، ونجد كيف تغيرت الأحوال السياسية في منطقة الخليج العربي وكذلك تاريخ الأحوال الاقتصادية والاجتماعية، وتظهر كيف ظهرت التغيرات الاجتماعية في منطقة الخليج وشملت عوامل تطوير في الإدارة والدخل الكبير من عائدات النفط والتي بشأنها أثرت على توسيع الخدمات الإدارية والاقتصادية والاجتماعية والتعليم، ولكن كل هذه التغيرات لم تكن بمعدل واحد لأنها لم تؤدي نفس النتائج لما في المنطقة من فئات متعددة في المجتمع الخليجي، ويرجع ذلك بسبب أن بعض الفئات لم تتقبل التغيير وكانت عارضة بشكل شديد لأسباب تتعلق بطبيعتها المحافظة على الرغم من ترحيب بعض الفئات الأخرى بالتغيير ومحاولة التكيف معه.
التاريخ الاجتماعي لمنطقة الخليج العربي:
يأخذ التاريخ الاجتماعي في المجتمع الخليجي أشكال متعددة، ولكن من أبرز تلك التصنيفات هي ما يلي:
التاريخ الاجتماعي لمنطقة الخليج قبل عصر النفط:
مثلت القبيلة في منطقة الخليج العربي أساس الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والمحور المتبع في التنظيم الاجتماعي في المنطقة الخليجية، حيث كانت القبيلة عبارة عن وحدة مترابطة تقوم على الانتماء إلى سلالة واحدة وقامت القبيلة بدور المحور الأساسي للأنشطة المتعددة في التنظيم الاجتماعي، فقد أقامت التجمعات القبلية بعض الكيانات السياسية في الخليج قبل مجيء الاستعمار البرتغالي إلى المنطقة في العصر الحديث، ولم تتوقف الهجرات العربية إلى سواحل الخليج العربي منذ تلك الفترة حتي يومنا هذا على الرغم من وجود الحدود السياسية المصطنعة التي أقامها الاستعمار، ومن ضمن هذه الهجرات هجرة العتوب إلى كل من قطر والكويت والبحرين، ومن احدث هذه القبائل قبائل النعيم بفروعها الثلاثة.
1- علاقة الإنتاج بالمجتمع قبل النفط:
قد عاش المجتمع الخليجي في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة، نظراً لقلة الأمطار وفقر الأرض، لذا اتجهوا في تلك الفترة إلى البحر والغوص والصيد بحثاً عن الرزق وهو النشاط الإنتاجي السائد وقتها بالإضافة إلى الزراعة في مناطق الواحات ومختلف التجارة الداخلية والخارجية، وهذا الوضع الاقتصادي وضح واقعاً اجتماعياً فكرياً لم ينته بانتهاء ذلك الاقتصاد التقليدي ما قبل النفط، وإنما لازالت مجتمعات المنطقة في شرق الجزيرة تأخذ منه الكثير، ويرجع ذلك إلى أن التغيرات في العلاقات والقيم والمفاهيم لا تتناسب سرعتها مع التغيرات في الواقع الاقتصادي فهي تستمر لفترة أكبر وتؤثر لمدة أطول، بالتالي تنحصر أهمية العلاقات الانتاجية وما صاحبها من علاقات اجتماعية في المجتمع ما قبل النفط لإدراك الفترة الراهنة بعد اكتشاف النفط وتفسير من مختلف العلاقات القائمة اليوم في منطقة الخليج.
2- هيئة العلاقات الاجتماعية قبل النفط:
نجد أن العلاقات المرتبطة بالإنتاج والاقتصاد المبنية على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج مثل السفن والأرض ومناطق المياه، قد ساهمت في تكوين علاقات اجتماعية متسقة، فأدي ذلك إلى انقسام المجتمع إلى عدة فئات وفقاً لاتفاق أو تعارض مصالحها الاقتصادية، وبالتالي تكونت مجموعة العلاقات الاجتماعية الأخرى وعلى الرغم من أن وحدة الصراع الطبقي لم تكن ظاهرة بينة حيث أضعف من تصاعدها مجموعة العناصر أولها صغر المجتمع وعدم وجود خيارات اخري للفئة الكبيرة من السكان والعاملين في الغوص والزراعة وضعف الوعي الاجتماعي وعدم وجود التعليم، وبالتالي مجموعة العلاقات الإنتاجية السائدة في تلك المجتمعات كان المتوقع منها أن تكون علاقات اجتماعية شاملة متسقة مع تلك الأسس الاقتصادية التي تم وصفها ولكن هذه العلاقة الاجتماعية العامة مترابطة ولا يمكن حصرها، ولكن يمكن تناول بعض العلاقات مثل الأسرة والنظم السائدة المختلفة.
3- البناء الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية قبل اكتشاف النفط:
تعتبر القبيلة هي المجموعة الاجتماعية السائدة في مجتمعات شرق الجزيرة العربية قبل مرحلة النفط، وكلما تعدي وجودها في الاستقرار والبقاء في الواحات والمدن الساحلية كلما ضعف هيكلها الاجتماعي ودخلت في علاقات الإنتاج السائدة، وتعد أهم مكونات القبيلة الأسرة الممتدة أي المرتبة من الجد والأبناء والأولاد، حيث كانت هذه الأسرة تمثل بنية الإنتاج الاقتصادي والاجتماعي وكذلك تفرض معايير النظام الاجتماعي ويصبح لها الحق في تملك أو استئجار وسيلة الإنتاج كأن يكون رب الأسرة هو مالك أو مشرف على تشغيل سفينة أو متعهد رئيسي في الزراعة، ويسعي الرجال إلى الغوص على اللؤلؤ أو بمشاركة النساء في المجال الزراعي والرعوي من خلال ترابط العمل لذا يمتلك رب العائلة السلطة الاقتصادية والاجتماعية، ويتميز نظام الزواج التقليدي داخل الأسرة من أجل الحفاظ على وسيلة الإنتاج وإبقائها داخل إطار الأسرة، فالأسرة وسلطة الأب مفروضة على أفرادها وتصنف الأسر نفسها بين أصلية وبيسرية وهو تصنيف اجتماعي يبني على الأساس الاقتصادي.
4- النظام القانوني للخليج قبل ظهور النفط:
لم يطبق نظام قانوني بالشكل المتعارف عليه في المجتمع الخليجي، وتعتبر الإرهاصات الأولي للقوانين كانت في العشرينات من القرن الراهن وهي تتعلق بشأن الغوص وعلاقاته وتتميز بطبيعتها الطبقية، فهي قد تحكمت في الواقع ولكنها لم تحدث فيه التغيير فقانون الغوص الذي وضع من فئة النواخذة يتفق ومصالحهم. وظهرت لنا بوضوح من دراسة نظام الحكم في المجتمع المثالي في الخليج أنه يتبع حالة كلاسيكية لتطور تقسيم العمل بين مختلف الفئات.
5- النظام التعليمي قديمًا في الخليج:
لم يظن أن تكون هناك مبادرة من قبل السلطة السياسية بتركيبتها السابقة والمجهودات التي تمثلها أن تسهم في وضع أسس للتعليم في تلك المجتمعات، بالإضافة أن إدراكها لأهمية التعليم محدود، لذا اتبعت نماطاً واحداً للتعليم وثابت لفترة زمنية طويلة ينهض على أساس تحفيظ القرآن الكريم والأحاديث والكتابة والقراءة السهلة من خلال المدراس وأحياناً كان المدير يستخدم منزله لتلك الهدف التعليمي حيث يتجه التلاميذ لتلقي العلم لذلك لعب الكتاب "المطوع" النمط الأساسي للتعليم، في حين لم تعتبر المنازل مناسبة لتلبية تلك المهام لتزايد معدل التعليم بحيث لا يمثل نماطاً غيره في التعليم اضطر هؤلاء "المطاوعة" أن يحولوا هذا النمط إلى من عملاً خيرياً إلى مجالاً للحصول على الأموال، فتحولت منازلهم إلى مجالس للعلم وكان هذا النوع يخلط بين الفتيات والرجال.
6- القيم والعادات قبل اكتشاف النفط:
لا تنفصل القيم والعادات بأي حال من الأحوال عن البناء القومي للمجتمع في منطقة الخليج، حيث كانت القيم والعادات تتماشي وأسلوب الإنتاج السائد وملكية الإنتاج وتصبح مرتبطة بها، فشجرة النخيل في البيئات المعتمدة على الزراعة شكلت المحور الأساسي لحياة الجماعة ومن حولها بنيت الكثير من العادات كذلك السفينة والبحر فقد ارتبطت السفينة بممارسات لها قيم وعادات.
7- النظام الديني في الخليج عصر ما قبل النفط:
لا يمكن رصد أي قيم اجتماعية في أي مجتمع دون الاخذ في عين الاعتبار أثر الدين الإسلامي عليها، حيث ساهمت أحكامه في إحداث دوراً في التوازن البناء الاجتماعي، من هنا نأخذ من فكرة التأثير من عنصر قوي في القاعدة القومية على العلاقات الاقتصادية في البنية التحتية، لذك شكلت المبادئ الدينية حاجزاً نفسياً في ضبط نفوس التجار من الاستغلال للعاملين معهم.
التاريخ الاجتماعي في الخليج بعد عصر النفط:
١- التغير الاجتماعي بعد اكتشاف النفط:
تستمر ظاهرة التغير الاجتماعي في أي مجتمع وتتوقف على مدي تأثير العوامل في التي تمارس تأثيرها على هذا المجتمع، فقد أدي ازدياد معدل النفط إلى تطري الإدارة والدخل وساهم ذلك في توسيع الخدمات الاجتماعية والإدارية والتعليم الحديث، ولم تتجمع هذه التغيرات في آن واحد فكانت تحدث بمعدلات مختلفة، وتنتج إحصائيات مختلفة، فنجد أن بعض الفئات تقبلت التغيير وساعدت في التطور والبعض الأخر عارض بسبب تهديد مصالحها نظراً لطبيعتها المحافظة.
وقديما كان يعتمد المجتمع الخليجي في إنتاجه على الغوص والصيد والزراعة وبعض الأنشطة التجارية، ولكن بعد اكتشاف البترول تبدل مصير الحياة نتيجة للأنشطة الاقتصادية الجديدة، وازداد عدد المهاجرين من الريف والصحراء إلى المدن ونتج عن ذلك انخفاض التعداد السكني في الأرياف والبادية، وارتفعت نسبة السكان في المدن وكثرت الأموال وفرص العمل نتيجة لتزايد عوائد النفط في إحداث التغيير الاجتماعي وبروز الطبقات الاجتماعية الجديدة.
٢- تنوع الطبقات الاجتماعية مع ظهور النفط:
لم تظهر الطبقة الاجتماعية بوضوح من قبل، إلا ان التركيب الطبقي على أساس القبائل كان هو السائد وقتها، وكان هذا النظام له جذور في القبائل الحاكمة وحلفائها الذين كانوا يمتلكون الثورة والأراضي في المنطقة من هنا ظهر الاتي:
1. الطبقة التجارية: حيث أن هذه الطبقة لها أصولها قبل عصر النفط ولعبت دوراً أساسياً لاستخراج وتجارة اللؤلؤ، ولكن بعد النفط كانت هي المسيطرة على الدور الاقتصادي من خلال الاستثمارات في جميع المجالات.
2. الطبقة الوسطي: وبرزت فئة جديدة ضمن الطبقة الوسطي ولكنها غير متماسكة مادياً وثقافياً وتتكون من موظفي الحكومة والشركات الأهلية.
3. طبقة العمال: وظهرت نتيجة لمجموعة التغيرات الاقتصادية وكان هذا التحول أساسي في نشوء هذه الطبقة، فقد غير عصر ما بعد النفط مستقبل كثير من العاملين.
٣- الأسرة والمرأة وبروز دورهما بعد اكتشاف النفط في الخليج:
تأثر وضع الأسرة والمرأة في المجتمع الخليجي، ويرجع هذا إلى التطوير الجذري في الإدارة والتحولات الاقتصادية التي حدثت، إلى أن درجته اختلفت من طبقة اجتماعية إلى أخري، إلا أن مؤثرات الوضع الاقتصادي الجديد فرضت على الجيل الاكثر جيل الآباء أن يوافق سواء اختياري أو اجباري الأفكار والمعتقدات الجديدة والدور الجديد الذي قلل من أهميته في الحياة العادية للأسرة.
٤- زيادة العمالة الوافدة بعد ظهور النفط:
أدي استخدام النفط على مجال أوسع عملية تغير اجتماعي سريع في خلال مدة قصيرة، وازداد عدد السكان وتغير مسار الاقتصاد الخليجي انتشر فيه قطاع الخدمات واعتمد على العالم الخارجي بشكل تام، ومنها العمالة الخارجية التي تطورت لتشكل من ثلاثة أرباع قوة العمل الكلية إن لم يكن أكثر وبالتالي ارتفع سعر النفط في السبعينات وكانت نقلة جذرية في عملية التحول الاقتصادي وتراكمت عوائد النفط بمعدلات كبيرة وبالتالي تحفز النمو الاقتصادي وكان له أثار جوهرية على أوضاع السكان.
أسباب انتشار العمالة الوافدة:
من الطبيعي أن تتكون بدايات وجذور لأي ظاهرة اجتماعية تنشئ في المجتمع وتحدد لها أسباب قوية تتمثل في التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية في هذا المجتمع، وعلى الخصوص في سلوك الفئة الفاعلة في هذه التشكيلة.
ويتوحد تاريخ العمالة الوافدة إلى الخليج سواء العمالة الآسيوية او العربية وهو تاريخ الهجرة الاقتصادية إلى أقطار الخليج العربي حين استخراج النفط، وقد ساعدت فوائده المتعددة لهذه الأقطار بإرساء خطط تنمية ترعي تطوير وتوسيع المرتكزات الاقتصادية والاجتماعية الرئيسية كالمدارس والسكن والمستشفيات وتوفير المياه وتحسين الطرقات، إلا أن تقلص السكان والبطالة وضعف القوي العاملة الوطنية أثر على أقطار الخليج العربي وجعلها عاجزة عن تنفيذ أي خطط إذا ما توافرت القدرات البشرية، لذا اتجهت لفتح المجال للأيدي العاملة العربية والاجنبية وبكل أنواعها حتي أصبح الوافدون "عرب وأجانب" يأخذون مكانة عالية في شأن القوي العاملة في الخليج العربي.
الأثار الاجتماعية المترتبة على العمالة الوافدة:
أدي فتح باب العمالة الوافدة إلى منطقة الخليج إلى تزايد عدد السكان بشكل ملحوظ، بالتالي تدخلت عناصر جديدة في التشكيلة الاجتماعية للمنطقة بدرجة تثير الشبهات، ولا شك في أن هناك متغيرات اجتماعية واقتصادية معينة تنسق العلاقة بين المواطنين والوافدين وتفصل بينهم في كثير من النواحي، مما أدي ذلك إلى يخصص لكل طرف من اطراف العلاقة تحفظات وحقوق على الفئات الأخرى موضحة في أن تعيش المجتمعات منقسمة داخلياً بدون إمكانية للاندماج أو حتي التفاعل الصحي بين الفئات المختلفة المكونة لها وبالتالي يتلاشى التماسك الاجتماعي وانخفاض معدل الإنتاجية الكلية من منظور مشاركة الأفراد في مجتمع ما في مشروع وطني للتنمية، ويكون العامل الفاصل في الإنتاج هو الشعور بالانتماء.
نتائج البحث:
إن المنظور الاجتماعي لمنطقة الخليج يوضح كيف تطورت منطقة الخليج من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية معاً عبر مختلف العصور والتطورات التي شهدتها الخليج، فمن خلال ما تعرضنا له من معرفة التاريخ الاجتماعي لمنطقة الخليج ظهر لنا بعض النتائج التي تتضح في الاتي:
١- ازدهار الناحية الاقتصادية والتجارية والبحرية في المجتمع الخليجي وارتباطها بتكوين بعض العلاقات الاجتماعية التي انتشرت في تلك الفترة الزمنية على مختلف العصور والتطورات.
٢- انتقال التجارة من مجال الغوص للحصول على اللؤلؤ والصيد والزراعة والبداية في مرحلة ما قبل النفط إلى مرحلة أكثر تطوراً وحداثة في استغلال النفط وزيادة الفوائد العائدة منه مما ادي إلى الازدهار الاقتصادي والاجتماعي على وجه السواء.
٣- انتقال مرحلة التعليم من تحفيظ القرآن وبعض القواعد الأساسية في عملية القراءة في تاريخ ما قبل النفط إلى إنشاء مدارس حديثة تعليمية مزدهرة في عصر ما بعد استغلال النفط.
٤- ارتفاع نسبة الهجرة من الريف والبادية إلى المدن نظراً لرفع طرق المعيشة في المدينة واتصافها ببعض المميزات التي لم تتواجد في الأماكن الزراعية والريفية، وبالتالي ازداد عدد السكان في المدينة بشكل كبير وازداد معه نسبة فرص العمل المتاحة وكل ذلك في عصر اكتشاف النفط الذي أثر بدوره على منطقة الخليج كلها.
٥- فتح أبواب الخليج للعمالة الوافدة سواء الأجانب او العرب لجعل مشروعتها على قيد التنفيذ لاعتمادها الكبير على التنمية البشرية والايدي العاملة.
الخاتمة:
يمكن القول بأن منطقة شرق الجزيرة العربية قد مرت بكثير من الأطوار على مختلف المجالات الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية، وقد ساهم في ذلك غناء منطقة الخليج بمنتج عالمي وهو النفط أو البترول الذي يعتبر الدعامة الأساسية لمنطقة الخليج العربية ، فقد ساهم في دفع منطقة الخليج بأكملها إلى الأمام في النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وكيف تغلبت على الاستعمار الأوروبي الذي كان يقوم بمحاولة الاستغلال التام لكل المصادر التي تمتلكها منطقة الخليج العربية، ومن هنا أثر النفط في المجال الاجتماعي بشكل كبير من حيث البناء والتأسيس الاجتماعي، والتغيرات التي طرأت على المجتمع من حيث النظرة للأسرة وللمرأة وكيف استطاعت المرأة ان يكون لها دوراً أساسياً في المساهمة في تغيير مسار المنطقة الخليجية العربية. كذلك اتضح دور العادات والتقاليد في التطورات التي طرأت على المجتمع الخليجي فلم يستطع المجتمع لأكمله التكيف مع تلك المتغيرات والتناسب معها. كما ظهر أيضاً كيف تصدت المنطقة الخليجية لرفع المستوي الاجتماعي من خلال الاهتمام بالتعليم والتنمية البشرية للمهاجرين من الريف إلى المدن وتدريب هيئة شاملة متكاملة تعمل على رفع البنيان الأساسي لمنطقة الخليج. كما شهدت منطقة الخليج العناصر المختلفة من جميع البلدان الوافدة إليه لتشغيل المشروعات التي سبق لها التخطيط في منطقة الخليج وتقف التنمية البشرية عائقاً كبيراً وراء تنفيذ تلك المشروعات ، ففتحت الباب على مصرعيه حتي تنفذ ما ينقصها من مشروعات في كافة المجالات بهدف أن تنهض المنطقة كلها وتنبي حضارة راقية متطورة.
المراجع
1. محمد حسن العيدروس، تاريخ الخليج العربي الحديث والمعاصر، عيد للدراسات والبحوث الانسانية والاجتماعية، الطبعة الثانية، جامعة الكويت، 1998.
2. بدر الدين عباس الخصوصي، دراسات في تاريخ الخليج العربي الحديث والمعاصر، الجزء الأول، الكويت، 1978.
3. جمال زكريا قاسم، الخليج العربي، دراسة لتاريخ المعاصر، معهد البحوث والدراسات، القاهرة، 1974.
4. خلدون النقيب، المجتمع والدولة في الخليج والجزيرة العربية، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1987.