قد يعجبك

تلخيص ونبذة عن كتاب "التوراة والإنجيل والقرآن والعلم" لموريس بوكاي

تلخيص ونبذة عن كتاب: التوراة والإنجيل والقرآن والعلم


العهد القديم:

كل شخص يصاب بشيء من الحيرة عندما يقرأ مؤلفات العهد القديم ولم يحصل على إجابة واحدة سوى المقولة المذكورة في مقدمة كتاب التوراة بأن من ألف الكتب المقدسة هو الله ولكن الذين قاموا بتدوينها هم البشرية وذلك من خلال ما أوحي إليهم، وعند الاستناد إلى هذه المؤلفات التي دونها بعض رجال الدين يتبين لنا أنها غير واضحة حتى يفهمها الناس كما أنها معقدة للغاية، وتعود الاختلافات بين الكنائس المسيحية حول مؤلفات التوراة إلى رفضهم هذه الأسفار.
أن الأسفار قبل أن يتم تجميعها بشكل واحد كانت عبارة عن عادة تقليدية ترتل بشكل عفوي من الذهن والتي كانت هي الطريقة الانسب لتدوين الأفكار، وقد أشار أدموند جاكوب أن العبارات التي تواجدت في الأسفار كانت ترتل في شكل أناشيد لمواقف متعددة وأنه قد تم انتقالها عن طريق التجمع الأسري، ومن خلال القصص الشعبية.


أسفار العهد القديم:

وصفت مؤلفات العهد القديم بأنها ليست متساوية طولاً ومختلفة نوعاً، وأنه كتبت ما يزيد عن ٩ قرون بلغات كثيرة، وذلك من خلال الإنصات، والعديد من هذه المؤلفات قد صححت واستكملت وفقاً للمجريات والمهام الخاصة عبر جيل تلو جيل وبشكل متباعد عن بعضه البعض.

يرجع زمن مجموعة الأمثال إلى القرن الـ٨ قبل المسيح حيث وحد فيه الكتابات اليهودية والإلهية من الأسفار الخمسة في مؤلف واحد ومن هنا تكوين التوراة، أيضاً فقد تم تدوين سفر التثنية في نفس العصر غالباً، وقد تبين العهد القديم حتى يوضح أدبية الشعب اليهودي بدءاً من الجذور إلى العصر المسيحي.

إن التوراة أو الأسفار الخمسة هي عبارة عن كتابات تتألف من خمسة أقسام وهي سفر التكوين، سفر الخروج، سفر الأحبار، سفر العدد، سفر التثنية، وهي تمثل المصادر الخمسة الأولى ضمن مؤلفات تتألف من ٣٩ كتاب من العهد القديم، وتتحدث هذه النصوص أصول العالم من بدايته إلى دخول اليهود لأرض كنعان التي يعتبرونها أرض الميعاد لهم، وخلال قرون طويلة تم انتساب كتابة التوراة إلى سيدنا موسي عليه السلام ولكن هذا النسب لم يعترف به في العصر الحديث، وأشارت دراسات أن تنظيم كتابات هذه الأسفار الخمسة امتدت إلى ٣ قرون.


تأملات في العهد القديم في ضوء العلم الحديث:

من ناحية المنطق يمكن استخلاص تناقض هام في التوراة، كما أن تواجد بعض الروايات لذات الحديث يشير على وجود زيادة وتحريف، ومن أمثال التناقضات هو سفر التكوين أن ظهور الحيوان البحري والطيور قد حدث في البداية، ولكن التوراة أشارت إلى أن الأرض حدثت في البداية ثم أتت بعدها الحيوانات.

إن النتائج الدراسية الدقيقة التي تتعلق بالانتروية العصرية حول تواجد الإنسان في الكون تختلف عن الصعر الذي ذكره سفر التكوين حول الإنسان وظهوره في الكون، ويشير هذا التناقض أن سفر التكوين ليس دقيق في موضوع وجود الإنسان على الأرض.


الطوفان:

لقد خصص ٣ أجزاء ضمن سفر التكوين لقصة الطوفان، ويوضح في تلك الأجزاء تناقضات تشير إلى وجود عناصر متعارضة ومختلفة وهما المصدر اليهودي والمصدر الكهنوتي وهما مزيج متناصر، والاختلاف الواضحة بينهم هو ما ورد في الرواية الكهنوتية أن الله جل وعلا قد كلف سيدنا نوح عليه السلام أن يأخذ معه في السفينة زوجاً من كل نوع، بينما أشارت الرواية اليهودية أن الله جل وعلا قد كلف سيدنا نوح أن يأخذ الحيوانات الطاهرة فقط ٧ من كل نوع منها، بينما من الحيوانات الغير طهارة زوج واحد فقط.

وهناك اختلاف قد ذكر في المصدر اليهودي أن الطوفان عبارة عن مياه الأمطار فقط، بينما أشار المصدر الكهنوتي بأن الطوفان من مياه المطر وينابيع الأرض، أيضاً وفق المؤلفات اليهودية بأن الطوفان يدوم ٤٠ يوماً، بينما وفق المؤلفات الكهنوتية يدوم ١٥٠ يوماً.

ووفق مؤلفات سفر التكوين فإن الطوفان قد أنهى على كل المخلوقات الحية في الأرض ثم تم إعادة الإنسانية مرة أخرى ويتكون نسلها من سيدنا نوح عليه السلام، وأن سيدنا إبراهيم بعد ما ولد بـ ٣ قرون لاقى أن الإنسانية قد تكونت في هيئة مجتمعات.


الأناجيل الأربعة ومصادرها وتاريخها:

إن الأناجيل الأولى ضمن النصوص المسيحية لم تذكر إلا بعد عهد بولس في منتصف القرن الثاني، كما أن الأناجيل الرسمية الموثقة وجدت في فترة متأخرة على الرغم من أن تدوينها كان في بداية القرن الثاني، وطبقاً للترجمة المسكونية فكانت بدايتها منذ منتصف القرن الثاني. وأشار كولمان ضمن مؤلفات العهد الجديد أن الانجيلين هما عبارة عن اتفاق الجماعة المسيحية البدائية، وأن محتواها قد حصل عليه من القصص الشفوية التي تضمنت تنقل العبارات والأحداث، وأن كل شخص قد حفظها وفقاً لطريقته وشخصيته ومفهومه الخاص باللاهوتية.

حيث وضع إنجيل (متي) أول مكانة بين الأناجيل الأربعة وذلك لأن هذا الانجيل يُعتبر امتداد للعهد البدائي، وهناك اعتبارات عديدة وردت في الانجيل والتي وضعت ضمن عادة لجماعة يهودية مسيحية، كما يُعتبر أقدم إنجيل هو مرقس وهو كتاب تم كتابته من تلميذ رسول، ويُعتبر انجيل لوقا مؤلف أدبي كتب باللغة اليونانية الكلاسيكية الخالية من اللحن والغلطات، أما انجيل يوحنا مختلف تماماً عن الأناجيل السابقة في النظام العام والنصوص التي ذكرت من حيث الأحداث والروايات.


مصادر الأناجيل:

عن طريق التحليل النقدي لمؤلفات الأناجيل الأربعة يوضح أنها ليست متوافقة وضعيفة في تتابع أحداثها، كما أن هناك معلومات تؤكد على عدم توافق هذا العمل الأدبي، كما يوضح أن هذه الأناجيل الأربعة عبارة عن نقل ما كانت تعلم الجماعات المسيحية البدائية عن حياة سيدنا عيسى عليه السلام، وقد نقلت أيضاً المعتقدات والأفكار اللاهوتية لتلك الجماعات المسيحية.

ولقد وجد نص ضمن الأناجيل الأربعة وهو النص السرياني الذي يكون أغلبه من الكتابات اليونانية، والنص الغربي وترجمته اللاتينية القديمة، والنص المحايد وهو يرجع إلى لجماعة الفاتيكان وسيناء.


الأناجيل والعلم الحديث:

إن التوضيحات التي ذكرت عبر المفسرين المسيحيين دحضت النصوص الدينية المتصلبة التي اعتمدت بتاريخ الأناجيل الأربعة وصحة النقل فيها وذكرها قيام وعمل المسيح، حيث تقوم الأناجيل بإثبات الأفعال ثم تنقضها فيسبب ذلك تضاد يجعل عدم تصديق ما ورد فيا، كما أن المعلومات المذكورة في الأناجيل الأربعة معارضة تماماً مع معلومات العلوم الجديدة.

لا يوجد صراه حول تاريخ الأناجيل الأربعة ولكنها مؤلفات منقولة من قصص عن سيدنا عيسى تم تدوينها شفهي لكل فرد تأثر بالجماعات المسيحية الأولى، كما أنهم ذكروا نصوص من جماعات يهودية ومسيحية يوجد بينها خلافات.


القرآن والأحاديث والعلم الحديث:

إن تواجد القرآن الكريم والعلم معاً رائع للغاية فهناك توافق كبير بينهما، ولكن هناك شكل خاطئ تم انتقاله للطوائف المسيحية حول الإسلام وقد ساعد المؤلفين المسيحيين في محو هذا الفكر الخطأ عن طريق التحيز في نقلهم ومدوناتهم وعدم تصديق كذرهم للدين الإسلام وذلك ما ساعد في تلاشى هذا الخطأ حتى لا يمس الدين الإسلامي بلغط في أذهان الشعوب المسيحية.

هناك أصول حقيقة لنصوص القرآن من كتب الوحي وذلك لأنها كتبت في عهد الرسول، بينما تعود أسباب التضاد والخطأ من العهد القديم هو كثرة القصص حول موضوع منفرد كذلك تواجد مراجعات مصغرة حول بعض الأسفار وذلك على أزمنة مختلفة، ولكن نصوص القرآن كان النبي والصحابة يحفظونها ثم يقومون بتدوينها.

كان سبب قيام الخليفة عثمان بن عفان بعمل مراجعة على نصوص القرآن هو أن الإسلام قد كان انتشر سريعاً خلال الاعوام العشر بعد وفاة النبي ودخلت شعوب كثيرة الاسلام لذلك كان ضروري عند نقل النصوص الحفاظ عليها وعلى أصالتها.

يشرح القرآن قصة الخلق ضمن نصوص متنوعة في سور متعددة يدهش البعض منها ، ويقول آخرين أن هناك حقائق دقيقة، وهذا الشرح عكس الشرح الذي تواجد في العهد القديم، ويُعتبر شكل السرد ضمن القرآن فهو أسلوب مُتبع في الكثير من المواضيع الهامة في القرآن، وعلى عكس ما يعرف البعض أن هناك اختلاف بين خبر الخلق في القرآن وفي التوراة ، حيث يتواجد بينهم فرق واضح، فالقرآن يشرح إيجابيات وحقائق في خبر الخلق وهي أساسية من الجهة العلمية، حيث وجد في التوراة توضيحات وزيادات ثانوية بم يذكرها القرآن وتمثل جوانب ثانوية في العلم.

ومن الشروح الهامة في القرآن حول موضوع الخلق هي أنه يوجد ٦ دورات للخلق، وأن هناك تداخل في أزمنة خلق السماوات والأرض، وأنه تم خلق الكون من جرم بدائي واحد كون كُتلة انقسمت بعد فترة، كما أشار القرآن في تواجد كثرة في السماوات وكثرة في الأرض، ويوجد خلق وسيط بينهم.


علم الفلك في القرآن:

هناك تأملات في السماء ذكرها القرآن منها ٤٠ آية قرآنية تنقل حقائق عن علم الفلك وهناك آيات غرضها معرفة قدرة الله تعالي، علماً بأن أن الأناجيل الأربعة والعهد القديم لم يرد أي شيء حول الكون، بينما ذكر القرآن كل شيء بدءاً من طبيعة الأجرام السماوية من الشمس والقمر والنجوم، كما ورد في آيات من القرآن إلى التنظيم السماوي والأفلاك، وأيضاً جريان القمر والشمس في الفضاء، كذلك وضح تعاقب النهار والليل.


الأرض:

يذكر القرآن آيات كثيرة تخص الأرض وبعضها يوجه الخاق للتفكر في نعم الله وهناك ما يخص بشكل مباشر لوضوح الأرض مثل دور كل من المياه والبحار والنتوء الأرضي والجو الأرضي والارتفاع في الجو وكهربية الجو والظل.


عالم النبات والحيوان:

هناك آيات في القرآن توضح أصل الحياة وحقائق عن عالم النبات وأيضاً عن عالم الحيوان، حيث شرح التوازن السائد في عالم النبات وتنوع الأغذية وتكاثر النباتات، كما شرح التكاثر في عالم الحيوان، وأيضاً هناك تأملات في بعض الحيوانات كالعناكب.


القرآن والحديث والعلم المعاصر:

يجب التأكد أنه لا يوجد تشابه أو مقارنة بين النص القرآني والأحاديث الشريفة سواء من حيث العمل الأدبي أو المحتوي، كما وضح من خلال مقارنة النصوص القرآنية المرتبطة بالعلوم والمعتقدات الحديثة اتضح صدق المعلومات التي ذكرت في القرآن، وفيما يخص الأحاديث النبوية التي تتعلق بأمور علمية، قد يتم رفضها علمياً في العصر الحالي فهي من مجريات العصر، وهكذا يوضح أن القرآن كل الحق كتبه المسلمين ولا يوجد به أخطاء، وما ورد عن محمد صلي الله عليه وسلم فهو كلام بشر قد يُحق وقد يُخطأ.


التعليق على الكتاب وكيفية استثماره في الحياة:

يُعتبر هذا الكتاب من الكتب القيمة التي تحدثت بشكل دقيق عن الأديان، وتعود قيمة هذا الكتاب أنه أكد بالدلائل المطلقة أن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي أنزل من عند الله سبحانه، وأن كل المؤلفات الأخرى من وحي البشر إضافة إلى التحريف.

كما يوضح الكتاب ايضا أن آيات القرآن الكريم تتفق مع العلم الحديث، وأن الكتب الأخرى التي يتخذها البعض بأنها قدسية مثل التوراة والإنجيل بها كثير من التناقضات واللغط.

ويمكن أن يؤخذ هذا الكتاب كدليل مؤكد للإسلام والقرآن الكريم بأنه كتاب الله تعالى الوحيد، وذلك النزاعات التي تحدث ضد المسيحيين واليهود، كما ينغي تدريسه للطلاب من أجل وعي الطالب المسلم بما يحتوي دينه من حقائق أكيدة.


تلخيص ونبذة عن كتاب "التوراة والإنجيل والقرآن والعلم" لموريس بوكاي
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -