ظاهرة التبرج
لقد انتشرت في المجتمعات العربية والإسلامية في وقتنا المعاصر العديد من الظواهر الاجتماعية السيئة التي دلت في مضمونها على مدي تراجع القيم والأخلاق والمبادئ العربية والإسلامية التي لطالما تمسكت بها تلك المجتمعات طوال تاريخها، وتأتي في مقدمة تلك الظواهر السيئة ظاهرة التبرج لدي النساء التي أصبحت من الظواهر المرئية في مختلف الأماكن من الأماكن العامة والطرقات والأسواق التجارية والحدائق والأفراح والجامعات وغيرها من الأماكن في الدولة، وبوصف عام عن تلك الظاهرة فالتبرج هو عبارة عن ارتداء المرأة لزي مخل وفاضح يظهر جسدها أو يحدده بحيث تظهر مفاتنها للجميع كذلك أن تمشي المرأة وتتمايل لتجذب انتباه الاخرين وهو بالتأكيد من يحط من كرامة المرأة ويجعل الرجال تنظر بشهوة تجاهها تسيء إليها في النهاية.
أسباب انتشار ظاهرة التبرج:
وترجع أسباب ظاهرة التبرج في الأساس لجهل المرأة فلو علمت المرأة المكانة التي وضعها الله عز وجل فيها ما تبرجت أبداً كذلك لو علمت أن تبرجها هذا تلقي بنفسها في التهلكة وهي نار جهنم يوم القيامة ما تبرجت ولو لمرة واحدة قط، كما يعد قلة العلم الشرعي في المجتمع من أسباب انتشار تلك الظاهرة فوجود عدد قليل من العلماء الذين يحملون القدوة الحسنة للنساء والرجال في المجتمع وتزايد أعداد الأشخاص الجهال الذين يقدمون قدوة سيئة لهم يسهم في توجه النساء نحو التبرج ويجعلها لا تهتم أو لا تعرف الحكم الشرعي للتبرج وذلك مقابل تلبيتها لشهواتها الخاصة بالتبرج.
كذلك يعد ضعف الإيمان لدي المرأة من الأسباب الهامة لتبرجها فالإيمان الصادق الذي يتمكن من القلب تظهر آثاره على جوارح الإنسان وتصرفاته، وعلى العكس فإن ضعف الإيمان تظهر آثاره السلبية على جوارح الإنسان فتستحسن الجوارح القبح من العري الذي يشكل مضمون ظاهرة التبرج.
أيضاً يجب القول إن حرص أعداء الأمة الإسلامية على نشر الظواهر السيئة الخطيرة في المجتمع من العوامل الرئيسية في وجود مثل تلك الظواهر كالتبرج وغيرها، فقد سعوا نحو إغراء المرأة بكافة الطرق والوسائل لكي تظهر مفاتنها وتتبرج وفق مسميات الحرية الشخصية والحداثة المعاصرة والرغبة في الانطلاق وغيرها من الأوهام التي تم نشرها في عقول النساء التي انجرفت وراءها دون أي مقاومة منها واتبعت طريقهم ومكن القول أن الموضة هي من ابرز تلك الطرق التي تم نشرها في عقول النساء فسعت النساء المسلمات نحو الحصول على كل ما هو جديد ومعاصر من أزياء للأسف تخالف في مضمونها الشرعية الإسلامية لما تظهره من جسد المرأة وتحدد ملامحه بصورة سيئة للغاية.
ولقد دعم انتشار ظاهرة التبرج بين النساء عدة عوامل أخرى تأتي في مقدمتها وسائل الإعلام بمختلف أنوعها خاصة المرئية فدأبت القنوات الفضائية ومختلف وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي على حث المرأة نحو التبرج كزينة لها، بل وهاجمت بشراسة كافة القيم والمبادئ الأخلاقية التي توجد في الدين الإسلامي التي تحث المرأة على الاحتشام ونسبت إليهم تهم الرجعية والتخلف وعدم معاصرة الواقع والتقييد على حرية المرأة وحقوقها في الحياة وهو ما أثر بصورة مباشرة في عقول الكثير من النساء وأفكارهم فاتجهوا نحو التبرج، كذلك فقد ساهمت قلة التربية من الآباء وتفريطهم في توجيه الأبناء نظراً لانشغالهم عنهم في تسهيل عملية انحراف الفتيات وتبرجهم.
طرق علاج ظاهرة التبرج:
وهناك العديد من الطرق والوسائل التي يمكن من خلالها مواجهة ظاهرة التبرج ويأتي في مقدمتها تفعيل دور علماء الدين في مواجهة تلك الظاهرة ونشر القيم والمبادئ الإسلامية بين النساء في المجتمع وتوعيتهم بمخاطر التبرج وآثاره السلبية عليهم في الدنيا وحكم الله عز وجل في التبرج.
وأيضاً نشر قصص الصحابيات وأمهات المؤمنين وكيف كانت حياتهم في عبادة الله عز وجل والتمسك بالدين الإسلامي والاحتشام والوقار الذي جعلهم يحصلون على رضا الله عز وجل فتلك الصور من النساء هل التي يجب أن تصبح قدوة لنساء المسلمين في وقتنا المعاصر هو من الأمور الهامة للغاية.
كما يجب الاهتمام بنشر التوعية داخل الأسر بتوجيه الآباء نحو الاهتمام بالفتيات منذ الصغر وتربيتهم على الاحتشام والتدين والبعد عند كل ما حرم الله عز وجل من زينة فاحشة لدي النساء وغيرها من وسائل وأساليب التي تقود المرأة نحو التبرج.
وهناك دور كبير يقع على وسائل الإعلام بمختلف وسائلها وأنواعها بتوضيح مخاطر ظاهرة التبرج عند النساء والقيام بعملية النصح والتوجيه والإرشاد للنساء حول كيفية تجنب تلك الظاهرة التي تقود المرأة نحو غضب من الله عز وجل وإلى النار في نهاية الأمر.