قد يعجبك

ما هي شهادة الآيزو (ISO)

ما هي شهادة الآيزو (ISO)

الآيزو (ISO) هي عبارة عن منظمة عالمية يقوم عملها على وضع المعايير العالمية الخاصة بنظام إدارة الجودة الشاملة في كافة المؤسسات الإنتاجية والخدمية، فقد تغيرت الأحوال الاقتصادية والإنتاجية بالنسبة للمؤسسات بصورة عامة فلم يعد الأمر مقتصر على ضمان جودة المنتج أو الخدمة التي تقدمها المؤسسة ولكن الأمر امتد ليشمل ضمان جودة المنظمة بأكملها من كافة الجوانب التي تتعلق بها، وكذلك ضمان الاستمرارية في تلك الجودة وفق المواصفات التي تحددها منظمة الآيزو (ISO) وتطلبها من المؤسسة، ولقد جاءت المواصفات القياسية الدولية التي وضعتها الآيزو 9000 لتقوم بتوحيد نظام إدارة الجودة لكافة المؤسسات على المستوي العالمي.


مقدمة عن شهادة الآيزو (ISO):

وتعد الآيزو 9000 هي مواصفات الجودة العالمية الأكثر شمولاً من الناحية القياسية والتي قامت المنظمة الدولية للتقييس والتي يطلق عليها الآيزو (ISO) بإصدارها عام 1987، وهي تعد بمثابة وثيقة رسمية ذات طابع عالمي وهي تشمل كل ما قامت المنظمة بإقراره عن الجودة منذ تأسيس المنظمة، ولقد نشأ مفهوم الآيزو بصورة عامة نتيجة لتراكم جهود ومساهمات العديد من الباحثين والمعاهد في مجال الجودة، ولقد استمرت سلسلة الآيزو في التطور منذ إصدارها عام 1987 فتم تعديل تلك الشهادة عام 1994 ومرة أخرى عام 2000 لتضم معايير جديدة للجودة وفق المتغيرات التي تحدث في الاقتصاد العالمي وفي مضمون عمل المؤسسات المختلفة الإنتاجية والخدمية وذلك لمواكبة تلك التغيرات وضمان حفاظ تلك المؤسسات على معايير ومواصفات الجودة الشاملة.

وفي عام 1992 تم إنتاج أول مقياس بيئي عرفه العالم وذلك بواسطة المعهد البريطاني للمقاييس، ولقد تحول هذا المقياس فيما بعد إلى نموذج الآيزو 14000 الخاصة بالبيئة والتي تتعلق في مضمونها بالمواصفات القياسية الخاصة بالحفاظ على البيئة من المؤسسة الإنتاجية أو الخدمية وكافة الأمور التي تتعلق بالجودة البيئية التي يجب على المؤسسات الالتزام بها وتحقيقها.


شهادة الآيزو للبيئة 14000:

لقد أدي التقدم الهائل الذي شهده العلم في العصر الحديث من تزايد المخاوف بكثرة من الآثار السلبية التي يمكن أن يحدثه هذا التقدم على البيئة ويخل بتوازنها، فظهرت العديد من الدعاوى التي تتعلق بالتنمية المستدامة والربط بين التنمية وحماية البيئة، وتعد المبادرة التي قامت بها المنظمة الدولية للتقييس أحد المبادرات الخاصة بالبيئة وقد أطلق على تلك المبادرة اسم آيزو 14000، وقد تضمنت المعايير الخاصة بنظم الإدارة البيئية وأيضاً المراجعة البيئية والأداء البيئي للمؤسسات.
مفهوم المواصفة الدولية للبيئة الآيزو 14000

لقد قامت المنظمة الدولية للتقييس في عام 1996 بإصدار المواصفة الدولية الآيزو 14001 والتي تختص في الأساس باعتماد الاستراتيجيات التنافسية التي تتعلق بإدارة البيئة وهي يطلق عليها اسم "المواصفة المعيارية" وذلك لأنها المواصفة الوحيدة التي يتم التدقيق فيها بواسطة مسجل معتمد، وتقوم تلك الوثيقة بتحديد العناصر الأساسية للنظم التي يجب على كافة المؤسسات اتباعها لكي تقوم بإدارة قضايا البيئة في مجالها بكفاءة وفاعلية وذلك دون أن تقوم بتحديد دقيق لطريقة تنفيذ تلك النظم وهو ما مكن كافة المؤسسات من تكييف أوضاعها الخاصة التي تلبي احتياجاتها، وهو ما جعل تطبيق تلك المعايير متاح تنفيذه في كافة المؤسسات باختلاف أحجامها وأنوعها.


سلسلة المواصفات الدولية للبيئة الآيزو 14000

تم تصنيف مواصفات الآيزو 14000 إلى مجموعتين أساسيتين وهما:

- المجموعة الأولي: مواصفات تقويم المؤسسة

وتشمل تلك المجموعة مواصفات نظام الإدارة البيئية ومواصفات التدقيق البيئي ومواصفات تقويم الأداء ومواصفات إدارة الغابات المستديمة.


- المجموعة الثانية: مواصفات تقويم المنتج

وتشمل تلك المجموعة مواصفات الملصقات البيئية، ومواصفات تقييم دورة الحياة، ومواصفات تضمين الجوانب البيئية في مواصفات المنتج.


العوامل المؤثرة في المواصفة للبيئة الآيزو 14000:

§ التنمية المستدامة: هو من المصطلحات التي ظهرت لأول مرة عام 1987 ضمن تقرير قامت اللجنة العالمية للبيئة والتنمية بتقديمه، وهو ما جعل غرفة التجارة الدولية تقوم بإطلاق ميثاق العمل للتنمية المستدامة عام 1991 والذي شمل 16 مبدأ معنيين بتعزيز التنمية المستدامة وإدارة البيئة من خلال عناصر رئيسية.

§ سلسلة المواصفة الدولية الآيزو 9000: تعد تلك السلسلة أحد العوامل التي أثرت بصورة مباشرة في قيام منظمة الآيزو (ISO) بتبني مواصفات من شأنها معالجة الشأن البيئي.

§ انتشار المواصفات الوطنية والإقليمية: لقد أدي انتشار المواصفات الخاصة بالبيئة على مستوي كل دولة وفق ما تراه مناسب لها إلى تضارب كبير نتيجة وجود اختلافات جوهرية في تلك المواصفات بين الدول على المستوي الإقليمي والدولي، وهو ما دفع منظمة التجارة الدولية إيجاد مواصفات بيئية دولية تلتزم بها كافة الدول والمؤسسات.

§ تطور الوعي البيئي: لقد ساهم تطور الوعي البيئي لدي الأفراد في ظهور العديد من الجماعات التي ضغطت على المؤسسات الصناعية والخدمية لاتخاذ كافة التدابير البيئية التي تضمن الحفاظ على البيئة لمنع تلوثها، فقامت المؤسسات تحت وطأة هذا الضغط بتبني المواصفات الدولية التي تتعلق بأنظمة إدارة البيئة، وهو ما يضمن الحفاظ على السمعة السوقية للمؤسسة داخل المجتمع الذي توجد به.

§ تطور التشريعات البيئية: قد تطورت التشريعات والقوانين الخاصة بحماية البيئة في غالبية دول العالم وهو ما جعل على كافة المؤسسات التزام أخلاقي وقانوني تجاه المحافظة على البيئة واتباع كافة المواصفات الدولية التي تختص بإدارة أنظمة البيئة داخل المؤسسة وتقويمها بما يسهم في النهاية إلى الحفاظ على البيئة وحمياتها وعدم تلويثها بأي شكل من الأشكال.


متطلبات المواصفة الدولية للبيئة الآيزو 14000:

1. السياسة البيئية:

يجب على المؤسسة أن تقوم بوضع سياسة بيئية واضحة وان يتم توثيقها من الإدارة العليا في المؤسسة وأن تلتزم بها وتعلنها للجميع، وتقوم بتلك السياسة البيئية بتوضيح الأساسيات التي يقوم عليها النظام والعلاقة التي تربطه بالأداء البيئي بشكل عام، ويجب أن تتوافق تلك السياسة البيئية مع حجم وطبيعة النشاط داخل المؤسسة ومدي تأثيرها على البيئة، ويجب أن تراعي تلك السياسة البيئية عدة عوامل وهي أن تكون تلك السياسة قابلة للتطبيق والتحسين، وتوفير إطار يمكن من خلال وضع ومراجعة الأهداف البيئية، والالتزام بالقوانين والتشريعات التي توجد داخل المؤسسة والتي تضعها الدولة بشكل عام، والالتزام بالحد من مستويات التلوث، وأن تكون السياسة البيئية ملائمة مع حجم وطبيعة المؤثرات البيئية التي توجد في المؤسسة.


2. التخطيط:

ويتضمن هذا المتطلب العديد من العناصر وهي الجوانب البيئية والمتطلبات القانونية وتحديد الأهداف والغايات البيئية ووضع برنامج الإدارة البيئية وتحديد الهيكل والمسؤوليات والأدوار لكل فرد فيما يتعلق بالحفاظ على البيئة والتدريب والتوعية للأفراد الذين يعملون في المؤسسة والذين يؤدون اعمال قد تؤثر بالسلب على البيئة وتؤدي لتلوثها، ولإيجاد قنوات اتصال بين الموظفين داخل المؤسسة بعضهم البعض، وبين المؤسسة والجمهور الخارجي من أجل الاهتمام والعناية بالبيئة، والاحتفاظ بكافة المعلومات التي تتعلق بمتطلبات الإدارة البيئية لتوثيقها وإمكانية الرجوع إليها في أي وقت، كما يجب على المؤسسة الاستعداد والاستجابة السريعة لأي حادث طارئ ينتج عنه تلوث للبيئة بحيث يتم التعامل معه سريعاً بما يضمن الحفاظ على البيئة وعدم تلوثها.


3. التنفيذ والتشغيل:

وتختص تلك المرحلة بتشغيل وتنفيذ عملية الحفاظ على البيئة في النظام داخل المؤسسة وهو يشمل عمليات الرصد والقياس وإجراءات التصحيح والوقاية ووضع السجلات البيئية التي تتعلق بالتدريب ونتائج عملية التدقيق التي تتم بصورة دورية.


4. مراجعة الأداء:

إن مراجعة الأداء هي المرحلة النهائية داخل نظام الإدارة البيئية وتقوم المواصفة بإلزام الإدارة العليا في المؤسسة بمراجعة أداء الحفاظ على البيئة ومدي فاعليته وكفاءته في تحقيق أهدافه ومدي الحاجة إلى التقويم والتعديل لزيادة كفاءته في الحفاظ على البيئة.


الانتقادات لشهادة الآيزو للبيئة 14000:

هناك العديد من الأمور التي نري من وجهة نظرنا أن شهادة الآيزو للبيئة 14000 لم تقم بالتركيز عليها على الرغم من أهميتها فهي لم تتطرق إلى حجم وأعداد الكوادر البشرية من المديرين والعاملين الذين يجب أن يختصوا بتطبيق نظام سياسة الحفاظ على البيئة داخل المؤسسة، كما أنها لم تراعي الجهد والتكلفة ووقت التشغيل المبذول من العاملين لتشغيل النظام الأساسي وهو ما يؤثر بالسلب على المؤسسة ويجعل دوافعها نحو تنفيذ برامج وسياسات الحفاظ على البيئة بكفاءة غير موجودة من الأساس، فكان يجب على الشهادة مراعاة تلك الجوانب وتوضيحها وهو ما أغفلت عنه. ومن النقاط الهامة للغاية التي أغفلت عنها الشهادة من وجهة نظرنا أنها لم تقم بتحديد واضح وصريح للجوانب البيئية للمؤسسة داخل المواصفة الخاصة بالبيئة وهو ما جعل تلك الجوانب مبهمة بالنسبة للمؤسسات ومختلفة من مؤسسة لأخرى وفق ما تراه مناسب لها وهو ما كان يجب تحديده، كذلك فإن الوضع مبهم داخل المواصفة فيما يتعلق بالأهداف والغايات والأولويات البيئية. أيضاً فقد أغفلت الشهادة الجانب التعاوني بين المؤسسات والذي يمكن أن يؤدي زيادة قدرة المؤسسات على الحفاظ على البيئة، فتبادل الخبرات بين المؤسسات يؤدي بالتأكيد إلى زيادة قدرة العاملين في المؤسسة على تنفيذ المواصفات الخاصة بسياسات الحفاظ على البيئة.


ما هي شهادة الآيزو (ISO)
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -