قد يعجبك

موضوع عن أسباب وعلاج العنصرية

أسباب وعلاج العنصرية

إن العنصرية هي أسوء علاقة يمكن أن تربط الأفراد مع بعضهم البعض فقد خلق الله البشر متساويين ولم يميز بينهم وفق اللون أو العرق أو الجنس أو البشرة أو المكانة الاجتماعية أو غيرها من الأمور سوي بالتقوي فقط التي تمنح الإنسان مكانة مقربة من الله عز وجل وليس تميزاً في الدنيا بين البشر الآخرين في العبادات والحقوق والواجبات ولكن التقوى تمنح مكانة وقرب من الله عز وجل، ولكن الإنسان خُلق بطبيعة غريبة من نوعها لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالي فقادته تلك الطبيعة منذ القدم إلى التمييز بين البشر بعضهم البعض وفق العديد من الأمور والأسباب التي تطورت وتزايدت مع الوقت لتأخذ أشكالاً غاية في السوء من العنصرية والتمييز القائم على فصل البشر عن بعضهم البعض، ومنح جماعة من الناس حقوق أكبر وأكثر بكثير عن غيرهم من البشر وفق ما يراه هؤلاء الناس أو تلك الفئة مناسبة لهم.


مفهوم العنصرية:

العنصرية هي المعتقدات والأفكار والتصرفات التي يقوم بها فئة معينة من الأفراد على حساب فئة أو فئات أخرى والتي ترفع من قيمة تلك الفئة عن غيرها، وهي تنشا نتيجة العديد من الأمور الموروثة التي ترتبط بقدرات وعادات وطبائع الناس، وهي تعتمد في أغلب الأحيان على الجنس ولبون البشرة واللغة والعادات والتقاليد والمعتقدات والديانة والمكانة الاجتماعية، وتعطي العنصرية الحق لتلك الفئة لرفع شانها عن باقي الفئات الأخرى من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية وغيرها من مختلف الجوانب، بل والتحكم في مصير الفئات الأخرى وسلب حقوقهم بدون وجه حق. وهناك العديد من الأسس التي ترتكز عليها العنصرية بصفة عامة ولكن تختلف درجة تأثيرها من مجتمع لآخر وفق الظروف الخاصة التي توجد في المجتمع، وأبرز تلك الأسس التي تشكل العنصرية هي النوع القائم على الجنس واللون واللغة والعادات والتقاليد والطبقة الاجتماعية والديانة، وفي المجتمعات العربية تبرز بشدة العنصرية القائم على النوع وفق الجنس بين لرجال والنساء ضمن أبرز الأسس التي ترتكز عليها العنصرية في تلك المجتمعات.


مظاهر العنصرية:

ومن أبرز صور العنصرية في العصر الحديث هي العنصرية في تولي المناصب القيادية بين الرجال والنساء في العالم العربي، فأصبح لا يحق للمرأة في غالبية الدول العربية تولي بعض المناصب ذات المسؤولية القيادية في المجتمع والدولة باعتبار أن الرجل أحق منها، ودون النظر إلى كفاءتها وخبرتها وإبداعها وقدرتها على العطاء، وهو ما يعبر عن تمييز واضح وصريح قائمة على عنصرية وصلت إلى درجة غير مقبولة في المجتمعات العربية وهو ما ساهم بصورة مباشرة في إهدار حق المرأة في العمل وفي أخذ دور أكبر في قيادة المجتمع الذي تعيش فيه، كما تضررت المجتمعات العربية في أنها فقدت طاقة كبيرة لا حدود لها تكمن داخل المرأة يمكن ان تسهم بصورة كبيرة في تنمية وتطوير العمل في المجتمع وبالتالي تطوير المجتمع بأكمله.


أنواع العنصرية:

هناك نوعين من التمييز العنصري بين البشر وهما:

1- تمييز مباشر: ويتمثل في تعامل فئة معينة من باقي الفئات الأخرى بطريقة دونية للتعبير بأنهم أقل منهم في كل شيء، ويتم تفضيل أشخاص آخرين عليهم وفق الجنس أو اللون أو الطبقة الاجتماعية أو العادات والمعتقدات أو الديانة أو غيرها.

2- تمييز غير مباشر: وتتمثل تلك العنصرية في فرض قوانين وشروط وقواعد بصورة صريحة أو ضمنية لصالح فئة معينة من الفئات على حساب الآخرين ودون توضيح وذكر أي أسباب.


أسباب العنصرية القائمة على الأصل والطبقة الاجتماعية:

تتمثل الأسباب التي تقف وراء العنصرية بصورة رئيسية في التالي:

1- التفاخر بالأنساب بين الأفراد والعائلات والقبائل هي من الأمور التي تدفع الأفراد البعض عن الاخرين والتمييز بينهم من حيث الحقوق والواجبات.

2- الطبقة الاجتماعية وهي تظهر بين الأغنياء والفقراء أي أنها تقوم على الفروقات المادية بين البشر، فيصبح للغني حقوق أكبر في المجتمع الذي يعيش فيه ويهمش الفقير وتنتهك حقوقه.

3- المشاكل النفسية التي توجد لدي بعض الأفراد مثل الغرور والتكبر، وهو ما يجعل الشخص يتعامل بعنصرية مع الآخرين والتمييز بينهم وفق ما يري ويعتقد هذا الشخص.

4- الجشع والطمع والاستغلال هي من أبرز الصفات التي تقود الأفراد للعنصرية تجاه الآخرين، فهي تدفعهم لاستغلال الغير لتحقيق أطماعهم وأغراضهم الخاصة دون مراعاة لحقوق واحتياجات الآخرين الشخصية والإنسانية والمادية.

5- لا يمكن أغفال أن الجهل وعدم الوعي بالعنصرية لدي بعض الأفراد تدفعهم للتعامل بتمييز يقود للعنصرية دون وعي منهم بذلك، ولكنه لا يمحي الذنب من عليهم من الناحية الإنسانية والأخلاقية.

6- يشكل اختلاف اللغة بين البشر سبب من الأسباب التي تدفع الأشخاص للعنصرية تجاه الآخرين المختلفين عنهم في اللغة وذلك في بعض المجتمعات.


أسباب العنصرية القائمة على النوع:

1- العادات والتقاليد الموروثة تعد أبرز الأسباب التي تؤدي للعنصرية بين القائمة على النوع بين الرجال والنساء خاصة في المجتمعات العربية، فالمجتمع العربي يتوارث عبر الأجيال عادات تميز الرجل على المرأة وتجعل المرأة تأتي في كافة الأوقات والأحيان والمواقف خلف الرجل ولا يجوز لها أن تتخطاه تحت أي ظرف من الظروف، وخاصة فيما يتعلق بتولي المرأة للمناصب القيادية في المجتمع فهو حق مسلوب منها وفق العادات والتقاليد السائدة في المجتمعات العربية.

2- الفكر السائد بين الرجال في المجتمعات العربية أن المرأة لا تصلح لتولي المناصب القيادية وأن الرجل أحق منها بذلك لخبرته وكفاءته وقدرته على التحمل، وهو فكر رجعي يدل على عنصرية شديدة من الرجل وعدم القدرة على تقبل فكرة أن المرأة في بعض الأحيان قادرة على أن تصبح أفضل منه وتمتلك القدرة على تسيير الأمور والأعمال بصورة وطريقة أفضل منه بكثير.

3- الثقافة الشائعة في المجتمعات العربية أن دور المرأة في المجتمع يقتصر على بيتها وتربية أطفالها والحفاظ على أسرتها وأن الرجل هو المسؤول عن تولي المناصب القيادية في المجتمع، وهي ثقافة خاطئة تعبر عن تمييز عنصري واضح وجهل بالأدوار التي يمكن أن تقوم بها المرأة في المجتمع العربي.

4- تمثل القوانين والتشريعات التي توجد في المجتمعات العربية عنصر أساسي ورئيسي في دعم العنصرية ضد المرأة في تلك المجتمعات، فتلك القوانين تمنع بصورة صريحة في بعض الأحيان تولي المرأة مناصب قيادية في الدولة وتجعل للرجل الحق الوحيد في تولي تلك المناصب وذلك دون تبرير واضح وصريح لهذا الأمر.


أضرار وسلبيات العنصرية:

هناك العديد من الآثار السلبية التي تنتج عن العنصرية سواء على المرأة أو على المجتمع ويمكن توضيح تلك الآثار السلبية في الآتي:


1- سلبيات العنصرية على المرأة:

1.1- يتولد لدي المرأة حالة من الحقد والكراهية تجاه الرجال والمجتمع بأكمله نتيجة ما تتعرض له من عنصرية.

- تتعرض المرأة لحالة من الكبت لشعورها بالاضطهاد من المجتمع الذي تعيش فيه، فهي تدرك بانها الأحق في تولي بعض المناصب القيادية عن الرجل ولكنها لا تمتلك الحيلة لتغير تلك الأوضاع العنصرية التي تعيشها.

1.2- تتجه المرأة في المجتمعات العربية في الكثير من الأحيان بالاهتمام بنفسها وعدم الاكتراث بالمجتمع الذي تعيش فيه، على الرغم من قدرتها في بعض الأحيان على المساهمة بصورة فعالة في تغيير الأوضاع السلبية والخطيرة التي يعيشها المجتمع.

1.3- تبتعد المرأة في بعض الأحيان عن العمل العام في المجتمع وهوما يشعرها بحالة من الحزن والاكتئاب لشعورها بإهدار حقوقها العامة في المجتمع.

1.4- عملت العنصرية على خلق أجواء من الخوف والكبت داخل نفوس النساء وهو ما ساهم في ضعف الطاقة الإيجابية التي توجد بداخلهم.


2- سلبيات العنصرية على المجتمع:

2.1- يفقد المجتمع العرب جهود عنصر هام وفعال يمتلك طاقة كبيرة على العطاء والجهد الغير محدود لخدمة المجتمع وهي المرأة، وهو ما يجعله غير قادر على النمو والتطور بالدرجة الكافية والمطلوبة لمواجهة التحديات والصعوبات التي يواجها، وهو ما يظهر بوضوح في المجتمعات العربية.

2.2- جعلت العنصرية المجتمعات العربية مفككة وغير مترابطة من العديد من النواحي الاجتماعية والإنسانية والعملية.

2.3- هناك حالة عامة من الحقد والكراهية والشعور بالاضطهاد لدي النساء تجاه الرجال والمجتمع في العالم العربي.


علاج العنصرية:

إن ظاهرة العنصرية مثلها مثل العديد من الظواهر السلبية التي توجد في المجتمعات العربية والتي يمكن القضاء عليها والحد من أضرارها وآثارها السلبية، ولكن القيام بهذا الأمر يتطلب جهوداً كبيرة ومتنوعة ما بين الأفراد والمجتمع والدولة، وأبرز الحلول التي يمكن من خلالها مواجهة العنصرية ضد المرأة في المجتمعات العربية ما يلي:

1- يجب على المرأة ألا تمل وتتهاون في المطالبة بحقوقها كاملة في المجتمعات العربية، وخاصة الحق في تولي المناصب القيادية في المجتمع، وذلك بمختلف الطرق والوسائل المشروعة التي تضغط من خلالها على الرجال وعلى الدولة لتغيير تلك الأوضاع.

2- يجب استغلال دور وسائل الإعلام في دعم المطالبة بحقوق المرأة وحقها في تولي المناصب القيادية في الدولة، ونبذ مختلف وسائل الإعلام لكافة أشكال وأنواع العنصرية والتمييز ضد المرأة.

3- يجب العمل على تقوية الوازع الديني لدي الأفراد في المجتمع بحقوق المرأة التي يجب أن تحصل عليها في المجتمع، ونبذ رجال الدين للعنصرية بمختلف أشكالها ضد المرأة.

4- العمل على تعديل القوانين في الدول العربية التي تمنع تولي المرأة للمناصب القيادية، والسماح لها بتولي تلك المناصب القيادية وفق الكفاءات والخبرات والقدرات العملية والعلمية التي تمتلكها.

5- العمل على غرس مبدأ المساواة والعدل ونبذ العنصرية داخل نفوس الأطفال منذ الصغر سواء من خلال أسرهم أو من خلال المناهج التعليمية التي يقومون بدراستها، وهو ما يجعل الرجل يدرك منذ الصغر بأهمية دور المرأة وأن تولي المناصب القيادية ليس حكراً عليه ولكنه وفق الكفاءة العملية والعلمية وهو ما يسهم بصورة مباشرة في تغيير أوضاع العنصرية التي تتعرض لها المرأة في المجتمعات العربية.

6- هناك دور كبير يقع على عاتق المؤسسات التعليمية في الدولة من المدارس والجامعات في نشر التوعية بين الطلاب في مختلف المراحل العمرية بالأضرار السلبية للعنصرية بصورتها عامة والعنصرية بين الرجال والنساء بصورتها الخاصة وهوما يخلق الوعي لدي الأجيال في المجتمع بالمساواة ونبذ العنصرية بمختلف صورها وأشكالها.

7- لا يمكن أغفال دور مؤسسات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان في المجتمعات العربية بضرورة الدفاع عن حقوق المرأة ونبذ العنصرية التي تتعرض لها في المجتمعات العربية خاصة في تولي المناصب القيادية، وذلك من خلال عقد الندوات والمؤتمرات التي يتم من خلال توعية وتثقيف افراد المجتمع من الجنسين من أضرار العنصرية ضد المرأة وأهمية المساواة بين الجنسين بالنسبة للمجتمع.

8- يجب على الدول القيام بحملات التوعية التي تحارب العنصرية بمختلف أشكالها والتي من بينها العنصرية ضد المرأة، ومحاربة العادات والتقاليد والثقافة التي تؤدي للعنصرية بمختلف أشكالها ضد المرأة وتدعمها.

9- يجب على المرأة العربية الضغط داخل المجتمعات العربية بضرورة تطبيق القواعد العالمية التي تختص بحقوق المرأة وخاصة فيما يتعلق بتولي المناصب القيادية في المجتمع.


الخاتمة:

في النهاية يتضح أن العنصرية هي أحد الظواهر التي توجد بصورة ملحوظة في المجتمعات العربية وخاصة بين الرجال والنساء والتي تأخذ أحد أشكالها عدم قدرة المرأة على تولي المناصب القيادية في المجتمعات العربية نتيجة لاحتكار الرجل لتلك المناصب ورسوخ ثقافة عامة في المجتمعات العربية أنه لا يحق للمرأة تولي تلك المناصب بأي حال من الأحوال ويرجع هذا الأمر للعديد من الأسباب وأهمها العادات والتقاليد المتوارثة والقوانين التي تمنع تولي المرأة للمناصب القيادية في الدول العربية والثقافة العامة الموجودة في عقول الأفراد في المجتمعات العربية أن دور المرأة يقتصر على منزلها وأسرتها أو العمل في بعض المناصب العامة في الدولة وأنها لا يحق لها تولي المناصب القيادية التي تقود فيها الرجل والمجتمع. ونتيجة لتلك العنصرية التي توجد ضد المرأة فقد فقدت المجتمعات العربية الجهود والطاقات الكبيرة التي تمتلكها المرأة والدور الفعال الذي يمكن أن تقوم به في تنمية المجتمع وتطويره للأفضل، كما خلقت تلك العنصرية حالة من التفكك بين أفراد المجتمع وأيضاً حالة عامة حالة الحقد والكراهية والشعور بالاضطهاد لدي العديد من النساء تجاه الرجال والمجتمع العربي ففقدت بعض المجتمعات توازنها الاجتماعي وهو ما أثر بالسلب عليها.


الرأي الشخصي:

من وجهة نظري فيما يتعلق بتلك القضية فأني أري أن المجتمعات العربية سوف تجد صعوبة كبيرة في تغيير العقلية السائدة لدي الرجال بضرورة تولي المرأة للمناصب القيادية بها ويرجع ذلك الأمر للثقافة الراسخة في عقول ارجال منذ الصغر والذي يتوارثونها من جيل لآخر بخصوص هذا الأمر، وهو ما يتطلب بالضرورة سعي المرأة لتغيير تلك الوضاع من الناحية القانونية بالضغط على الدولة بضرورة إصدار التشريعات والقوانين التي تتيح للمرأة بتولي المناصب القيادية مناصفة مع الرجل وهو ما سوف يلزم الرجال على قبول تولي المرأة لتلك المناصب على الرغم عنهم، فإن أتاحت الفرصة للرجال من وجهة نظري لاختيار تولي المرأة للمناصب القيادية من عدمه سوف يختارون عدم توليها لتلك المناصب بالتالي يجب أن يصبحوا مجبرين على قبول الوضع بتولي المرأة للمناصب القيادية بصورة إجبارية على الرغم منهم.


موضوع عن أسباب وعلاج العنصرية
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -