📁 قد يعجبك

منبع نهر النيل وبحيرة تانا الأثيوبية

نهر النيل ومصب بحيرة تانا الأثيوبية


يعد نهر النيل من أطول الأنهار الموجودة بالكرة الأرضية حيث يقع نهر النيل في الجانب الشمالي الشرقي من القارة الأفريقية، ويتكون نهر النيل من فرعين أساسيين يمثلان وحدتي التغذية بالنسبة لنهر النيل وهما النيل الأبيض الذي يقع في شرق القارة الأفريقية والنيل الأزرق الذي يبدأ مصبه داخل دولة أثيوبيا بالقارة الأفريقية، ويعود مسمي النيل بهذا الاسم نسبة إلى المصطلح اليوناني Neilos.


منبع نهر النيل

يمثل النيل الأزرق نسبة لا تقل عن 80% من إجمالي المياه المغذية لنهر النيل وهذه المياه تصل إليه في الصيف فقط بواسطة الأمطار الموسمية التي تسقط على هضبة أثيوبيا، بينما في بقية أيام السنة تكون المياه جافة مما يجعله لا يشكل نسبة عالية في باقي المواسم السنوية، وينبع ذلك النهر من بحيرة تانا التي تقع في مرتفعات أثيوبيا شرق القارة الأفريقية، ويطلق على النيل الأزرق في أثيوبيا مصطلح "آبباي" ويتدفق النيل الأزرق من أثيوبيا إلى السودان من الجنوب الشرقي.

يبدأ جريان النيل الأزرق من بحيرة تانا الأثيوبية وهي بحيرة طبيعية يصل قطرها إلي حوالي 68 كم ورغم عرضها الواسع إلا أن عمقها صغير حيث يصل إلى 15 متر فقط التي تقع على منسوب حوالي 1788 عن مستوي سطح البحر، وتتجمع تلك المياه على سطح تلك البحيرة التي تصل مساحتها إلى حوالي 3060 كم مربع بواسطة المطر الموسمي المباشر، ومن الفائض على حوضها التي تحتل البحيرة موقع القلب منه تصل مساحة ذلك الحوض التي تنساب منه الروافد وتلقي به في حيز البحيرة إلى حوالي 13690 كم مربع، بما يعني أن بحيرة تانا تتواجد في قلب حوض كبير تحيط به المرتفعات من كافة الجوانب بما يعني أن كافة الأمطار التي تسقط علي الأراضي المحيطة بالبحيرة تتجمع في شكل أنهار صغيرة تصب مباشرة في البحيرة.

إن كافة الأراضي المحيطة ببحيرة تانا مستواها أعلى من بحيرة تانا إلا مخرج واحد فقط مستواه أقل من منسوب بحيرة تانا فتخرج المياه من بحيرة تانا عن طريق ذلك المخرج الذي يمثل المنبع للنيل الأزرق عند مدينة بحر دار الأثيوبية، ويسير النيل من بحيرة تانا حوالي 1500 كم حتي يصل إلي مدينة الخرطوم بالسودان حيث يخرج النيل الأزرق من بحيرة تانا هزيلا ولكن يسير في رحلة طويلة تصل إلى 1600 كم حتي يندمج مع النيل الرئيسي، ويكون مجري النيل الأزرق الآباي الأعلى والذي يخرج من بحيرة تانا مجري ضيق لا يتعدي حجمه عن 300 متر فيمر بجنادل تشارا تشارا ويستمر بسريانه فيضيق المجري بصورة واضحة إلى أن يضعف الجريان على شلالات تسيسات وشلالات أرفامي.

ثم يبدأ النهر الأزرق تغيير اتجاهه بحيث يسير شرقا ثم جنوبا فيلاحظ أن الممرات التي يسير بها النهر تكون خاضعة للأثر الذي نشأ عن انتشار الكتل الجبلية الضخمة والكبيرة، فيدور النهر دورة كبيرة من أجل محاولة تجنب تلك الكتل الجبلية فيمر بينها في إقليم يعرف بإقليم جوجام، ومن الملاحظ أن النهر استطاع حفر وادي يتميز بالعمق يصل عمقه إلى حوالي 1500 متر مما يدل على قدرة النهر في الحفر والنحت والتي تمكن من اكتسابها نتيجة الانحدار الكبير.


الخاتمة

إن النيل الأزرق يمثل العامل الأساسي في جريان نهر النيل بصفة عامة حيث أنه يمثل رافد يتجمع من خلاله الماء وترتفع خطورته مع كل كيلومتر يسير فيها في المساحات التي يخترقها على الأراضي الأثيوبية، حيث يكون حجم الماء مرتفع بشدة نتيجة تجمع مجموع الروافد والمجاري النهرية التي تتواجد على بين الجبال وعلى سطح الأراضي الوعرة على الهضبة، وتتضح تلك الخطورة في فترة الفيضانات حيث أن النيل الأزرق يمثل في الكثير من شهور السنة عاملا أساسيا في تدفق المياه والفيضانات مما يعطيه القدرة على مساعدة نهر النيل بعد اتحاده مع النيل الأبيض في الوصول إلى مصر، كما أن النيل الأزرق ليس موردا فقط للمياه ولكنه أيضا موردا للرواسب التي تتعلق بمياه النهر فتضيف خصوبة على التربة داخل الأراضي الأثيوبية والسودانية والمصرية، مما جعل النيل الأزرق ينال أهمية بالغة كشريك أساسي مع النيل الأبيض في تكوين وجريان نهر النيل على الأراضي السودانية والمصرية.

نهر النيل المنبع والمصدر