قد يعجبك

بحث علمي عن الأمراض النفسية

بحث عن الأمراض النفسية

مع بزوغ عصر جديد مليء بالتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والحضارية والتكنولوجية واكب تلك التغيرات انتشار مجموعة واسعة من الأمراض النفسية التي أثرت بشكل كبير ومباشر على الأفراد في مختلف المجتمعات وفي مقدمتها بالتأكيد المجتمعات العربية التي أصبح غالبية الأفراد في المجتمع يعانون من بعض أنواع تلك الأمراض بدرجات متفاوتة وفق طبيعة كل إنسان والظروف الاجتماعية والبيئية المحيطة به، ولكن حجم التأثير السلبي لتلك الأمراض النفسية على الأفراد أصبح يتعاظم طوال الوقت وبمعدلات خطيرة للغاية وجب معها الدراسة والتحليل والتفسير من أجل مواجهتها بصورة فعالة والحد من انتشارها. وعلى الرغم من التقدم العلمي الكبير الذي حدث في مجالات الطب بأنواعها وخاصة النفسية إلا أنه لا تزال بعض أنواع تلك الأمراض النفسية شديدة الخطورة على الإنسان وعلى المحيطين به، كما أن هناك بعض الأمراض النفسية التي يصاب بها الأشخاص ولا يدركون ذلك نظراً لقلة التوعية الطبية وجهلها بأعراضها وتشخيصها، وهو ما يجعلهم لا يحصلون على العلاج المناسب في الوقت المناسب فتزداد حالتهم سوءً.


ما هي الأمراض النفسية:

يُعرف المرض النفسي بأنه اضطراب وظيفي في شخصية الفرد يظهر في صورة بعض الأعراض النفسية والجسمية مثل القلق والوسواس والاكتئاب وغيرها، وترجع إلى أسباب نفسية وليست عضوية وهي عبارة عن مظاهر خارجية نتيجة التوتر والصراع داخل الفرد الذي يؤدي لاختلال جزئي في شخصيته.


أسباب الإصابة بالأمراض النفسية:

١- تعد العيوب الوراثية أحد الأسباب التي تسهم في إصابة الفرد بالأمراض النفسية.

٢- إن الخبرات الأليمة التي يتعرض لها الفرد خاصة في مرحلة الطفولة والمتمثلة في انهيار وتفكك الأسرة أو تعرض الطفل لسوء معاملة أو تدليل زائد من والديه تسهم في إصابته بأحد أنواع الأمراض النفسية في الكبر

٣- في حالة تعرض الفرد لصدمات أو لأزمات شديدة مثل الأزمات المادية أو الصدمات الانفعالية فإنها تهيئ المجال بصورة كبيرة لإصابة الفرد بأحد الأمراض النفسية.

٤- هناك مجموعة من الأسباب البيولوجية التي تلعب دور في حالة حدوثها إصابة الفرد بأحد الأمراض النفسية، وهي عبارة عن خلل يحدث في أجهزة الجسم وتغيره الفسيولوجي خلال مراحل النمو المختلفة التي يمر بها الفرد.

٥- هناك بعض الأسباب النفسية التي لها أصل ومنشأ نفسي وأهمها الصراع والحرمان والعدوان والإحباط والضغوط والعادات الغير صحية، وكافة تلك الأسباب تحدث غالباً خلال مرحلة الطفولة كما أنها تحدث نتيجة عدم إشباع الحاجات الضرورية للفرد

٦- كما أن هناك أسباب تؤدي لإصابة الفرد بالأمراض النفسية وتسهم فيها البيئة المحيطة بالفرد من الأسرة والمدرسة والمجتمع تتمثل في التنشئة الاجتماعية الخاطئة والضغوط المختلفة التي يتعرض لها الفرد، وعدم تلبية احتياجاته.


تأثير الأمراض النفسية على الأفراد:

١- شعور المريض بالحزن والقلق والاكتئاب والوحدة.

٢- ينفصل المريض عن الواقع الذي يعيش فيه.

٣- لا يستطيع الشخص المريض التعامل بصورة سليمة مع المواقف المختلفة في حياته.

٤- لا يستطيع الشخص المريض التغلب على المشكلات والضغوطات التي يتعرض لها.

٥- يتجه المريض النفسي نحو إدمان المخدرات أو الكحوليات للهروب من حالته النفسية السيئة ومشكلاته.

٦- يصبح الشخص شديد العدوانية واللجوء للعنف، كما أنه يفكر في الانتحار.

٧- تتقلب حالته المزاجية بشدة ما بين الانخفاض والارتفاع.

٨- يصبح الشخص مشوش الفكر وتنخفض قدرته على التركيز بصورة كبيرة.


طرق العلاج من الأمراض النفسية:

هناك العديد من الطرق التي يتم من خلالها علاج الأشخاص المصابين بالأمراض النفسية وفقها اختلافها ودرجتها شدتها وتأثيرها على الشخص، مع العلم أن الدكتور النفسي او الاخصائي الاجتماعي يلعب دور أساسي في تحديد نوع ونمط العلاج وفق الحالة نفسها، وتتمثل طرق العلاج في الآتي:

1- العلاج الدوائي:

وهي الأدوية المختلفة التي لها تأثير عضوي على جسم الإنسان.

2- العلاج الاجتماعي:

حيث يتم فيها تنظيم كافة العلاقات الشخصية الاجتماعية وذلك من خلال إفهام الشخص المصاب بالمرض النفسي كيف تؤثر البيئة الاجتماعية المحيطة به من الأسرة والعمل وغيرها على حالته النفسية بالسلب، ويتم التوضيح له بوسائل العلاج المناسبة وفق حالته وما يجب عليه اتباعه من أجل تجنب هذا التأثير السلبي.

3- العلاج المعرفي السلوكي: 

هو أحد أنواع العلاج التي تتم بصورة منظمة ومحددة حيث يقوم الاخصائي النفسي بعقد جلسات مع المريض النفسي تكون محددة مسبقاً معه، ويساعد فيها الاخصائي النفسي المريض لكي يصبح أكر وعياً بأفكاره السلبية ويساعده على مواجهة كافة المواقف الصعبة التي يمر بها في حياته بطريقة صحيحة وواضحة بحيث تصبح استجابته لها أكثر فاعلية.


طرق الوقاية من الأمراض النفسية:

1- تعد رعاية الأم قبل وأثناء فترة الحمل من الناحية الطبية والنفسية أول إجراءات الوقاية للطفل.

2- يعد تنمية المناعة لدي الطفل ووقايته من الأمراض أحد السبل الهامة للوقاية من الأمراض النفسية.

3- تلبية احتياجات الطفل والفرد الضرورية إجراء لا غني عنه للوقاية من الأمراض النفسية.

4- إن تلقي العلاج النفسي والاجتماعي المبكر أمر ضروري للغاية من أجل تفادي تعاظم الآثار النفسية السلبية على الأفراد.

5- للتنشئة الاجتماعية الصحيحة والسليمة للأطفال في مرحلة الطفولة أمر أساسي لوقايتهم من التعرض للأمراض النفسية، كما أن المناخ الاجتماعي والثقافي الهادئ والمستقر داخل الأسر يلعب دور هام في وقاية الأطفال والمراهقين من الأمراض النفسية.

6- يعد التوعية بالأمراض النفسية وأسبابها وتشخيصها وكيفية علاجها وتفادي الآثار السلبية التي تنتج عنها من طرق الوقاية الأساسية.


الخاتمة:

إن الأمراض النفسية هي كابوس أي مجتمع وهادمة حياة وقدرات الأفراد، فهي تجعلهم ينفصلون عن واقعهم الاجتماعي والعملي ويفقدهم القدرة على مواجهة الحياة ومشكلاتها وضغوطها المختلفة التي تضاعفت بصورة كبيرة للغاية خلال العصر الحديث فتزايدت معها الأعباء على الأفراد والآثار السلبية للأمراض النفسية التي تعرضوا لها، وهو ما جعل دور الخدمة الاجتماعية تجاه هؤلاء الأفراد أمر ضروري للغاية وذلك لمساعدتهم على مواجهة تلك الأمراض النفسية وآثارها السلبية الخطيرة على حياتهم، وهو ما يضمن للمجتمع ككل الاستفادة من الطاقات البشرية التي تساعده على النمو والتطور بصورة طبيعية.


بحث علمي عن الأمراض النفسية
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -