قد يعجبك

اضطهاد المسلمين في الفلبين

اضطهاد المسلمين في الفلبين

إن أعداد المسلمون في الفلبين محدودة للغاية (١١٪) مقارنة بالديانات الأخرى المختلفة الكثيرة، حيث يمكن النظر إلى حال المسلمين في الفلبين باعتبارهم من أكثر الأقليات الإسلامية المضطهدة في العالم. وقد اتحدت العوامل الجغرافية والتاريخ وأشكال التحالف السياسي لدولة الفلبين، حتى يتم رسم تعقيد غير مألوف في الواقع بشكل سياسي للمسلمين في الفلبين، وطردهم من البلاد عن طريق احتلال البرتغال والأسبان.

التوزيع الجغرافي للمسلمين في الفلبين:

تتركز الأقليات الدينية في دولة الفلبين في جزيرة مينداناو في القسم الجنوبي من البلاد والذي يشمل على مجموعة أخرى من الجزر تعرف باسم أرخبيل سولو.
جزيرة مينداناو هي ثاني أكبر الجزر في الفلبين بعد جزيرة لوزون ضمن عدة جزر تزيد عن 700 جزيرة وتقدر مساحة جزيرة مينداناو 1000 كيلومتر مربع من إجمالي مساحة البلاد وهي 300 ألف كيلومتر مربع.
ويختلف تعداد المسلمين في الفلبين حسب الإحصائيات الحكومية التي قدرت بحوالي 5 ملايين أي حوالي عشر مجموع السكان، في حين قيل أن المسلمون وصل عددهم إلى 10 ملايين أي خمس مجموع السكان.


كيف دخل الإسلام إلى الفلبين:

دخل الإسلام إلى الفلبين من خلال التجار في القرن الـ 3 الهجري وبدأت في الظهور هناك سلطنات دينية مستقلة خاصة في مانيلا والجنوب وقاومت هذه السلطنات الاحتلال الإسباني بقيادة ماجلان الذي اتخذ طابع معادي للمسلمين، وكانت امتداداً لـ حركة الاسترداد بقيادة الأسبان والبرتغال ضد الأقليات المسلمة في الأندلس في أواخر القرن 15 الميلادي.
وقد قام الأسبان والبرتغالي بإطلاق اسم المورو على المسلمين في الأماكن التي قابلوها في المغرب ومدغشقر وسيلان وجنوب شرقي آسيا وهي كلمة يقصد بها السمر، وتعني عندهم المسلمون، ومن هنا صار المسلمين في الفلبين يلقبون بالمورو وصارت حركتهم السياسية تعرف باسم جبهة تحرير مورو.

حيث يطلق اسم مورو على المسلمين الذين يستوطنون في جزر: مندناو، بالاوان، أرخبيل سولو، الجزر الجنوبية الأخرى من البلاد، ويقدر شعب مورو نحو 11% من سكان الفلبين الذين يزداد عددهم عن 100 مليون نسمة، ودخل شعب مورو الإسلام في القرن الـ14 الميلادي، وكانوا يتركزون في مدن ماغوييندانايو، لاناو ديل سور، سولو، طاوي طاوي، باسيلان.

وظل الاحتلال الأسباني للفلبين مستمرًا من القرن 16 حتى نهاية القرن 19 وعرفت هذه الفترة الاستعمارية بالمعاملة القسرية والاضطهاد العنيف ضد المسلمين.
اشترك المسلمين في الفلبين مع الجيش الأمريكي لطرد المحتلين الأسبان، وأيضًا تعاون المسلمون في مقاومة الاحتلال الياباني وتحرير وطنهم وحصولهم على الاستقلال سنة 1946.

وقد تمتع المسلمين بعد الاستقلال بحرية العمل تحت قيادة اتحاد مسلمي الفلبين المعترف به بشكل رسمي، والذي قام بتنظيم مؤتمرات دولية للبحث في أمور المسلمين باعتبارهم من الأقليات الإسلامية الكبيرة في البلاد.


اضطهادات الغزاة للوجود الإسلامي في الفلبين:

1- إن الاحتلال الأسباني تمكن من أن يقضي على الوجود الإسلامي في جزر الفلبين الشمالية والوسطى وأن يقوم بإضعاف الهوية الإسلامية في الجنوب.

2- أما الاحتلال الأمريكي فقد تمكن من ذلك عن طريق استخدام المكر السياسي، وهو أن يسيطر بشكل كامل على عواطف القادة المسلمين في جنوب الفلبين، واستطاع الدخول إلى المناطق الإسلامية ولم يظل لهؤلاء القادة سوى السلطة الروحية. كما أن واشنطن كانت سبباً رئيسيًا في انهيار الوجود الإسلامي في جنوب الفلبين حيث قامت بضم هذا الجزء إلى الفلبين حينما اعطتها الاستقلال عام 1946 م، وهو قرار غير منصف عارضه المسلمين في وقتها.

3- كذلك فإن تعاون نصارى الشمال الفلبيني مع المحتلين الأجانب والظلم الذي استخدمته الحكومات الفلبينية على الأقليات المسلمة في جنوب البلاد، وتدني أحوال أوضاع المسلمون في جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية. إن من أبرز أسباب النزاع بين الطرفين ودفع المسلمون إلى المطالبة بالاستقلال التام أو الحكم المنفرد القوي الذي يمكنهم من المحافظة على هويتهم الإسلامية.

4- إن للمنظمات الثورية الدينية الفلبينية دور هام للغاية في المطالبة بحقوق الأقلية المسلمة هناك إلا أن الخلافات المتواجدة، قد أضعفت موقف المسلمين، كما أن لمنظمة المؤتمر الإسلامي موقف إيجابي من هذه المشكلة لكنه دون المطلوب منها، أما دور الأمم المتحدة تجاه هذه المشكلة فإنه دور سلبي.

إن قضية الأقلية المسلمة الأساسية في جنوب الفلبين هي قضية (سياسية) و أن حل كافة مشاكلهم التي يعانون منها تترتب على حل هذه المشكلة.


كيف يمكن التخلص من اضطهاد المسلمين في الفلبين:

ونظراً لما سبق فإننا نرى أن على المنظمات الثورية الفلبينية أن توحد صفوفها وتحل خلافاتها، مع الاستمرارية في المطالبة بحقوق المسلمون بشكل كامل هناك، وعلى منظمة المؤتمر الإسلامي والبلاد الإسلامية بذل الكثير من الجهد والتعاون بأي شكل لمسلمي جنوب الفلبين.

كما أن على الأمم المتحدة أن تسعى بشكل جاد لحل هذه القضية، وعلى الولايات المتحدة الأمريكية أن تقوم بتصحيح أخطائها، وتضغط على صديقتها الفلبين لإعطاء مسلمو الجنوب الاستقلال أو الحكم الذاتي القوي.


الخاتمة: 

تحدثنا في هذا الموضوع عن (اضطهاد الأقلية الإسلامية في الفلبين) وتأتي أهمية هذه الفضية من كونه من القضايا القديمة التي يعاني منها المسلمين في معظم البلاد الإسلامية وغير الإسلامية منذ 4 قرون، وهي مازالت منتظرة الحل المنصف الذي يمنح للمسلمين كامل حقوقهم التي حاربوا من أجلها ولم يستسلموا بل محافظين حتى الآن على هويتهم رغم قساوة الظروف، ونحن نهدف من هذا الموضوع هو التعريف بهذه القضية العالمية من حيث " أسباب الاضطهاد وتطوراتها، وموقف العالم والمجتمع منها والحلول المقدمة لها.


اضطهاد المسلمين في الفلبين
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -