قد يعجبك

تلخيص قصة شجرة الدر "طموح جارية"

تلخيص قصة طموح جارية للكاتب إبراهيم محمد الجمل

تمثل قصة "طموح جارية" مدى الطموح الذي يبث في الإنسان قوة خارقة وحيث أن الدافع القوي يجعل الإنسان يسير بخطوات ثابتة لتحقيقه بغض النظر عن بعد النقطة التي ينطلق منها وهذا ما حدث لشخصية تلك القصة وهي شجرة الدر التي حكمت مصر في أواخر العصر الأيوبي.


من هي شجرة الدر:

وشجرة الدر (ولقبها عصمة الدين أم خليل)، تلك الملكة التي كانت تحكم مصر بعد موت زوجها نجم الدين أيوب، هي مثال للمرأة العربية التي تعمل على إثبات ذاتها وتحقيق أمالها وكان لدورها في إدارة الأمور وتحدي الصعاب فظهر ذكائها وشجاعتها وصبرها وقيادتها الواعية لشئون البلاد. يقال أن أصل شجرة الدر هو خوارزمي، أرميني، أو تركي وفقًا للعديد من الأقوال. وقد اشترى الصالح نجم الدين أيوب شجرة الدر قبل أن يعجب بها فيعتقها ثم يتزوجها.


بداية أحداث القصة:

تدور أحداث القصة في نهاية الدولة الأيوبية حول إمرآة تدعى شجرة الدر التي وقعت في الأسر على يد التتار فأصبحت جارية ولقد اشتراها الأمير نجم الدين فأعطاها الحرية بعد أن رزقت منه بانها الخليل. لقد اشتد في ذلك العصر النزاع بين الأمراء العرب في الشام ومصر حيث كانوا يجرون وراء أطماعهم وفي نفس الوقت ازداد أطماع العدو الخارجي الممثل في التتار والصليبين للسيطرة على البلاد العربية. وكان لزوج شجرة الدر نجم الدين أيوب ابن الملك الكامل حاكم مصر أعداء، ولكنه استطاع بمساعدة شجرة الدر حكم مصر بعد صراع مع أخيه غير الشقيق سيف الدين ابن الكامل حيث تولى بعد وفاة أبيه حكم مصر والشام واليمن وذلك بمساعدة أمه سوداء بنت الفقيه والأمراء ولقب بالعادل.


إنقاذ السلطان نجم الدين من حصار بدر الدين لؤلؤ:

وكان أهل شجرة الدر، الذين أُطلق عليهم لقب الخوارزمية، الساعد الأيمن لنجم الدين ولكنهم اختلفوا معه بسبب أطماعهم الكبرى إلا أنهم رجعوا إليه وأنقذوا السلطان نجم الدين أيوب من حصار بدر الدين لؤلؤ أمير الموصل الذي حاصر قلعة سنجار وكان يتوعد بالقبض على نجم الدين وشجرة الدر ولكن شجرة الدر طلبت من أهلها النجدة وإنقاذ زوجها وذلك عن طريق القاضي بدر الدين الزرزاري قاضي سنجار هذا الرجل صاحب الحكمة والرأي الثابت فاستجابوا وأنقذوا نجم الدين وشجرة الدر من بدر الدين لؤلؤ وكذلك أنقذوا توران شاه ابن الملك نجم الدين أيوب من حصار غياث الرومي له في مدينة آمد.


خداع نجم الدين أيوب عن طريق عمه:

وكان لنجم الدين أيوب عم اسمه الصالح إسماعيل والذي قام بخداع نجم الدين عن طريق جواسيس له في قصر نجم الدين وهما الجاريتان ورد المنى ونور الصباح اللتان كانتا تتجسسان أيضا لصالح سوداء بنت الفقيه وقام بخداعه واستولى على دمشق من نجم الدين بل وقبض على المغيث ابن نجم الدين وقد كان أعمامه كذلك مجير الدين وتقي الدين قد ساعدا نجم الدين في فتح مصر ثم انفصلا عنه عندما علما بسيطرة الصالح إسماعيل على دمشق.


وفاة الملك نجم الدين أيوب:

توفى نجم الدين أيوب بعد نزول الصليبيون بدمياط، وقد دامت فترة حكمه حوالي 10 سنوات. وكان لموقف شجرة الدر عند وفاة الملك نجم الدين تلك الوقفة التي سجلها التاريخ بحروف من نور عندما أخفت خبر وفاة الملك عن الجنود في معاركهم ضد الصليبين. بعد وفاة الصالح نجم الدين أيوب، استدعت شجرة الدر قائد الجيش وقتها واسمه الأمير فخر الدين يوسف بالإضافة إلى رئيس القصر السلطاني لتخبرهم بمدى صعوبة الموقف بعد وفاة نجم الدين أيوب، وأرادت منهم اخفاء الخبر عن الجنود حتى لا تنضوي وتضعف عزيمتهم في قتال الصليبيين. قامت شجرة الدر بدفن زوجها الصالح نجم الدين أيوب وإرسال الرسائل التي تحث الجنود على الصبر والجهاد وكانت تختمها بخاتم السلطان. وأرسلت بعدها شجرة الدر زعيم الجيش البحري واسمه فارس الدين أقطاي إلى حصن كيفا لكي يستدعي ابن نجم الدين أيوب توران شاه ليحل محل أبيه في الحكم. وفي نفس الوقت تعاونت هي والأمير فخر الدين على إصدار الأوامر السلطانية للجيش على أوراق الملك وقالت أن الملك مريض جدًا ولا يمكنه مقابلة أحد. 


الحملة الصليبية السابعة:

بدا لويس التاسع ملك فرنسا مهتمًا بمصر وغزوها والدخول إليها من دمياط بعدما جاء من قبرص، جاء لويس التاسع ومعه جيش كبير مما أدرى لانسحاب عربات الدفاع وجنود الجيش الإسلامي منها، حيث احتلها الصليبيون بسهولة ويسر بدون مقاومة تذكر. وفي نفس الوقت ذهب أخو لويس التاسع واسمه الفونس دو بويتي بمزيد من الإمدادات لأخيه في دمياط. توجه بعده الفونس دو بويتي إلى الطريق قبل المنصورة بحوالي ثلاثة كيلومترات ليهاجمها وقتل وقتها الأمير فخر الدين يوسف، وهرب باقي الجنود الذين كانوا معه إلى دمياط. أدرك الأمير ركن الدين بيبرس وقتها الخطر المحدق بمصر والعالم الإسلامي، فعرض على شجرة الدر وضع خطة يمكنهم من خلالها التخلص من الصليبيين، فوافقت. اندفع الجنود الصليبيون نحو المنصورة للهجوم عليهم وقد اشترك قائد الجيوش وقتها فارس الدين أقطاي في الخطة. وبالفعل تم تنظيم الجيش وقتها وكانت الخطة هي الهدوء التام عند دخول الصليبيين المنصورة حتى يظنوا أن البلد مستسلمة، ثم يتم الهجوم فجأة عليهم ومحاصرتهم. تم تنفيذ الخطة ومحاصرة الصليبين ناحية القصر السلطاني في المنصورة بالسيوف والسهام من كل ناحية، وتم وقتها قتل أخو لويس التاسع روبرت دارتواوبذلك انتصرت شجرة الدر بمساعدة المماليك البحرية الذين أبدوا بسالة وشجاعة منقطعة النظير على الفرنجة في دمياط وأخرجتهم وتم أسر قائدهم لويس التاسع. ثم بعد هذا، بدأت شجرة الدر في التفكير في المشكلات التي قد تأتي من جهة الشام.


مناهضة حكم شجرة الدر:

لم تستمر شجرة الدر في الحكم فترة طويلة حيث أنها سعت لإرضاء كبار الأمراء عن طريق الإقطاعات والأموال على حساب خزانة الدولة. أدى ذلك إلى معارضة شديدة من قبل العز بن عبدالسلام الذي كان يرى في حكمها مخالفة صريحة للشرع لأنها إمرأة. وفي نفس الوقت، صار الأيوبيين ضدها في بلاد الشام خاصة بعد مقتل توران شاه، ووصول المماليك للحكم بدلًا من الأيوبيين، مع معارضة الخليفة المستعصم الخليفة العباسي وقتها في بغداد مقر الخلافة لحكم شجرة الدر حيث كتب إلى المماليك رسالة مفادها، إن كانت الرجال قد انتهت عندكم، فأخبرونا نرسل لكم رجلًا. 


زواج شجرة الدر وتنازلها عن العرش: 

تزوجت شجرة الدر في تلك الأثناء الأمير عز الدين أيبك حيث لقب بعدها بالملك المعز، وتزوجته بعد ذلك. ولكن حكم عز الدين أيبك لم يدم حيث استمر فقط ثمانون يومًا. كانت لشجرة الدر في تلك الأثناء خطة وهي حكم مصر من وراء الستار عن طريق زوجها الذي أًرغم على ترك زوجته الأولى هي وإبنها وعدم زيارتهم. تعاونت بعد ذلك شجرة الدر وزوجها عز الدين أيبك على قتل فارس الدين أقطاي بسبب معارضته الشرسة لها وتأثيره الكبير في صفوف الجيش وتحركات الجند. 


قتل شجرة الدر لعز الدين أيبك: 

بعدما أحكم عز الدين أيبك قبضته على البلاد بصورة كاملة، سعى للزواج من بنت بدر الدين لؤلؤ حاكم الموصل. غضبت شجرة الدر بشدة لذلك ودبرت مكيدة للحصول على العرش مرة أخرى من عز الدين أيبك حيث أرسلت إليه ليقابلها بغية استرضاءه واستعطافه في القلعة، ولما ذهب هنالك لقى حتفه في ربيع الأول من عام 655 هـ الموافق 1257 م.


وفاة شجرة الدر:

بعد قتل عز الدين أيبك، أشاعة شجرة الدر الوفاة على أن عز الدين مات فجأة وهو نائم بالليل. لم تنطوي تلك الحيلة على المماليك حيث أنهم لم يصدقوها وقبضوا عليها ثم ذهبوا بها لزوجة عز الدين أيبك الأولى لتحكم عليها. لم تعش شجرة الدر أيامًا قليلة حتى أمرت إمرأة عز الدين أيبك الجواري كلهم بضربها بالقباقيب على الرأس ومن ثم رميها من فوق أسوار القلعة، حيث لم يتم دفنها إلا بعد عدة أيام من رميها حيث قتلت في نفس الشهر ربيع الأول من عام 655 هـ الموافق 1257 م. 


أهم إنجازات شجرة الدر:

1- كان لشجرة الدر العديد من الإنجازات فعلى سبيل المثال كانت أو شخص مملوك يحكم مصر والشام معًا.

2- الانتصار على الصليبيين في الحملة الصليبية السابعة وأسر لويس التاسع ملك فرنسا بمساعدة المماليك، حيث أخفت شجرة الدر خبر موت نجم الدين أيوب وسعت بكل ما تملك لتثبيت الجيش الإسلامي.

3- التخلص من توران شاه ابن نجم الدين أيوب الذي اضطهد شجرة الدر وأقصى المماليك وأراد التخلص منهم، حيث تم قتله على يد أقطاي المملوكي.

4- مبايعتها من قبل المماليك لكي تحكم البلاد حتى لا يعودوا كأداة في يد حاكم لا ضمير له يتخلص منهم.

5- التفاوض مع الملك لويس التاسع الذي أسر بالمنصورة على إطلاق سراحه هو وبعض الأسرى مقابل فدية 800 ألف دينار، مع طرده إلى عكا، وأخذ المواثيق منه على عدم العودة لغزو العالم الإسلامي مرة أخرى. 

6- القضاء على الوجود الصليبي في مصر والعالم الإسلامي والتخلص منه. 


تلخيص قصة شجرة الدر "طموح جارية"
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -