قد يعجبك

تلخيص كتاب "مدخل إلي فلسفة الدين" لمحمد عثمان الخشت

مدخل إلى فلسفة الدين


لقد أصبحت فلسفة الدين مبحث مستقل عن كل المجالات الفلسفية منذ نهاية القرن الثامن عشر وقد بدأت كمبحث فلسفي نسقي ومنظم في كتاب إيمانويل كانت "الدين في حدود العقل وحده"، لكن وبلا شك كان المبحث إرهاصات قبل ذلك حيث كان للفلاسفة السابقين غالباً نظرات وتحليلات فلسفية لبعض الموضوعات الدينية لكنها لا ترقي لتشكل وتكون فلسفة للدين متكاملة العناصر والأركان ومحاكمة المنهج تعتمد على العقل وحده ومبرأة عن الانحياز أو الدفاع اللاهوتي أو العقائدي ويسعي هذا الكتاب إلى تعريف القارئ العربي خاصة طلاب الفلسفة بفلسفة الدين كمجال معرفي متميز ومستقل وكذلك بيان علاقته بالعلوم الأخرى حيث عرف الكاتب الدين بأكثر من تعريف.


التعريف اللغوي للدين:

إذا حللنا هذا التعريف اللغوي للدين فيمكن تسجيل الملاحظات الأتية:

1- يًعرف الدين في اللغة يعني العادة وربما أُعتبر الدين بأنه عادة لأن الناس على الأغلب لا تعيش بدون دين سواء كان ذلك الدين سماوياً أو كان دينًا وضعياً فالدين عادة إنسانية.

2- ويكشف أيضاً التعريف اللغوي للدين عن أنه شأن وقريب من هذا أن الدين هو غير هذه أي حال غير هذه.

3- تشتق كلمة الدين في بعض الأحيان من فعل متعد بنفسه "دان يدينه ديناً بالكسر" أي أذله واستعبده والمراد أخضعه وحكمه وملك أمره وقهره وينطوي الدين بهذا المعني على نوع من إخضاع أتباعه لنظام وقواعد والتحكم في سلوكهم وامتلاك أمور حياتهم بتدبيرها وتصريفها ولذا نجد أن من أسماء الله تعالي الديان.

4- تؤخذ كلمة الدين كذلك من فعل متعد باللام "دان له" أي خضع له وأطاعه ولذا فإن اللغويين يذكرون من معاني الدين الطاعة كما هو في التعريف المذكور أعلاه الذي يقول فيه الرازي "الدين أيضا الطاعة تقول: دان له يدين ديناً أي أطاعه.

5- من الدلالات اللغوية لكلمة الدين الجزاء من ذلك قولهم كما تدين تدان.


التعريف الاصطلاحي للدين:

عرف أهل الاصطلاح من أصحاب المعاجم وكتب التعريفات العربية الدين بتعريفات متنوعة منها:

1- الدين وضع إلهي يدعو أصحاب العقول إلى قبول ما هو عند الرسول كذا عبر ابن الكمال وعبارة غيره: وضع إلهي سائق لذوي العقول باختيارهم المحمود.

الفرق بين التعريف والملة:

- ذكر الحرالي أن: الملة هي ما يدعو إليه هدي العقل المبلغ عن الله توحيده ذوات الحنفيين.

- وقال الرازي: الملة الدين والشريعة.

- أما الجرجاني فيري أن: الدين والملة متحدان بالذات ومختلفان بالاعتبار فإن الشريعة من حيث إنها تطاع تسمي ديناً ومن حيث أنها تسمي ملة وقيل الفرق بين الدين والملة والمذهب: أن الدين منسوب إلى الله تعالي والملة منسوبة إلى الرسول والمذهب منسوب إلى المجتهد.


التعريف الاجتماعي للدين:

يعرف دوركايم الدين فيقول: أن أي دين هو منظومة متماسكة من المعتقدات والممارسات المتعلقة بأمور مقدسة أي منفصلة محرمة وهي معتقدات وممارسات تجمع في إيلاف أخلاقي واحد يدعي جامعاً كل الذين ينتمون إليه وأصبح هذا التعريف الأكثر شيوعاً.


التعريف النفسي للدين:

توجد تعريفات عديدة للدين في كتب علم النفس حيث تختلف تلك التعريفات بناء على للمدرسة النفسية التي تقوم بدراسة الدين من زاوية نفسية وكذلك بناء على الموقف الديني الذي يعتنقه صاحب التعريف فمنهم من يؤمن بالدين ويمارس طقوسه وشعائره أو لا يمارسها ومنهم من يعتبره عرضاً من أعراض الصراعات النفسية التي لم يتم علاجها ومنهم من ينظرون إلى الدين نظرة مباينة للفريقين السابقين. ومن أشهر التعريفات النفسية للدين تعريف اريك فروم في كتابه "التحليل النفسي والدين" وهو يعرف الدين بأنه "أي مذهب فكري حيث أن العمل تشترك فيه مجموعة ما من الأفرد، ثم يُعطي الفرد إطارا للتوجيه وموضوعًا للعبادة".


التعريف الفلسفي للدين:

يتعدد التعريف الفلسفي بتنوع الفلاسفة إذ لا يوجد اتفاق بين الفلاسفة على تحديد ماهية الدين فكل منهم ينظر إليه من وجهة نظر خاصة فيقول “إيمانويل كانت”: الدين هو معرفة الواجبات باعتبارها أوامر إلهية.

أما هيجل فيري أن "الدين هو الروح واعيًا جوهره هو ارتفاع الروح من المتناهي إلى اللامتناهي ومن هنا فإن الدين بشكل عام هو علاقة الوعي الذاتي بالله لتحقيق الذات داخل هذا الوعي.


أنواع الدين:

1- أديان الشرك: وهي التي تؤمن بتعد الآلهة مثل أديان مصر الفرعونية.

2- أديان التسلسل الهرمي للآلهة: وهي الأديان (حاشا لله الواحد الأحد) التي تقر بتسلسل الآلهة تسلسل على أساس تفاضلي، ثم توزع فيما بينهم المهام والوظائف وترتبها ترتيب هرمي.

3- أديان التوحيد: وهي التي تؤمن بإله واحد مثل اليهودية والمسيحية والإسلام.

4- الدين الطبيعي: يشير إلى الاعتقاد في وجو الله وخلود الروح دون الأعتقاد في الوحي والنبوة.

5- الدين العقلي الأخلاقي المحض: هو الدين الذي حاول “إيمانويل كانت” أن يستنبطه من العقل الخاص ولا يعني هذا أنه دعا إلى دين مستقل له سمات العقل الخالص له مبادئه الخاصة ومعايره وهي التي سيقوم بها “إيمانويل كانت” العقائد الدينية التي يزعم أصحابها أنها متوافقة مع العقل مع أنها ليست كذلك فالأخلاق لا تقوم عنده إلا بثلاث وجود الله، خلود الروح، حرية الإرادة.


مفهوم فلسفة الدين:

هو التفسير العقلاني لتكوين وبنية الدين عبر الفحص الحر للأديان والكشف عن بيعة الدين من حيث هو دين أي عن الدين بشكل عام من حيث هو منظومة متماسكة من المعتقدات والممارسات المتعلقة بأمور مقدسة، ومن حيث هو ذلك فهو نمط للتفكير العميق في قضايا الوجود الأساسية، وامتحان العقائد المعتنقة، والتصورات الدينية للألوهية، وكذلك الكون والأنسان، بالإضافة إلى تحديد طبيعة العلاقة فيما بين كل مستوي من مستويات الوجود وكذلك البحث في الطبيعة الشاملة أو الكلية للقيم، والنظم، والممارسات الدينية. تستعين فلسفة الدين على تحقيق ذلك بمنجزات العلوم الإنسانية والاجتماعية مثل علم النفس الديني وتاريخ الأديان ومقارنة الأديان لكنها لا تقبل نتائج هذه العلوم قبولاً مطلقاً.


دراسة الدين بين العلوم الإنسانية والاجتماعية وفلسفة الدين:

يمكن دراسة الدين بمناهج علمية متعددة حسب زاوية النظر إليه في كل علم من العلوم والمقصود بالمناهج العلمية مناهج علم النفس الديني وعلم اجتماع الدين وعلم تاريخ الأديان أو مقارنة الأديان أما علم النفس الديني وإنما هناك مناهج متعددة بتعدد المدارس النفسية ولعل أكثر هذه المناهج شيوعاً منهج التحليل النفسي الذي نشأ مع فرويد الذي بلور نظرية التحليل النفسي للشعور الديني في كتابه الحضارة ومساوئها وفي كتابه "مستقبل وهم" 1949م. أما علم اجتماع الدين فينظر إلى الدين كظاهرة اجتماعية جمعية من حيث المعتقدات والمؤسسات والسلوك والوظائف الاجتماعية للدين ويقوم بدراستها وفق المناهج الاجتماعية المعروفة. أما علم تاريخ الأديان فيدرس ويصف ويؤرخ لنشأة وتطور المعتقدات والشرائع والممارسات الدينية في التاريخ.


علاقة فلسفة الدين بعلم الكلام أواللاهوت:

يهتم علم الكلام في المقام الأول بالدفاع عن العقائد الدينية ضد العقائد المضادة ومحاولة تفنيد العقائد المخالفة فضلا عن الدفاع عن عقائد فرقة دينية من الفرق داخل الدين الواحد ضد الفرق الأخرى في نفس الدين فعلم الكلام يبدأ من نقطة بدء يقينية تقوم بالتسليم المطلق بصحة العقيدة ولذا فهو يسير على مبدأ ويتخذ فهمه للنص الديني معيارا للتمييز بين الحق والباطل.


علاقة الدين بالفلسفة:

اتخذت علاقة الدين بالفلسفة أشكالا متعددة في المراحل التاريخية المختلفة حسب علماء الدين للفلسفة من أهمها تصور “إيمانويل كانت” وتصور “هيجل”: فيما يخص “إيمانويل كانت” فقد ذهب على أن الفلسفة تعارض الدين في معناه الحرفي عن طريق التأويل العقلاني المض للكتب المقدسة يمكن للدين أن يلتقي مع الفلسفة فالمرء حين يعمل عقله في بعض الأديان لابد أن يصطدم بما يعارض إمكانية الوصول إلى عقيدة عقلية وهنا يري “إيمانويل كانت” ضرورة تطهير العقيدة من كل ما يمكن أن يتعارض مع العقل المحض ووسيلة التطهير هي اللجوء تأويلاً عقلياً محضاً واستطاع أن يطهر عقيدة الكنسية من أي شيء يمكن أن يكون عكس النزعة العقلية حتى أنه قد جردها من لب جوهرها.

وتمر علاقة الدين بالفلسفة عند هيجل بعدة مراحل هي:

1- في بداية الوعي الإنساني لا يكون هناك تعارض بين الدين والفلسفة.

2- بعد أن تقوي الفلسفة يظهر التمثل الديني والفكر الفلسفي وكـنهما متعارضان.

3- لكن الفكر في مرحلة تالية يتعرف على نفسه في الدين ويصل إلى مرتبة إدراك هذا الأخر كلحظة من ذاته.

ولا شك أن الملاحظة الهيجلية صائبة تماماً ويمكن التدليل عليهما بأدلة كثيرة فعداء الفكر للشكل الذ يتخذه الدين ما هو إلا مرحلة غير ناضجة يمر بها الفكر ثم يتجاوزها بعد أن يكتمل نضجه حيث يدرك الدين جزء من ذاته وربما يكون من الأفضل أن نورد دليل هيجل نفسه على ذلك حيث يستدل بعلاقة الفكر بالدين.


الألوهية في الأديان:

الله هو الموضوع الرئيسي للأديان بعمة باستثناء بعض الفرق البوذية والطاوية التي لا تعتقد في الألوهية وتصور الألوهية يختلف في أديان الشرك التعددية عن أديان الشرك التي تميل إلى التوحيد. ولكن من زاوية أخري فثمة اتفاق بين أديان الشرك وأديان التوحيد على وجود قوة عاقلة غير مرئية في العالم لكنها تختلف في طبيعة هذه القوة. ومع هذا الخلاف فإنها تعود لتشابه من حيث أن حالة الأنسان تجاه الإله الواحد لا تختلف عن حالته تجاه الآلهة المتعددة فحالته هي الشعور بالضعف وإلحاحية الحاجة والقلق من أحداث الحياة.

1- أديان الشرك

نجد أن مرحلة دين الشرك لم تكن متخلفة على نحو مطلق فقد كان لها العديد من الإيجابيات تتمثل في أبعاد ثلاثة فلسفية وعقائدية وسياسية ويتجلى البعد الفلسفي في حالة الوفاق التي يكون عليها الوثني مع الطبيعة وفيما يتعلق بالبعد العقائدي فغنه يغلب عليه التسامح تجاه عقائد الشعوب الأخرى.

2- أديان التسلسل الهرمي

وهي الأديان التي تؤمن بتعدد الآلهة لكنها تخضعها لإله أكبر فهي أديان مشتركة تميل إلى التوحيد مثل الديانة الإغريقية القديمة التي تقول بتعدد الآلهة لكن تجعل فوقها إلها أكبر هو رب الأرباب وهو زيوس.

3- أديان التوحيد

عندما تتم الوحدة السياسية وتتلاشي الفروق القبلية وتخلص السيطرة للقبيلة المنتصرة خلوصا يهيئ لها نفوذا شاملاً على المستوي الاجتماعي والسياسي والثقافي عند ذلك ينبثق التوحيد في العقيدة الإلهية حيث يسود إله واحد لا شريك له من ثن فإن أصل التوحيد من الشرك وتنقسم إلي:

أ‌) اليهودية: وهي تؤمن بالله بوصفه حاكماً زمنياً للشعب المختار الذي هو شعب اليهود دوناً عن سائر الشعوب حيث أنهم يعتبرون أنفسهم أسياد للعالم.

ب‌) المسيحية: أن المسيح المثالي بوصفه المثل الأعلى للإنسانية ليس له وجود تاريخي في رأي “إيمانويل كانت” بل اتخذ مكانه بين الناس على نحو غير مفهوم ويجب الإيمان به من وجهة نظر العقل العملي المحض كواقعة موضوعية في العقل الإنساني وهي تجسد الإلهي في الإنساني حيث يري أن النظر إلى المثل الأعلى الأخلاقي بوصفه إنساناً يحبط قيام الأخلاقية أي يوجد نوعاً من اليأس في إمكانية تحقيق الأخلاق المثلي.


مملكة الأب:

هي إشارة للأقنوم الأول من الأقانيم الثلاثة التي يعتبره هيجل ممثلة لعقيدة الدين المطلق وهي الفكرة ذاتها ولذاتها أو فكرة الله في ذاته ولذاته وهي تنص على أن الله هو الروح العيني والله من حيث هو أب يعتبر مجرداً وكلياً يعتبر خالق العالم والتجلي الأزلي.


مملكة الابن:

لما كان الأب لا يمكن أن يعرف إلا بوصفه المبدع الأزلي لأن الروح المطلق في أساسه فعل إبداعي فإن من الضروري أن يتموضع ومن ثم فإن الفكرة تظهر في الطبيعة فالأب هو ذاته وهو كائن لذاته وهو الذي يصنع لنفسه موضوعه.


الوحي والنبوة:

حيث توجد أشكال متعددة في الأديان للوحي منها أسلوب الوحي في التقليد اليهودي – المسيحي – الإسلامي وهو يعتبر بالنسبة إلينا أكثر فهما وإدراكا إله شخصي يتصل بأشخاص يختارهم ليكونوا الناطقين بكلامه ومنها أسلوب الوحي في الفيدية والبرهمانية وهو وحي ليس على هيئة مرسل ومستقبل ووسيط وإنما على شكل إصغاء للحقيقة الأساسية لجوهر الكون بواسطة الحكماء لكن توجد بعض النصوص في البرهمانية تكشف عن وجود للوحي ولكن الوحي فيها عبارة عن استقبال الرسول لرسالة سماوية من الإله عن طريق وسيط أو وسطاء فالديانة البرهمانية التي يؤمنون به لا تنكر النبوة والأدلة على ذلك:

1- إنها لا تنكر سلطة الكتب المقدسة السابقة.

2- إذا رجعنا للأوبانيشاد وهو النص المعبر عن حقيقة هذه المعتقدات فنجد أن مقاطع كثيرة تدل على وجود اتصال في هيئة حوار بين إنسان ما وأحد الآلهة.

3- توجد إشارات تقطع بأن الإله الأكبر يتكلم ويعطي الحقائق للأخرين.

4- إن البراهمة أنفسهم يكتسبون مكانتهم المقدسة في الهند من كونهم ولدوا فيما يزعمون من أصل إلهي ولذلك فهم الكهنة الذين يعبرون عن الحقيقة الإلهية ويطلبون من سائر الطبقات أن تتبعهم.


المعجزات:

تؤكد المعرفة الأنثروبولوجية أن الإيمان بخوارق العادات والكرامات والمعجزات لا يشيع غالباً إلا بين ذوي العقول ذات الطابع الأسطوري وهي التي كانت سائدة في البيئات والعصور التي تظهر فيها القول بالمعجزات وفي مقابل ذلك فإن العقلية العلمية المتشبعة بفيزياء نيوتن تؤكد انتظام واطراد قوانين الطبيعة بصورة لا تسمح البته بوجود ذلك الاستثناء الذي يقتضي حدوث المعجزات.


الماهية والوظيفة:

حيث يتراوح موقف فلاسفة الدين من ماهية العبادات ووظيفتها في الأديان بين القبول والرفض تبعاً لرؤيتهم لطبيعية العالم ولحقيقة الأولوية ولطبيعة العلاقة بين الإنسان والله وبين الطبيعة وما بعد الطبيعة وتبعا لتجربتهم الشخصية وظروف العصر.


التفسير المثالي المطلق لتطور الأديان:

تطور الأديان ملحوظ حيث بدأ بأديان الطبيعة مثل ديانة السحر وديانة الصين والهندوس والبوذية وغيرها وبدا التحول منها إلى الدين الروحي ومنها إلى أديان الفردية الروحية ومنها إلى "الإسلام" الذي جاء في المرحلة النهائية من مراحل ارتقاء الدين واستوعب كل العناصر الإيجابية في الأديان السابقة وخلص مفهوم الألوهية من كل ما علق به من تصورات تشبه البشر أو تخلط بينه وبين الطبيعة والإسلام دين التوحيد المحض والبساطة في الاعتقاد حيث ينظر إلى الله باعتبار روحاً خالصاً وباعتباره إلها مجردا وليس محسوساً عيانيا فالتجريد الإسلامي للألوهية بلغ به إلى قمة ترقي الوعي بالإلهي.


تلخيص كتاب مدخل إلي فلسفة الدين لمحمد عثمان الخشت
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -