قد يعجبك

تلخيص وشخصيات وتحليل رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" للمؤلف الطيب صالح

تلخيص رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" للمؤلف السوداني الطيب صالح

تدور أحداث رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" حول صراع الحضارات برواية مليئة بمشاعر التغيير، والصراعات بين طبيعة الحياة في الشرق وبين الحياة في الغرب، وكانت العلاقة بين الشرق والغرب كانت علاقة استعمارية قائمة على الشك والخداع وعدم الثقة، والنتيجة التي أثبتها الكاتب في الرواية أن الإنسان هو واحد في مكان وزمان.


شخصيات رواية موسم الهجرة إلى الشمال:

سوف نتعرف في البداية على أهم الشخصيات الرئيسية في رواية موسم الهجرة إلى الشمال، وهي على النحو التالي:

1. مصطفى سعيد:

هو طفل كان يتيم الأب ويعيش مع أمه، وعندما يكبر يقرر الالتحاق بالمدرسة للتعليم، هو كان شخص كثير التأمل والإثارة وأظهر للجميع مدى تفوقه وذكائه الذي كانوا ملفتين للنظر، ورأى فيه المعلمون إنه معجزة نظراً لنبوغه وتفوقه في المدرسة، حتى تحول إلى أسطورة يحكى عنها الكثيرون.

2. الراوي:

عاش أغلب حياته بعد رحيل الاستعمار الإنجليزي، وكان في الرواية يمثل الجيل الثالث.

3. الجد:

كانت شخصيته بسيطة وتقليدية جداً، وعاش في مجتمع قروي كان ما بين قبل وبعد الاستعمار.

4. جين موريس:

هي كانت امرأة ارستقراطية أوروبية، وكانت زوجة مصطفى الأولى، وكانت تهينه كثيراً وتذله، حتى وصل بها الأمر أنها قتلت على يد زوجها مصطفى سعيد.

5. حسنة بنت محمود:

هي زوجة مصطفى سعيد الثانية، كانت شخصية ثورية، وكانت دائماً تطالب بالتغيير، لأنها شخصية شجاعة جداً وكانت لديها قوة هائلة من التحدي والقتال.

6. ود الريس:

هو شخص عجوز، وقرر الأب البيولوجي لحسنة تزويجها من ذلك المسن قسرياً، بعد اختفاء مصطفى سعيد أو وفاته حسب ما قيل في ذلك الوقت، وفي النهاية تم قتل ود الريس على يد حسنة، وما فعلته أدى بها إلى الجنون.

7. محجوب:

كان حاكم للسودان لمدة ثلاثون عاماً، أولاد أخته يطلقون عليه بالدكتاتور، كان يوجد في القرية احتجاجا وثورة للتغيير والإطاحة بمحجوب لأنه هو وعصابته من الحاكمين أهدروا موارد السودان وأفسدوا فيها فساداً كبيراً، وبالفعل تم خلع محجوب من حكمه وكان السبب الكبير يرجع لأبناء أخته.


ملخص رواية موسم الهجرة إلى الشمال:

بداية أحداث الرواية:

تدور الرواية حول شخص اجتمعت فيه حضارتين، حضارة الشرق بملامحها الروحانية الغامضة، مع بساطتها وتشعبها كصحراء مقفرة، وحضارة الغرب بتقدمها العلمي والمادي.

تدور أحداث «موسم الهجرة إلى الشمال» حول الفرق ما بين علاقة الشرق والغرب، علاقة كلها حذر والرغبة الملحة في الثأر من المستعمر الأوروبي لبلاد الشرق، وتتكون الرواية من البطل الشجاع مصطفى سعيد، والراوي المشارك وهو يروي جزءًا من الحديث بضمير المتكلم أنا، ويروي جزءاً أخر بضمير الغائب هو، ويظهر كلام الراوي واضحًا من أول سطر في الرواية إلى آخرها.

تبدأ الرواية من عند الراوي الذي كان مسافرًا في الخارج وعندما استكمل دراسته وبعد أن حصل على الدكتوراه، قرر أن يعود إلى بلده، ليرى شخصًا لأول مرة يقابله في القرية، هو مصطفى سعيد.


حياة مصطفى سعيد:

ولد مصطفى سعيد مع بداية الاستعمار الإنجليزي لبلده عام 1898 ليترك لديه فكرة بأخذ الثأر لبلده مما لحق به من عنف الحركة الوطنية ونهب خيراتها، هذا الثأر المتواجد بداخله هو الذي شكل أساس العلاقة بينه وبين الغرب وملامحه الباردة، مصطفى سعيد كان لشخصيته نقص وخلل بسبب ماحدث أثناء الاستعمار الإنجليزي، لم يشعر يومًا بحب ولم يشعر يومًا بسعادة، حتى أنه لم يحزن على وفاة والدته، بالرغم من أنها أخر من تمت له صله في الحياة.


حياة المجتمع الغربي:

كان يتواجد في حانات تشلسي وغيرها من الأندية، وعلاقاته بالفتيات، فقد فشل في أول علاقة له مع صديقة، لقد كرهته سريعا قائلة له: «أنت لست إنسانًا، أنت آلة صماء»، فرغم نبوغه وذكائه العقلي كان عنده نقص في العاطفة والشعور بالحب، وكان لم يحنّ أبداً إلى أي شيء أو إلى مكان أو حتى إلى وطنه، عندما ركب القطار وترك وطنه لم يسلم على أحد بيده ولم يبكي على فراق أحد، عندما انطلق القطار في الصحراء فكر في البلد الذي خلّفه وراءه، وكان مثل الجبل الذي لا يقع وأن يقرر في العودة مرة أخرى.


الهجرة إلى الغرب:

عندما كانت تدور حروب الاستعمار في الجنوب، ذهب مصطفى سعيد إلى بلاد الغرب لا ينتقم، صارت مدن وقلاع الغرب كلها في جسد امرأة يثأر منها، فقد تحول جسد المرأة الأوروبية للصراع والغزو، هذه إنجلترا التي احتلت بلاده عسكريًا، فذهب ليغزو نساءها جنسيًّا في بلادهم، تدخل المرأة غرفة نومه ثم تخرج منه حاملة لجرثومة مرض في دمها، ثم تموت.

ظلت حياة مصطفى سعيد كصحراء ليس بها ماء، وعدم إشباع رغباته الجنوبية، حتى يأخذ هدفه من امرأة حتى يبحث عن امرأة غيرها يروي بها ظمأه وانتقامه، كانت غرائزه لا نهاية لها، كان غضبه وانتقامه من نساء الغرب لو كان ليس بسبب الاستعمار الغربي الحالي لبلاده فهو انتقام لضياع أندلس الماضي.

تسير أحداث الرواية في خطين متتاليين، جزء عن حياة مصطفى سعيد في الغرب، وجزء آخر يحكى واقع بلده في الجنوب، وهنا نجد أن الراوي لم يجعل بطل الرواية يتذكر أو يسترجع ما حدث له في أوروبا إلا بعد أن عاد واستقر في بلده مرة أخرى.

تعتمد الرواية في المجمل على أسلوب السرد والتعبير، أما الحوار فهو محدود جدًّا في الرواية، فالراوي من خلال أسلوبه وسرد الأحداث والمواقف التي حدثت في القرية، مثل ماحدث من زواج ود الريس الرجل العجوز من حسنة بنت محمود رغمًا عنها حتي انتهت هذه العلاقة بقتله على يد حسنة لأنه اغتصبها رغماً عنها حتي جنت، كان ذلك يدل على مدى ظلم المرأة في بلاده.


النهاية:

تنتهي الرواية بموت البطل مصطفى سعيد دون العثور على جثته، من الممكن أن تكون ذلك رغبته، فقد عاش على الحياة كان يريد أن يرحل منها دون دموع ووداع، لم يرد أن يكون له قبر تنهمر عليه الدموع.

وكانت الأضواء مسلطة على الراوي الذي تتحول فكرة التركيز عليه في النهاية، حيث تلخص أحداث الرواية كلها في هذا المشهد الختامي الممتع.

ومضيت أسبح وأسبح وقد استقر عزمي على بلوغ الشاطئ الشمالي. هذا هو الهدف، كان الشاطئ أمامي يعلو ويهبط، والأصوات تنقطع كلية ثم تضج، وقليلًا قليلًا لم أعد أسمع سوى دوي النهر، ثم أصبحت كأنني في بهو واسع تتجاوب أصداؤه.

الشاطئ يعلو ويهبط ودوي النهر يغور ويطفو، كنت أرى أمامي نصف دائرة ثم أصبحت بين العمى والبصر، كنت أعي ولا أعي، هل أنا نائم أم يقظان؟ هل أنا حي أم ميت؟ ومع ذلك كنت ما أزال ممسكًا بخيط هن حتى كاد ينقطع، ووصلت إلى نقطة أحسست فيها أن قوى النهر في القاع تشدني إليها، وفجأة، وبقوة لا أدري من أين جاءتني، رفعت قامتي في الماء، تلفت يمنة ويسرة فإذا أنا في منتصف الطريق بين الشمال والجنوب.

لن أستطيع المضي ولن أستطيع العودة، كنت أريد أن أبقى طافيًا على السطح، وكنت أحس بقوى النهر الهدامة تشدني إلى أسفل، وبالتيار يدفعني إلى الشاطئ، إن عاجلًا أو آجلًا ستشدني قوى النهر إلى القاع، وفي حالة بين الحياة والموت رأيت أسرابًا من طيور القطا متجهة شمالًا، هل نحن في موسم الشتاء أو الصيف؟ هل هي رحلة أم هجرة؟


تحليل ونقد رواية موسم الهجرة إلى الشمال:

بالنسبة لعنوان الرواية كانت فكرته على ما كان يشهده العالم من ظاهرة المهاجرين واللاجئين العرب إلى دول أوروبا، والهجرة كانت سببها الاستعمار الإنجليزي في البلاد، وأدى ذلك إلى ظهور ثقافات عديدة في ذلك الوقت.

في الحقيقة فإن رواية "موسم الهجرة" إلى الشمال تدور حول مكانين، كانت ما بين بريطانيا والسودان، أي ما بين الشرق والغرب ونظرتهم لبعض من حيث الاختلاف، الشرقي يرى إن الغرب متقدم دائماً ومتطور، أما الغرب يرى أن الشرق بلاد متاخرة علمياً وتكنولوجياً.


تلخيص وشخصيات وتحليل رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" للمؤلف الطيب صالح
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -