قد يعجبك

تلخيص وشخصيات وتحليل رواية "قنديل أم هاشم" للكاتب يحيى حقي

تلخيص رواية "قنديل أم هاشم" للكاتب المصري يحيى حقي

مؤلف رواية قنديل أم هاشم:

يحيى حقي كاتب وروائي مصري من مواليد القاهرة عام 1905 وتوفي عام 1992، وهو أحد أبرز رواد القصة القصيرة على مستوي الوطن العربي، وهو خريج كليلة الحقوق وعمل في المحاماة والسلك الدبلوماسي، كما عمل في الصحافة، ومن أشهر مؤلفاته "البوسطجي"، "فكرة فابتسامة"، "سارق الكحل"، "أم العواجز" وهذه الرواية "قنديل أم هاشم" والتي حاول الكاتب فيها تسليط الضوء على الاختلافات الحضارية بين الشرق والغرب.


شخصيات رواية قنديل أم هاشم:

تدور رواية قنديل أم هاشم ليحى حقي حول عدد من الشخصيات الرئيسية، سوف نذكرها لكم عبر السطور التالية:

1. إسماعيل:

وهو بطل رواية قنديل أم هاشم، درس طب العيون في إنجلترا.

2. فاطمة النبوية:

هي فتاة قروية، بنت عم إسماعيل.

3. ماري:

زميلة إسماعيل في إنجلترا، هي فتاة حرة، علمته أن يعيش حياته الخاصة بشكل مختلف عن حياته السابقة.

4. نعيمة:

فتاة شعبية من حي السيدة زينب، تُثير نظرات إسماعيل لها وتستوقفه.


تلخيص رواية قنديل أم هاشم:

نالت رواية قنديل أم هاشم شهرة كبيرة لتناولها قضية هامة وهي الصراع بين الحضارة الشرقية والغربية.


عائلة الشيخ رجب:

بداية أحداث رواية قنديل أم هاشم تدور حول عائلة الشيخ رجب والتي انتقلت من الريف إلى المدن وخاصة مدينة القاهرة في حارة تسمى المضيأة بالسيدة زينب، فهي تعد من أشهر الأحياء الشعبية في مصر والقاهرة.

كان الشيخ رجب يشتغل في التجارة، حيث فتح محل صغير في السيدة زينب، وبدأت بعد ذلك تتوسع تجارته وتزدهر وتستقر أوضاعه المادية في القاهرة، وكان للشيخ رجب ثلاث أولاد، ابنه الكبير كان يساعده ويعتبر يده اليمنى في المحل، حيث اكتفى بدراسته في الكُتاب وقرر بعدها أن يساعد ويقف بجانب أبيه في إدارة المحل.

الإبن الأوسط للشيخ رجب كان شاب طموح للغاية أكثر من شقيقه الأكبر، حيث تعلم في الأزهر الشريف، لكن بعد العديد من المحاولات، لم يستكمل دراسته فقرر أن يعود إلى الريف ويعمل هناك مأذون.


تفوق إسماعيل في دراسته:

كان أصغر ابن للشيخ رجب يدعى إسماعيل، كان أذكى أخوته وطموحاً جداً، حيث كان إسماعيل ناجح دائماً في دراسته وكان الأذكى بين زملائه، مما جعل أبيه يعلق عليه الكثير من الأحلام والأماني ويعمل بما في مقدرته حتى يدعمه، حيث لقى عناية واهتمام واسع للغاية من كل أفراد أسرته وكان ينادى عليه باسم سي إسماعيل رغم أنه مازال صغير في العمر.

توالت نجاحات إسماعيل في الدراسة عاماً بعد عام وكبرت معه طموحاته وأهدافه، لكن إسماعيل كان متأثراً كثيراً بالبيئة التي عاش ونشأ وتربى فيها بحي السيدة زينب الشعبي والذي كان مليئاً بالشحاذين والمتسولين وبائعي الفول والمسواك، كما كان يوجد بحي السيدة زينب السكارى والخمارات.


قنديل أم هاشم:

أما أكثر شيء كان مثير للإهتمام من قبل الناس في حي السيدة زينب، هو قنديل أم هاشم والذي كان الجميع هناك يتبركون به للتعافي من الأسقام والعلل الخطيرة، ولقد كان الشيخ درديري هو المسؤول الوحيد عن زيت أم هاشم من زملاء إسماعيل المقربين والذي كان يتمنى أن يدرس الطب خارج مصر.


سفر إسماعيل إلى لندن والتعرف على عادات وتقاليد الغرب:

دار حديث بين إسماعيل ووالده الشيخ رجب عن رغبته الشديدة في دراسة الطب خارج البلاد، حيث كان الشيخ رجب لم يرفض أي طلبات لابنه الأصغر والمدلل إسماعيل والذي كان يعد رمز للتباهي والفخر في عائلة الشيخ رجب.

بدأ الشيخ رجب يباشر بنفسه إجراءات سفر ابنه إسماعيل لدراسة الطب خارج مصر، حيث اختار له مدينة الضباب في لندن ليدرس بها، وبالفعل سفر إسماعيل إلى هناك، وقضى فترة كبيرة في لندن وحصل على مؤهل عالي في الطب، لكن هذه المدة التي أقامها إسماعيل في لندن كانت في غاية الصعوبة، نظرا للتقاليد والعادات المختلفة في المجتمع الغربي وأيضًا الإنفتاح الفكري الذي كان يتمتع به كل المواطنين الإنجليز مما تأثرت شخصية إسماعيل كثيراً بهم.

خلال الفترة التي قضاها إسماعيل في لندن من أجل إكمال دراسته، واجه الكثير من الصعاب خاصة في التكيف مع المجتمع الغربي والذي يختلف تماماً عن المجتمع الريفي في كل شيء، حيث لم يجد إسماعيل من يقوم بالتخفيف عنه ومواساته إلا زميلته في الدراسة ماري، حيث لقت ماري في إسماعيل شجاعة وشهامة لم تجدها في الشباب الإنجليز، مما دفعها تتقرب له لتتعرف على شخصيته.


عودة إسماعيل إلى مصر وحي السيدة زينب:

عاد إسماعيل إلى بيته بحي السيدة زينب، بعدما تأثر كثيراً بالتقليد والعادات الغربية والانفتاح الفكري والتطور العلمي و التكنولوجي، مما جعل إسماعيل كارهاً وغير راضي على المظاهر التي يشاهدها في حي السيدة زينب، من تواجد الشحاذين والمتسولين في كل مكان.

وبعد أن وصل إسماعيل إلى بيت العائلة وطرق الباب، فتحت الباب فاطمة بنت عمه التي كان تحبه منذ الطفولة، حيث تفاجأت بمجيء إسماعيل وأخبرت والديه الذين أسعدو بقدومه، ودخل إسماعيل من جديد بيته وكان خالي تقريبا من الأثاث الذي تم بيعه من أجل المساعدة في دراسة إسماعيل وهو في لندن.


لعنة قنديل أم هاشم:

في الليلة الأولى من عودة إسماعيل من لندن وقبل أن يخلد إلى النوم، سمع والدته تنادي على ابنة عمه فاطمة حتى تقطر زيت أم هاشم في عينيها قبل أن تخلد إلى النوم، حيث آثار هذا الموضوع دهشة إسماعيل والذي سأل والدته ما فائدة تقطير الزيت في عيون فاطمة، فأجابته والدته أن زيت قنديل أم هاشم فيه بركة وشفاء لكل الاسقام.

فنهض إسماعيل مسرعاً وقام بفك عصابة العين من فاطمة وألقى نظرة عليهما ولاحظ أن حالتهما ساءت بسبب تراب زيت قنديل أم هاشم فجن جنونه، وغضب حينها فحمل عصا والده واتجه إلى قبر أم هاشم وقام بتدمير وكسر قنديل أم هاشم المبارك، حيث تفاجأ بهجوم الكثير من الأشخاص الذين انهالوا عليه بالضرب حتى فقد وعيه.


أهمية الدين والعلم معاً:

بعدها ظل إسماعيل مريضا في الفراش لأكثر من أسبوع بعد أن تعرض للضرب من قبل الناس بعد أن حطم قبر قنديل أم هاشم المقدس، بعدها أخذ يقرر إسماعيل أن يعالج بنت عمه فاطمة بالأدوية والعلم، حيث استشار الكثير من زملائه من أطباء العيون والذين وصفوا له علاج معين فعال للغاية لمعالجة حالة فاطمة، لكن هذا الدواء ليس بجدوى وزاد الطين بلة، حيث ساءت حالة فاطمة وأصيبت بالعمى، مما تسبب ذلك يأس كبير لإسماعيل والذي قرر أن يغادر الحارة وان يعيش في فندق صغير.

توالت الأيام والشهور وحل شهر رمضان المبارك، حيث كاو إسماعيل الكاره والساخط على المجتمع لم ينوي الصيام، حتى جاءت ليلة القدر يوكل أجوائها المباركة والتي ذكرت إسماعيل بما نشأ وكبر عليه، فقرر حينها أنه لا جدوى من العلم بدون الدين.

بعدها نهض إسماعيل وأخذ زجاجة من زيت قنديل أم هاشم من صاحبه الشيخ درديري وعبئها بالدواء وقام بالبدء مرة ثانية لعلاج فاطمة وبالفعل تم شفاء فاطمة على يديه، وقام إسماعيل بعدها بافتتاح عيادة لأمراض العيون لمعالجة مرضى الحي وتزوج بعدها من بنت عمه فاطمة، وعاش حاصل على راحة البال مع ذاته وضميره.


تحليل ونقد رواية قنديل أم هاشم:

عبرت رواية قنديل أم هاشم ليحيى حقي عن الصراعات والاختلافات الحضارية، أو بشكل دقيق وضحت مشكلة التأقلم والتكيف مع الحضارة الغربية وموقف الشرق تجاهها، والهدف من هذا النوع الروائي هو الحفاظ على الشخصية العربية أثناء مواجهة الغرب وأيضًا عند مهاجمتها للمجتمعات العربية في الزمن المعاصر.

كما تعتبر رواية قنديل أم هاشم من الروايات الرمزية، لأن السمة التي تتميز بها حكاوي الأحداث الرمزية هي قصص يعتمد في كتابتها حتى يتم التوصل لعلاج أحد الموضوعات وتقديمها بشكل درامي، ولذلك يَحبك الكاتب قصته وفكرته من خلال صور درامية رمزية من خلال الأبطال التي يعبر كل واحد منهم عن جانب وفكر خاص يشير إلى جانب آخر من أحداث القصة.

ولذلك تعد رواية (قنديل أم هاشم) رمزًا يشير إلى العادات والتقاليد التي ورثها الكثير من الأجيال، أو أنها رمز يدل على الحفاظ والتمسك بالموروثات دون القيام بأي محاولات منهم لتغيرها، ومن أجل هذا قد وصف المؤلف (حقي) القنديل بأنه خالد ويعلو على كل المشاكل والصراعات، ويقول يحيى حقي:” كل نور يفيد اصطدامًا بين ظلام يجثم، وضوء يدافع، إلا هذا القنديل بغير صراع”.


تلخيص وشخصيات وتحليل رواية "قنديل أم هاشم" للكاتب يحيى حقي
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -