قد يعجبك

ظاهرة التحرش أسبابها وعلاجها

أسباب وعلاج ظاهرة التحرش

مما لا شك فيه أن ظاهرة التحرش هي مشكلة كبيرة على كافة المستويات والأصعدة ولقد انتشرت في البلاد انتشار النار في الهشيم لا فرق بين المدن الكبيرة والأرياف لا فرق بين كبيرة وصغيرة ولا بين محجبة وسافرة كلهن يتعرض لها حتى باتت تؤرق المهتمين بها المدركين لخطورتها يسعون لإيجاد علاج لها ولكن الكثيرين منهم يعالج نتائج الظاهرة فقط بناء على رؤيته القاصرة وقليل منهم من يتطرق إلى أسبابها ويتعمق في تحليلها ليصل إلى العلاج الكامل الصحيح الذي يعالج جذور الظاهرة ونتائجها وتداعياتها في آن واحد دون إفراط ولا تفريط.


ظاهرة التحرش كجريمة أخلاقية:

بالفعل فإن ظاهرة التحرش هي جريمة أخلاقية ولقد طفت على السطح قبل سنوات وكانت في البداية تحرش لفظي إلا أنه قبل سنوات قليلة وفي أحد الأعياد ظهرت الظاهرة بشكل فج في محاولات التحرش الجسدي بالفتيات في وسط العواصم العربية في وضح النهار في ظل عجز الأهالي والمارة عن حماية الفتيات من الذئاب المفترسة وتكررت تلك الظاهرة الكارثية التي لا يمكن نعتها بأقل من الإجرام مرارا وتكرارا دون أن يتم الوصول إلى حل لها وقد تفاقمت حتى بلغت حدا غير مسبوق.


تعريف التحرش:

التحرش يعني فعل قولي أو جسدي غير مرحب به من النوع الجنسي يتضمن مجموعة من الأفعال من الانتهاكات البسيطة إلى المضايقات الجادة التي من الممكن أن تتضمن تلميحات لفظية وصولا إلى النشاطات الجنسية ويعتبر التحرش الجنسي فعلا مشينا بكل المقاييس. هذا فضلا على أنه يعتبر التحرش شكل من أشكال التفرقة العنصرية الغير شرعية وهو شكل من أشكال الإيذاء الجسدي سواء كان في شكل (جنسي – نفسي) وهو عبارة عن الاستئساد على الغير.


أسباب ظاهرة التحرش:

وهناك أسباب عديدة لتلك الظاهرة الاجتماعية التي باتت تشكل خطرا كبيرا على المجتمع بكل شرائحه ومنها:

1. إن عملية انتشار مثل تلك الظاهرة تشير بوضوح إلى وجود أزمة قيمية أخلاقية تضرب جنبات هذا المجتمع فقد اندثرت الكثير من الأخلاقيات والقيم الفاضلة مع هذه الأجيال الجديدة فمن ذا الذي كان يتصور أن يأتي يوم يجري فيه الشباب وراء الفتيات في الشارع للتحرش بهن بالطبع لا أحد وهذا التطور المخيف ناتج عن سوء التربية وانعدام الرقابة الأسرية.

2. وعلى الجانب التعليمي فإن المؤسسة التعليمية لم يعد لها دور يذكر في الجانب التربوي فقط التركيز على التعليم فقط بدون التربية حتى خرج علينا أجيالا أقرب إلى الشياطين.

3. هذا ناهيك عن البعد المطلق عن تعاليم الدين فلقد انتشر التبرج بشكل رهيب ومخيف في المجتمعات التي تعاني من التحرش حتى أن الكثير من الفتيات يمكن وصفهن دون حرج أو تجن أو افتراء بـ " الكاسيات العاريات " فلا يكاد لباسهن يستر شيئا من أجسادهن فهن مكشوفي الرأس والجيب وأعلى الصدر والساقين كما أن هذا اللباس ضيق على الجسد فيصفه ويبرز ما تحته فهذا اللباس الفاضح من الطبيعي والمنطقي أنه يثير غرائز الشباب وشهواتهن خصوصا عندما يقترن اللباس الفاضح بالصوت العالي والحركات والإيحاءات الجنسية وفي الوقت ذاته فإن الكثير من الشباب غير ملتزمين بالأمر الإلهي بغض البصر وعدم النظر إلى المرأة الأجنبية وبالتالي فهو ينظر حوله ليرى الكثير من الفتيات الكاسيات العاريات وما يرتدينه من ملابس فاضحة فتثار غريزته وتتحرك شهوته.

4. هذا فضلا على فساد الإعلام ووسائله المختلفة حيث أنه دائما ما يصور الحلال حراما والحرام حلالا والخلق السيئ حسنا والحسن سيئا.

5. وهناك عامل اقتصادي متمثلا في حالة البطالة التي يعيشها الكثير من الشباب وحالة الترف التي يعيشها البعض منهم فالنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل وهؤلاء ممن لا يجدون عملا فصار الجلوس على المقاهي ومعاكسة الفتيات والتحرش بهن عملا لهم.

6. العراقيل التي توضع كثيرا أمام الزواج فللأسف الشديد لقد انتشرت في مجتمعاتنا عادة قبيحة وهي عرقلة الزواج وبناء أسر جديدة فلابد للشاب أن يكون له شقة صفاتها كذا وكذا ويعمل وظيفة بمرتب لا يقل عن كذا ثم يحضر مهرا لا يقل عن كم معين وهذه الشروط التي تجعل الشباب يفرون من الزواج الذي يقصم ظهورهم ويذهب بجهدهم سنوات في غمضة عين لقد أغلقوا أمامهم سبيل الحلال الطيب فماذا يفعلون وإن كان هذا غير مبرر على الإطلاق لاقتراف هذا الجرم.


علاج ظاهرة التحرش:

وحتى يتم حل تلك الظاهرة يمكن أن نوصي ببعض التوصيات منها:

1. إن المجتمع في حاجة ماسة لمراجعة المنظومة القيمية والأخلاقية داخله والتي باتت في مستوى سيئ لا يمكن معها أن يكون هناك مجتمع سليم.

2. هذا بالإضافة إلى أنه يجب التركيز من جديد على دور الأسرة في التربية وضرورة مراقبة أبنائها وبناتها فالحرية المطلقة التي ينادي بها أتباع الغرب لا يعرفها ديننا ولا تقبلها قيمنا وأخلاقنا الأصيلة ويجب أن ينبذ المجتمع هؤلاء الداعين إلى الانحلال والفوضى والتحذير منهم ومن حديثهم.

3. وعلى الجانب التعليمي فمن الضروري أن تستعيد المؤسسات التعليمية دورها التربوي فقد كان لهذه المؤسسات دور أصيل في التربية في الأجيال السابقة وخرجت لنا رجالا ونساء يعرفون القيم والأخلاق جيدا حتى وإن كان هناك قصور في الجانب التعليمي ويجب رفع القيود التي تكبل أيدي القائمين على المؤسسة التعليمية عن القيام بدورهم التربوي مع ضرورة تأهيلهم تأهيل جيد حتى يقوموا بدورهم على أكمل وجه.

4. وعلى الجانب الإعلامي فإننا كذلك بحاجة إلى إعلام من نوع آخر إعلام يقدر التعاليم الدينية ولا يسخر منها إعلام يحترم العادات والتقاليد والقيم والأخلاق ويدعو للتمسك بها والحفاظ عليها إعلام يبني ولا يهدم فالإعلام مكون أساسي لثقافات الأمم والشعوب وفي بلداننا العربية هو المكون الأساسي وفي كثير من الأحيان هو المكون الوحيد لثقافته وقيمه.


الرأي الشخصي:

لا نستطيع أن نحمل طرف واحد فقط مسئولية هذه الجريمة فهو بالتأكيد خطأ فادح فالذي يتحمل مسئولية هذه الجريمة هم الجميع حيث أن الشباب الذين اخترقوا كل القيم والأخلاق والعادات والتقاليد الاجتماعية وباتوا ذئابا بشرية لا تفرق بين الإنسانية والبهيمية والفتيات اللاتي اعتقدن أنهم في عالم خاص بهن أو أنهن أحرار فيما يفعلن فصرن فاتنات مضلات وكذلك فإن المجتمع والإعلام والمؤسسات التربوية كلهم مسئولون عن هذه الجريمة بشكل أو بآخر.


ظاهرة التحرش أسبابها وعلاجها
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -