📁 قد يعجبك

الثوب القطري الرجالي والنسائي

الثوب القطري الرجالي والنسائي

الثوب القطري الرجالي والنسائي
إن دولة قطر الحديثة بكل ما بها من سكان متعددين الثقافات والجنسيات ترجع جذورها إلى الشعب الذي قام باستيطان تلك الأراضي منذ مئات القرون ومع اكتشاف النفط بدأت دولة قطر تتحول من النمط التقليدي إلى الحياة المدنية وتحول مجتمعهم لاحد أكثر المجتمعات تميزا في التكنولوجيا والتجارة والاستدامة والتربية فلقد جمع القطريون بين الضيافة والتواضع والارتقاء ببلادهم وبين حفاظهم على تراثهم وعاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم المتوارثة من جيل إلى آخر على الرغم مما يحيط بهم من تغيير وتطور. ولذلك نجد أن معظم القطريين يرتدون الثوب الوطني فالرجال يعتزون بالغترة والثوب الأبيض مع العقال التقليدي في حين أن النساء تمسكوا بارتداء العباءة ذات اللون الأسود وتغطية الرأس بالشيلة وبعضا منهم يميل إلى ارتداء النقاب لتغطية الوجه فان الثوب والزي هو من أكثر ما يعبر عن حال المجتمع والأمة وعن تقاليدها وتراثها وعاداتها لدرجة أن الملابس والأزياء هي افضل شاهد على المأثورات الشعبية لتلك الدولة فالزي يعتبر من الطقوس والحاجات التي تمتد عبر حياة الأنسان من خلالها يمكن الاستدلال على العديد من المؤشرات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية للمجتمع القطري فعن طريق الزي يمكن الاستدلال على مدى انتماء الفرد لمجتمعه وعمله وجنسه ومنزلته الاجتماعية وعمره ولذلك سوف نتناول في بحثنا هذا كلام أكثر تفصيلا عن الثوب القطري الخاص بالرجال والنساء وعلاقته بالتراث والعادات والتقاليد القطرية. وفي المجمل يختلف الزي التقليدي القطري للرجال والنساء عن باقي دول الخليج، كما أنه يختلف في الماضي عن الحاضر. 


الثوب القطري التقليدي الرجالي:

البشت:

من أكثر ما يميز ملابس الرجال عند خروجهم من المنزل (البشت) فهو عبارة عن عباءة يتم تصنيعها من الصوف في الأغلب. أما في المناسبات الرسمية فنجد أن الرجل يقوم بلبس (بشت اسود أو بني اللون) أو (عباءة فوق الثوب الأبيض) بحيث يتدلى البشت على كتفه الأيسر كما يجب أن تكون تلابيب البشت والياقة مطرزة ومزركشة بشكل كثيف بخيوط الذهب التي تطرز باليد وتطرق بمطرقة خشبية أما البدو فيرتدون بشت مصنوع من شعر الجمال.


الثوب:

أما (الثوب) هو الزي الرئيسي وهو يشبه القميص الأوروبي ولكنه طويل نسبيا. في السابق كان الرجال يرتدون ثوبا مصنوع من الصوف الخفيف ولا يحتوى على ياقة ويطلقون عليه (ثوب الشد) وأيضا كان يوجد (ثوب شلحات أو الشلاح) في السابق المصنوع من القطن الأبيض ويتميز بانه ذو كمام واسعة على شكل مثلث ولكن نجد في عصرنا هذا الرجال القطريين يرتدون الثوب الأبيض ذو الياقة مع عقال ينسدل على الظهر يتدلى منه خيطان وضع بشت مطرز على أطرافه بالخيوط الذهبية. أما اليوم نجد أن الرجال يرتدون تحت ثوبهم بنطلونا طويل يطلق عليه (السروال) أما في السابق كانوا يرتدون تحت ثوبهم (الوزار) وأيضًا (الزبون) حيث انه يعتبر من الملابس التي يتم ارتدائها في اغلب المناسبات.


الغترة والعقال والقحيفة:

وبالنسبة إلى ما يلبسه الرجال على رأسهم فهم يضعون (الغترة) التي تصنع من قماش قطني على شكل مربع ويلبسون عليها (العقال) ويقومون بتثبيت الغترة بطاقية تلبس تحتها يطلق عليها (القحيفة). أما في الشتاء يرتدون الرجال الغترة الشال التي تصنع من الصوف الكشميري ويرتدون الدقلة علي ثوبهم. وكان قديما لا يرتدي (العقال) إلا بعد تجاوز سن 12 عاما أما الآن فأننا نجد الأطفال يقومون بارتداء العقال والغترة كما يلبس الرجال في دولة قطر الحبيبة النعال في قدمهم ويقوم البدوي بشد حزام من الجلد على وسطه وبه جيوب حتى يكون وسيلة لحمل السلاح كالسيف والخنجر أو حتى البندقية.

ان ما يغطى به الرأس يشمل على أولاً (الطاقية) التي تعددت أسمائها (كالكوفية والقحيفة والحدرية) حيث إنها تصنع من قماش أبيض قطني أو مشجر مثل الميركاني والدوبلين ويطلق عليه الساحلي أو الخام وأيضا البفت الذى يطلق عليه المقزور أو الزهور حيث إنها تتكون من جزأين العلوى منها عبارة عن دائرة يحيط به جزء سفلي مستطيل الشكل طوله حسب مقاس محيط الراس أما عرضه 7 سم وتطرز بخيوط ذهبية أو خيوط ابريسم أو خيوط فضية للصغار والصبية والمرأة هي المسئولة الأولى عن القيام بعملية صناعة تلك الطواقي التي تتعدد أنواعها كالطاقية الجنينة والشالكى والمنطية والشبكية حيث أن الطاقية المنطية هي اقدم أنواع الطواقي التي يتم نسجها من شعر الابل.

وثانياً (الغترة) التي تكون على هيئة مربع وتصنع من القماش ويتم ثنيها على شكل مثلث له زاوية قائمة وعند وضعها على الراس يجب أن يتساوى الأطراف المتدلية للغترة من الأمام حيث من أنواعها الشهيرة الشدفة والحدرية والغبانة والشقرة والذرعة والمشروبه والشماغ الأحمر الذي يتميز بسماكته وتنتهي أطرافه بالتنسيل أو التهذيب.

وفيما يختص (بالشال) فهو من أنواع الغتر المصنوعة من الصوف الشالكي المكتسب اللون البنى أو الأبيض ومن أجود واشهر أنواعه نوع زبد الرخال الذى يتم لبسه شتاءاً وأيضا النوع الترمه الذى يتميز بالخفة والنعومة، كما يوجد العمامة التي كان يستخدمها علماء الدين ومشايخ القبائل والعشائر فهي عبارة عن قطعة من القماش تصنع من القطن الأبيض يبلغ عرضها نص متر وطولها 3 امتار يتم لفها على الراس كبديل عن العقال أما العصابة فهي يتم صنعها من أكثر من مادة مختلفة كالجلد الذى يتم تزينه بالفضة والمعادن الطلية أو حتى القش بهدف تثبيت بها نباتات عطرية كزينة حول الراس أما العقال فهو يتم ارتدائه على الشماغ أو الغترة حتى تثبت على الراس ويوجد له عدة أنوع منها عقال توشيه الذى يحتوى على خيوط من الذهب وعقال الشطفة حيث له اربع أركان تحيط بالرأس.


القلنسوة:

إن البالغين القطريين يلبسون أغلبهم ما يدعى (بقلنسوة) على الرأس وتكون مستديرة الشكل ويتم اللبس فوقها منديل يسمى بالشماغ أو الغترة وفى الأغلب تكون الغترة لونها ابيض في الصيف وتحتوي على ألوان في الشتاء كاللون الأحمر مع الأبيض أو الأبيض مع الأسود وقد تكون ذات تركيبة من الألوان بشكل استثنائي كالأبيض والأخضر أو البرتقالي والأبيض أو الأزرق والأبيض بحيث يطوى غطاء الراس ذات شكل مربع على شكل قطري ويتم تثبيته بحبل ثنائي لونه اسود يطلق عليه العقال ويكون له ذيلين متدليين.

وعند هبوب رياح شمالية أو مواجهة طقس بارد يقومون بلف الغترة حول الوجه مما يمدهم بحماية إضافية فان طريقة ارتداء ولف الغترة ترتبط بالطقس والذوق الشخصي والعمر والفوارق الاجتماعية لمن يرتديها أما أثناء تأدية فروض الصلاة يتم نزعها عن الراس. ولاكتمال الزي والزى الوطني القطري الخاص بالذكور يتم إضافة قطع نموذجية منها جودة ونوع الغترة والثوب والبشت فهي تختلف وتتعدد تبع مكانة وثورة الشخص المرتدي لها كما أن الساعات والمجوهرات والأحذية الأقلام من الزينة الهامة التي تميز بين شخص وأخر.


الدراعة أو المقطع الرجالي:

أما ما يميز الملابس الخارجية للباس القطري ارتداء (الدراعة أو المقطع) حيث انه يشبه الثوب الذى يتم ارتداءه في العصر الحاضر ولكنه متسع قليلا وارتداء الثوب المزند الذى يتم صنعه من البفت الأبيض أو القماش الخام المبرم بحيث يكون الكم واسع كالمثلث في منطقة الزند وضيق وعلى شكل مستطيل في منطقة الرسغ وقد يوجد بعض التطريزات على الصدر والأكمام.


السروال:

ويميز الملابس الداخلية وجود (السروال) المصنوع من القطن الأبيض كالبفت أو المريكان الخام يتم صنعه على شكل رجلين طويلتين بشكل واسع مع ربط على الوسط حزام من القماش يطلق عليه دكه أو ربقه أو دركه كما يوجد الفنيلة أو الصدرية وهى عبارة عن فانيله داخلية مصنوعة من القطن أما ذات كم طويل أو نصف كم وفتحة الرقبة بها أما دائرية ذو جيب أو دائرية فقط أو صدر تغلق بوجود أزرار وأخيرا وليس أخرا يوجد الحوكة أو الوزار أو قد يطلق عليها الفوطة أو المصنف وهى بطول مترين فهو قطعة من القماش تكفى لستر النصف الأسفل من الجسم إلى تحت الركبة.


الثوب القطري النسائي:

إن الثوب النسائي في دوله قطر يميزها العديد من الأمور عن باقي الدول فهي متعددة ومتنوعة وطويلة وفضفاضة يتم صنعها من أقمشه من الأنواع الفاخرة كالحرير الطبيعي بألوان مبهجة وجذابة مع كثرة وجود التطريز بها من خيوط فضية وذهبية معدنية وقطنية وخيوط قطن ملون وخيوط حريرية مع تطعيمها بالأحجار الكريمة والفصوص وقطع النقود والخرز وبعض الرقائق المعدنية. 


الدراعة الحريمي:

لقد اختلف وتنوع الثوب النسائي القطري فقد تلبس قطعتين من الملابس للمرة الواحدة أو أحيانا ثلاث قطع حيث تقوم المرأة القطرية بلبس ما يسمى (بالدراعة) وهو عبارة عن فستان وفوقه رداءاً واسعاً فضفاضاً يسمى بالثوب الذي من أشهر أنواعه ثوب النشل وعند خروجها من المنزل ترتدي الدفة أي العباءة بحيث تغطيها من قمة راسها إلى قدمها. فلذلك من أكثر ما يميز الملابس الخارجية للمرأة القطرية هو لباسها (الدراعة أو المقطع) حيث انه ثوب فضفاض يصل إلى الكعبين ويتميز بوجود أكمام طويلة كما يوجد على جانبي البدن مقطع متسع للمساعدة على حرية الحركة مع إخفاء تقاطيع الجسم حيث تبدا ضيقة من تحت الإبط ومتسعة بصورة تدريجية إلى نهاية المقطع فيكتسب الشكل الانسيابي الفضفاض المميز للملابس التقليدية حيث يتميز بالكم الطويل الذى يبدا من الكتف ومتصل من عند الإبط بقطعة من القماش المربع يطلق عليها التخراصه ومن بعد ذلك تضيق بشكل تدريجي إلى أن تصل إلى الرسغ مع تزيين الثياب بسوار من الخيوط المزينة بالعديد من الألوان الجميلة مع الانتهاء بخيوط ذات لون ذهبي من ناحية الرسغ فمن أكثر الألوان التي تستخدم فيه القرمزي والأخضر والبرتقالي والحلبي وقد يكون في الثوب المنزلي فتحة اكبر من ذلك في اخر الكم بهدف سهولة إخراج الساعد عند الرغبة في الوضوء للصلاة.


البخنق:

أما البنات الصغار في السن فانهم يرتدون ما يطلق عليه (البخنق) حيث انه يغطي الراس وينسدل على الظهر وهو الزي الشائع قديما في قطر فهو يكون باللون الأسود مع وجود تطريزات به فضية وذهبية من الخلف وتقوم الفتيات بارتدائه مع دراعة مطرزة وأيضا ترتدى تلك الفتيات أثواب نشل ودراعات يغلب عليها التطريز في الأعياد والمناسبات والأعراس.


ثوب النشل:

أما (الثوب النشل) فهو عبارة عن ثوب مطرز يكون واسع وفضفاض يصنع من حرير أو شيفون مطرز بالخيوط الفضية والذهبية حيث انه يرتدى غالبا في الأعياد والأعراس والمناسبات ويغلب عليه الألوان الأحمر والأخضر والأسود.


عباية الرفع الحريرية:

ومن أكثر ما يميز المرأة القطرية ارتدائها (لعباية الرفع الحريرية) التي يتم ارتدائها مع شيلة مطرزة ومشغولة بالخرز بأشكال دقيقة وجميلة مع ارتداء الدراعة التي قد تتكون من قماش سادة مطرز عند الأكمام والجيب أو قماش منقوش وهو ما يميز لبس النساء في سن متقدم وأيضا ارتداء العباءة السوداء الطويلة الفضفاضة ذات أكمام طويلة أو تكون أضيق كالسمكة والفراشة وتقوم البنات الشابات في ارتداء بعض أزياء تصنع من قماش شفاف تحت العباءة السوداء مع إضافة الزينة من حقائب وأكمام فضية وحمراء ومجوهرات.


الجلال:

وعلى ذلك نجد أن من أشهر ما يستخدمه النساء القطريات في تغطية رأسهن (الجلال) حيث انه عبارة عن شرشف قطني تقوم النساء بارتدائه داخل المنزل أو عند الخروج وهو يبلغ طوله مترين في الأغلب ومصنوع من قطعة كبيرة من القماش وأيضا ما يسمى بالشيلة أو الغدفة فهي قطعة من قماش قطني مستطيل الشكل طوله مترين يغلب عليه اللون الأسود تلفه المرأة حول راسها وتكون ظاهرة وجهها ولكن تغطى ظهرها وصدرها ولا يطرز أو يزخرف وله الكثير والكثير من الأنواع التي من أهمها المشنقة والمقرون والمريشة وشيلة التلى.


الهطفة أو الطفشة:

أما (الهطفه أو الطفشه) فهي تستخدم بغرض الحماية من الشمس ويتم ارتدائها فوق غطاء الراس المصنوع من القطن حيث إنها يتم تصنيعها من الخصف أو سعف النخيل والطرحة هي عبارة عن قماش شيفون طبيعي مستطيل الشكل يغلب عليه اللون الأسود تقوم بارتدائه الفتيات كبديل عن الشيلة.


المصون:

وتقوم المرأة المتزوجة باستخدام غطاء سميك من القطن الأسود مستطيل الشكل يطلق عليه (المصون) له أهداب على الأطراف بحيث إنها ترتديه فوق المنديل وتقوم بلفه حول وجهها مع تثبيته وترك وجهها مكشوف كما إنها قد تستخدم الشمبر المصنوع من الكروشيه والمكون من قماش البوال الأبيض على شكل مثلث له خيطان في زاويتيه من القيطان يتم تثبيته خلف الراس أما المحرمة وقد يطلق عليها أيضا فرخ اليشمك فهي تصنع من قماش الشاش لونها ابيض على هيئة مستطيل مختلفة الأطوال على حسب طول الشعر ويتم صنع قطعة قماش مربعة من قماش اليشمك وتزين بالكثير من الورود الملونة والتي يطبع على أطرافها الزخارف ويطلق عليها المدورة.


الثوب المجنب:

ومن ما يميز المرأة (الثوب المجنب) حيث تم تسمية بذلك لوجود قصة فوق الورك تدلى منها قطع جانبية متسعه وكل جنب يتكون من قطع ويتسع الثوب كلما ازداد عددها ويوجد به قصة عند الكمام تتصل بالجنب على شكل مستدير من تحت الإبط مصنوع من اقمشه قطنية سوداء أو قطيفة أو ستان وفى الأغلب يطرز عند الكمام والصدر بالغرز اليدوية منها الفستون والسلسلة وخيوط الحرير ذات الوان متعددة ويوجد الثوب المقبل الذى يصنع من قماش خام متروك على لونه الطبيعي وعليه كلفه من القطن الأسود على الظهر والكمام والصدر وفوق الوركين على هيئة مثلث بحيث يكون مطرز بخيوط ملونه من الحرير الأحمر على الصدر وله تكسيرات مميزة.


المزوغن:

أما بالنسبية إلى الثوب (المزوغن) فهو فيه شبه من الثور المورك ولكنه اقل اتساعا وأطول فهو يصل إلى الإبط كما أن الثوب السحابي يعتبر من الملابس التقليدية للمرأة قديما فهو ثوب متسع يتم ارتدائه فوق المقطع أو فوق الزبون ويتكون من نفس أجزاء المقطع ولكنه متسع على هيئة مربع أو مستطيل ويوجد أيضا لباس مخصوص للصلاة مصنوع من قطن سميك غير شفاف ويغلب عليه الألوان الداكنة مع تغطية الراس بالغدفة السوداء المصنوعة من القطن السميك أو بعض النساء تستخدم الشراشف أو الجلال أثناء أداء الفروض الإسلامية فتقوم بلفها فوق الملابس العادية لسترها أثناء الصلاة.


الملابس عند النوم:

وعند النظر إلى ملابس المرأة القطرية في المنزل وعند النوم قديما نجد أن تشبه إلى حد ما ملابس الخروج من ناحية الشكل ولكن أقل تكلفه حيث تصنع من اقماش قطنية (كالمرظوف) و(الكيت)، و(البازه)، و(الململ)، و(أبو جدين)، و(الريزه) كما يخصص للنوم ثوبًا مصنوع من الحرير أو القطن بشكل رقيق كما تستخدم المرأة القطرية أربعة أنواع من الملابس الداخلية منها الصديرية فهي تمتاز بفتحة رقبة دائرية على حسب مقاس الرقبة بالضبط وعليها ياقة مفتوحة من الأمام مستخدمة الأنسجة القطنية وثالث نوع يطلق عليه السروال حيث سروال المرأة يكون طويلا يستر الجسم متسع جدا من الأعلى وضيق بشكل تدريجي عند الساق إلى القدم ومن الأنسجة التي يفضل استخدامها عند تصنيع تلك السراويل المنسوجات المقلمة والتي تتميز بألوانها السادة وفى الصيف يفضل نسيج المبردي المصقول كقماش خط البلدة المقلم طوليا وهو يتكون من حجل السروال أو رجل وشنبر أو بيارق ومن الربقة أو الدكة والكرسي مع تطريز ما يظهر منها بالخيوط الملونة الحريرية اللامعة. كما تستخدم المرأة (قميص داخلي) كبديل عن السروال تتم ارتداءه تحت ملابسها بهدف حماية ملابس الزينة ثمينة القيمة يطلق عليها اسم الشلحة فهي تلف حول الوسط أو يتم تدككيها كالسروال باستخدام الربقة.


اتجاه بعض الشباب القطري للتخلي عن الثوب التقليدي:

أن المجتمع القطري هو من أكثر المجتمعات تمسكا بعاداته وتقاليده خاصتا عند ارتباط الأمر بالزي التقليدي الشعبي المتكون من ثوب وعقال وغترة فأن الأزياء الشعبية تعتبر جميلة في أي مكان بالعالم عند اعتزاز وتمسك أهلها بها حيث إنها تنبع من تاريخ ذلك المجتمع فقد يلاحظ تمسك المجتمع الخليجي بأكمله بالزي التقليدي حتى عند التجول بشوارع باريس ولندن مما يشعرهم بالاعتزاز بانتمائهم إلى وطنهم كما يزيد نساء الوطن العربي حشمة وعفة وجمالا. 

ولكن للأسف نجد اليوم النساء القطريات يقومون بالإسفار عن وجوههن بصورة متزايدة عند الخروج من منازلهم على الرغم من أن المعلوم حسب الاحاديث الشريفة والقرآن الكريم يجب على المرأة أن تغطي جسمها كاملا عند الخروج من المنزل ما عدا اليدين والقدمين والوجه فنجد بعضهم قد يكشف عن جزء من رقابهن وشعورهن ويرتدين الحجاب الأكثر شعبية في قطر وهو غطاء الراس عبارة عن منديل من القماش مطوي يغطى الرقبة والشعر أما النساء في سن متقدم يلبسن البتولة الذى يرمز إلى الاحترام ومركز العائلة حيث أن نجد العديد من الأشكال للبتولة منها قطعة خشنة من القماش ذو اللون الأسود مع احتواءه على ثقوب صغيرة بهدف الرؤية من خلالها وثنية للأنف وهو في اغلب الأحيان تقوم النساء البدويات الفقيرات بارتدائه.

وفي الأزمنة الأخيرة مع ازدياد الغزو الإعلامي اتجه بعض الشباب إلى استخدام الزي الإفرنجي والابتعاد عن الثوب التقليدي القطري فأصبحوا يرتدون ملابس غريبة وقد يوجد كتابات مخلة بالذوق على القميص كما انتشر بين البنات اليوم الجينز والملابس الضيقة وبالطبع يرجع انتشار تلك الظاهرة إلى الوالدين فهم يتولون مسئولية توجيه أبناءهم إلى التمسك بزيهم الوطني والتمسك بالعادات والتقاليد الموروثة التي تميز قطر عن باقي دول العالم.


مسئولية الإعلام للحفاظ على الثوب التقليدي:

كما تقع المسئولية أيضا على الإعلام القطري عن طريق دوره التثقيفي من خلال الأشكال المتعددة للأعلام سواء المسموع أو المرئي أو المقروء بالإضافة إلى المحاضرات والندوات التي تركز على مدى أهمية الزي القطري الشعبي ونبذ التقليد الغربي لشباب المجتمع وعدم التخلي عن الهوية القطرية والثوب الوطني. وعلى ذلك يجب على الشباب القطري أن لا يقوم بالإفراط في زيه العربي ويلتزم ويتمسك به فعن طريقه يتم التعريف بالمواطن في أي دوله أخرى يكون فيها لان ذلك الزي المتوارث هو بمثابه عزة للمواطنين القطريين قام الأباء والأجداد بالحفاظ عليه من قرن إلى اخر فنجد الأوربيون يعتزون بلباسهم وكذلك الأفارقة فمن الأولى أن يعتز العرب بلباسهم المتوارث فهو مستقبل الأجيال القادمة حيث أن الشباب استمدوا من الغرب قشور حضاراتهم تاركين ما يتميزون به من أمور هامة مؤثرة كالإتقان في العمل والجدية والالتزام بالمواعيد والإنتاجية الغير محدودة.

الخاتمة:

في نهاية البحث أستطيع أن أقول إن الأزياء الشعبية تعتبر من اهم الوسائل التي تستخدم في الكشف عما تحمل الشعوب من تراث من جيل إلى اخر فان الأزياء تتعدد وتختلف أشكالها وألوانها لتعبر عما تمر به الأمة من مراحل متعددة حيث على الأقمشة يتم تسجيل أفراح تلك الأمة وما تتميز به عن باقي الأمم من أساليب وعادات وتقاليد متعددة ومتنوعة. وأرى من وجهة نظري أن قطر هي دوله عرقه لها جذورها وأصولها التاريخية التي تعود إلى مئات السنين التي ترتبط بشكل واضح بالبحر ولذلك نجد أن أزيائها الشعبية تتناسب بشكل مختلف مع الطبيعة البحرية في صورتها الفضفاضة وألوانها الجميلة وذوقها الرفيع الفني في العمل على رسم حاجة الأنسان من خلال الخطوط العريضة ودقة اختيار الخامات مع إضافة لمسات مبهرة جمالية حيث يظهر كل ذلك بشكل واضح في الأزياء النسائية الشعبية القطرية التي اهتمت بالمرأة على اعتبار إنها قيمة أخلاقية وجمالية. فان الثوب القطري أصبح محببا لعدة أجيال وملتفا للأنظار بين شعوب العالم وأزيائهم بسبب ما يتميز به من تجانس الألوان وخفة الخامات فهو وسيلة للتعبير عن هوية الشعب وشخصية المواطنين.


المراجع:

1. التراث الشعبي القطري، محمد الجاسم، مطابع الدوحة الحديثة للطباعة، الطبعة الاولي،
2. الزي الشعبي في دول الخليج، خالد المحمود، مطابع جدة للطباعة والنشر.
3. الزى القطري علامة نقاء-مقال بجريدة الوطن-قطر-2014