قد يعجبك

تأثير العولمة على المجتمع

تأثير العولمة على المجتمع

تأثير العولمة على الديموقراطية وحقوق الإنسان:

إن تأثير العولمة على الديمقراطية في أنها قامت بتسهيل ممارسة كافة الأفراد للديمقراطية والتعبير عن رأيهم بمنتهي الحرية والشفافية، وذلك من خلال مواقع ووسائل التواصل الاجتماعية التي تخطت كافة الحدود سواء بين الأفراد أو بين الدول بعضها البعض، كما ساهمت في زيادة الوعي السياسي للأفراد وتعزيز دور المعارضة التي قامت بنشر أفكارها بصورة أكبر لكافة الأفراد في المجتمع، كما أنها سمحت لبعض المنظمات العالمية بمتابعة أوضاع حقوق الإنسان في العديد من الدول على مستوي العالم والضغط على المجتمع الدولي لكي يكون له دور ويمنع أي انتهاكات لحقوق الإنسان في تلك الدول.


تأثير العولمة على الخصوصية:

وعلى الرغم من أن للعولمة تأثير إيجابي على الأفراد من ناحية رفع مستوي حرية التعبير عن الرأي والمشاركة في مختلف الأحداث في المجتمع السياسية والاجتماعية والثقافية، إلا أن لها تأثير سلبي لا يمكن الإغفال عنه وهي أنها انتهكت خصوصية الأفراد بصورة كبيرة للغاية، وأصبح من المستحيل أن يحافظ الأفراد وأيضاً الدول على خصوصية معلوماتها وأسرارها، كما أنها ساهمت في جعل منظمات دولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وبعض الشركات متعددة الجنسيات أصبحت فوق المساءلة القانونية وتحكمت في اقتصاديات الدول لصالحها بجانب انتهاكها لخصوصية المعلومات.


تأثير العولمة على المجتمع:

لقد أثرت العولمة على المجتمع المدني في أنها قامت بإعادة توزيع أوزان الفاعلين في النظام الدولي لصالح المنظمات الغير حكومية والمجتمعات المدنية على حساب الدول وأنظمتها الرسمية، فأصبح لها تأثير كبير سواء داخل الدول أو على المستوي الدولي. ولقد أثرت العولمة على القيم المجتمعية التي كانت سائدة في العديد من المجتمعات على المستوي العالمي والتي منها المجتمعات العربية والإسلامية، فسادت القيم الغربية التي تدعو إلى التحرر من أي قيوم تمثل قيود على الأفراد والتي كانت تشكل في الأساس مضمون هوية وثقافة المجتمع، وهو ما أوجد حالة من الانحلال الأخلاقي والفكري بين العديد من الأفراد.


تأثير العولمة على الأمن المجتمعي:

إن تأثير العولمة على مفهوم الأمن كبير للغاية فقد غيرت العولمة من مفاهيم الأمن بصورة كبيرة، فلم يعد مفهوم المن يقتصر على محاربة الجرائم البسيطة أو التهديدات التي تقوم بها دول أخرى من الخارج على أراضي الدولة، ولكنه المفهوم امتد ليشمل جوانب أخرى قد أظهرتها العولمة تمثلت في جرائم تمثل خطورة كبيرة للغاية على أمن الدولة والمجتمع بمستويات أعمق بكثير، وأبرز أشكال تلك التهديدات الأمنية الجديدة هي الهجرة السرية، الجريمة المنظمة، تجارة السلاح، الإرهاب، المخدرات، وبصورة مفصلة على واقع كل منهم:


أولًا: تأثير العولمة على الهجرة السرية:

تعد الهجرة السرية للأفراد أحد الآثار السلبية التي نتجت عن العولمة، فأصبح من المتاح أن يدخل أعداد كبيرة من الأفراد إلى الدولة دون ان تستطيع الأجهزة المنية التعرف على هويتهم الحقيقية، وهو ما شكل خطير وتهديد كبير على أمن الدولة، وذلك لأنهم يقومون في أغلب الأحيان بعمليات إرهابية تهدد حياة وسلامة الأفراد والأمن العام في الدولة.


ثانيًا: تأثير العولمة على الجريمة المنظمة:

لقد ساهمت العولمة في ظهور أنواع جديدة من الجرائم المنظمة التي لا تأخذ شكل فردي يقوم بها الأفراد، ولكن يقوم بها مؤسسات وهيئات تستطيع إخفاء كافة الآثار التي تدل على هويتهم أو على هوية من ارتكب الجرائم داخل الدولة.


ثالثًا: تأثير العولمة على تجارة السلاح:

لقد ساهمت العولمة في توسع تجارة السلاح بمستويات كبيرة للغاية، فلم يعد الأمر مقتصر على الأسلحة الخفيفة ولكنه شمل مختلف الأسلحة الحديثة الثقيلة، وأصبح متاح لكافة الجماعات والمنظمات الإرهابية الحصول على تلك الأسلحة بصورة ميسرة دون تعقيدات، وهو ما شكل خطر كبير على الأمن القومي الوطني للدول.


رابعًا: تأثير العولمة على الإرهاب:

لقد استطاعت المنظمات والجماعات الإرهابية في ظل العولمة وما أفرزته من وسائل وتقنيات حديثة في نشر أفكارها المتطرفة على عدد كبير للغاية من الأفراد وجذبهم نحو الانضمام لها والقيام بعمليات إرهابية، كما سهلت دورها في تنفيذ العمليات الإرهابية على مستوي العالم أجمع.


خامسًا: تأثير العولمة على المخدرات:

ساهمت العولمة في جعل تهريب المخدرات داخل الدول يتم بصورة أسهل وأسرع من الماضي، وهو ما زاد من تأثيرها الخطير على عدد أكبر بكثير من الأفراد وخاصة فئة الشباب التي تمثل أمل المجتمع والدولة في النمو والتطور.

تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -