قد يعجبك

قصة قارون كاملة مكتوبة

قصة قارون كاملة مكتوبة

لقد روى القرآن الكريم في سورة القصص من الآية 68 وحتى الآية 73 قصة قارون مع نبي الله موسى، وما عاقبة قارون، وموقف قومه منه، أما فيما يخص زمن أو مكان حدوث القصة فإن أغلب الأقوال تشير إلى أنها حدثت في عهد نبي الله موسى مع بني إسرائيل وقد وقعت في أرض التيه عندما تاه اليهود أربعون سنة. سوف نتعرف معًا خلال هذا المقال التفاصيل الكاملة حول قصة حياة قارون وبغيه وكم تقدر كنوزه ودعوة سيدنا موسى له ورده، فضلا عن خسف قارون والدروس المستفادة من هذه القصة.


من هو قارون:

هو قارون بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب، وهناك قرابة بينه وبين نبي الله موسى عليه السلام؛ تاكيدًا لقوله تعالى: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى)؛ ويقصد من ذلك بني إسرائيل، وقيل: هو ابن خالته، أو ابن عمّه، أو عمّه، وهناك الكثير من المفسرين الذين أثبتوا إنَّه عمّ موسى عليه السلام، واسم قارون اسم عبرانيّ محوّل للّغة العربية، ويعرف باسم آخر أيضاً هو قورح. قال -تعالى- عندما وصف قارون في القرآن الكريم: (فَبَغى عَلَيْهِمْ)،أي أنّه كان ظالم لقومه وكان متكبر عليهم للغاية، ويعود سبب ظلمه وبغيه لقومه بحسب ما يرجحه المفسّرون وفقًا للأسباب الآتية:

إنّ الله جل وعلا رزق قارون كنوز كثيرة ليس لها حدود؛ ولم يكن يوجد في هذا الوقت أي عملات نقدية أو ورقية، بل كان التعامل بالمال المدّخر من الذّهب والفضّة، وقد كان الرّجال الأشداء حينها لا يقدرون على حمل مفاتيح صّناديق كنوز قارون، حيث قال الله -تعالى-: (وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ). وقد كان يرغب قارون أن يكون أحسن من قومه، وأفضل منهم، ويكونوا الجميع تحت أمره، كان بتكبر كثيراً على المحتاجين والفقراء من قومه؛ وذلك بسبب ثرائه، فمن كثرة البذخ والغناء الزاهد كان يقوم بزيادة طول ملابسه لِيختال بين النّاس.


كم تقدر ثروة قارون:

أطلق على أموال قارون كنوزًا لأنها لم تقدر بثمن؛ لأنه كان يقوم باكتنزاها ولم يزكي بها لأحد من قومه أو الفقراء، حتى إن مفاتيح هذه الكنوز كان يعجز الرجال الشداد على حملها، وكانت تصنع مفاتيح الكنوز من جلد الإبل، وكان كل مفتاح من المفاتيح مخصص لكنز معين. وكان قارون يحمل مفاتيح كنوزه عندما ينتقل إلى أي مكان يذهب إليه، فكان يتم وضع المفاتيح على 70 بغل من البغال الأقوياء. ولما كان يخرج قارون بين قومه متكبر ومتعالي يظهر ثرائه وبذخه وزينته وما لديه من المراكب والخدم والحشم مستعرضاً ما يملكه أمام الآخرين حتى تمنى ناس من قومه لو كانوا مثله ويمتلكون كل ما معه.


قصة قارون:

دعوة سيدنا موسى لقارون:

كانت دعوة نبي الله موسى عليه السلام لقارون، حتى ينبه من بخل المال والنعم التي منحها الله إياها، وأن يسأل الله جلا وعلا في هذه الأموال التي استودعها عنده، فيجب أن يعطى الفقير والمحتاج ويصرف عليهم ويطعم الجائع ويكسي العاري؛ فذلك يجب أن يقوم به الرجل المؤمن فيما يمتلكه من أموال منحها الله إياها.


رد قارون على دعوة موسى:

لمَّا علم قارون بدعوة موسى عليه السلام وقومه في تنبيه بنعم الله عليه أصبح جاحدًا ومستكبراً عن السابق وتعالى في الأرض بشكل أكبر وقال: بل أوتيته على عِلمٍ عندي، وليس تفضّلًا من الله -تعالى- عليّ؛ أي إنّه نسب تلك النعم والأموال لنفسه وليس إلى الله تعالى عليه في تلك النعم.


موقف قوم قارون منه:

عندما ازداد قارون في ظلمه وبغيه بسبب ما يمتلكه من الكنوز، قال له أحد الصالحين من بني إسرائيل لا تكون متكبر يا قارون، ولا تكون مختال بنعم الله والأموال التي نعم الله تعالى عليك، فالله يكره تلك الصفات في عباده. كما كان العقلاء من قوم قارون نصحوه بالقصد والتراجع عما يفعله، واتباع الطريق الصحيح.


خسف قارون ونهاية القصة

إن من عدل الله سبحانه أنه لا يترك من يظلم ويجحد في الدنيا دون أن يأخذ جزائه، وقد كان عقاب قارون شديد، وهو كالتالي: ازداد بغي قارون وظلمه على النّاس، فلم يتركه الله جلا وعلا، بل أخذ جزائه بأن خسف به الأرض، وخسف عليه قصره الذي كان يتباهى به، قال الله -تعالى-: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ)، وإن تلك الآية القرآنية تشرح لنا قُدرة الله الرائعة وعدله وذلك بجزاء الظّالمين فقط دون أن يقوم بمعاقبة عامّة النّاس بما يقترفونه من فواحش، فإنّ الخسف كان فقط بقصر قارون وما حوله من أملاك خاص به، ولم يضر هذا الخسف بالنّاس المتواجدين حوله، وهذا ما لا يعرفه الناس أن يقع خسف أو هزة في منطقة صغيرة من الأرض دون أن يتأذى ما حولها، فكانت هذه معجزة ربانية لنّبيه موسى عليه السّلام، وحافظاً بمن آمن معه.


العبرة من قصة قارون:

إنّ الدروس المستفادة من نهاية قصّة قارون والجزاء الذي عاقبه الله تعالى به، عبرة وعظة لكل مختال متكبر فخور في الدنيا، دعونا نوضح لكم أهم المواعظ من قصة قارون:

1- يجب أن يشكر المؤمن الله تعالى على نعمه وألا يكون جاحد بها ويعطي منها لكل محتاج.

2- عدم الغرور بالأموال والأملاك والسرور بها، فهي نعم من الله -تعالى- يأخذها الله من عباده وقت ما يشاء.

3- التّصدق بالمال لوجه الله تعالى والعمل به في الأعمال المشروعة، والانتفاع بها فيما أحله الله تعالى دون إسراف.

4- تنبيه المؤمنين من البغي والظلم في الأرض، والتعالي والتَّكبُّر، وظلم أشقائهم المسلمين.

5- يجب على المسلم أن يتصدق من ماله الشخصي فلا يكتنزه لأن كله من الله وبأمر الله.

6- يتسبب الكبر إلى الجزاء الوخيم، وهذا ما حدث مع قارون.

7- يكون الله نصر لـ عباده المؤمنين ولا يتركهم في أي محنة، كما نصر الله جل جلاله نبيه موسى عليه السلام.


قصة قارون كاملة مكتوبة
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -