سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو آخر الأنبياء المرسلين، الذي بعثه الله جل وعلا رحمة لأمة المسلمين ليؤدي رسالته وهدايتهم إلى الصراط المستقيم، وانذارهم من عذاب الآخرة الأليم، وتعتبر تلك القصة من أعظم قصص الأنبياء التي وردت في القرآن الكريم بكل تفاصيلها، لذا دعونا نذكر لكم تفاصيل قصة سيدنا محمد مختصرة كاملة وأهم الدروس والعبر المستفادة منها.
ملخص قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مختصرة وكاملة:
تاريخ مولد النبي محمد ووفاته:
ولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في يوم الاثنين 12 ربيع الأول عام 53 قبل الهجرة الموافق 22 أبريل عام 571 ميلاديا وهو نفس عام الفيل وفي هذا العام كان يرغب أبرهة الحبشي في تدمير الكعبة، والهجوم على مكة المكرمة، ولكن الله أرسل إليه طير أبابيل بحجارة من سجيل وهزمته، وبعدها بفترة ولد رسول الله ونوره أضاء الدنيا بأكملها. أما وفاة النبي فكانت 12 ربيع الأول عام 11 هجريا الموافق 8 يونيو عام 632 ميلاديا.
نسب سيدنا محمد:
ينتسب رسول الله إلى قبيلة أشرف بقريش وهم معروفين بالكرم والجود وحسن الخلق والتعامل الجيد، هو سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مره بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن نظير بين كنافة بن مدركة بن إلياس بن نزار بن عدنان.
قصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
ولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يتيم الأب وعندما وصل لسن 6 سنوات توفيت أمه وكان تحت رعاية جده عبد الله.
وعندما بلغ عمر 12 توفي جده، وانتقل إلى بيت عمه أبو طالب، ورباه على أحسن سيرة، حتى أطلقت عليه القبيلة التابع لها بلقب محمد الصادق الأمين.
عمل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، في عمر صغير فكان يرعى الأغنام، ثم بدأ عمه أبو طالب يعلمه أساسيات التجارة، حتى صار كبار قومه يأخذون منه المشورة في أعمالهم لما يمتلكه من دهاء وفطنة.
نزول الوحي على سيدنا محمد:
في مكة المكرمة في نفس المكان الذي ولد فيه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام نزل الوحي عليه بأمر من ربه، وكان ذلك خلال شهر رمضان المبارك في ليلة القدر، أمر الله جبريل أن ينزل على سيدنا محمد وهو في غار حراء، وكان النبي يذهب دائماً إلى غار حراء، للتعبد والتأمل في جمال الكون والسماء ومن خلقها بهذا الإبداع بغير أعمدة.
بعد نزول الوحي بدأ النبي في نشر والدعوة إلى الإسلام فكان سري في البداية، حيث آمنا به أقاربه وأولهم زوجته السيدة خديجة وأول من أمن من الرجال صديقه المقرب أبو بكر الصديق، وكان يساعده كذلك في نشر الإسلام، وصارت الدعوة إلى السلام سرية، لمدة 3 أعوام حتى أمر الله جل وعلا محمد صلى الله عليه وسلم أن تصبح دعوة جهرية.
دعوة الإسلام الجهرية:
أمر المولى عز وجل سيدنا محمد أن تصبح الدعوة للإسلام جهرية، فذهب إلى جبل التقوى الصفا، فصعد النبي عليه الصلاة والسلام إليه وبدأ يخطب إلى الناس بعبادة الله وترك عبادة الأصنام، وأن الله واحد أحد فرد صمد لا يمكن عيادة غيره، ولكن تعرض رسول الله لكثير من الأذى والمشاكل من المشركين.
فبعد أن صارت الدعوة الإسلامية جهرية، بدأ المسلمون يتعرضون إلى كافة أنواع العذاب، وحاول المشركين التخلص من سيدنا محمد عدة مرات، لذلك أمره الله بالهجرة من مكة إلى المدينة.
ذهب الرسول إلى المدينة المنورة وهناك شاهد ترحيب كبير من المسلمين وأنشأ دولة إسلامية كبيرة، وأسلم الكثير من الصبيان الأقوياء، ومنهم عثمان بن عفان وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وخالد بن الوليد، وغيرهم الكثير.
غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم:
خاض سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الكثير من الغزوات من أجل الدعوة إلى الإسلام في كافة أرجاء الأرض، من أبرز تلك الغزوات التي انتصر فيها فيما عدا غزوة أحد وهي كالآتي:
غزوة أحد، غزوة بدر، غزوة بواط، غزوة بني سليم، غزوة بحرين، غزوة حمراء الأسد، غزوة بني النضير، غزوة قرة، غزوة الحديبية، غزوة مؤتة، غزوة الفتح العظيم، غزوة وادي القرى، غزوة تبوك وغيرها الكثير من الغزوات.
وبعد مرور أعوام كثيرة في نشر دين الإسلام عن طريق الجهاد والغزوات والحروب، قام النبي بتأدية حجة الوداع وكانت هذه آخر حجة للرسول، وقام حينها بإلقاء خطبته المشهورة الذي أضاف بها للمسلمين الكثير من القواعد ومن أبرزها حرمة تلك الشهور الكريمة، وأن يستوصوا بالنساء خيراً، واتباع دين الإسلام وتنفيذ كافة أحكام الدين الإسلامي.
دروس وعبر من قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:
سوف نوضح لكم خلال النقاط التالية أهم الدروس المستفادة من قصة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وهي كالتالي:
● تبين قصة الرسول صدق نبوته التي بعث لها، حيث أنقذه الله تعالى من المشركين الذين كانوا يريدون قتله.
● معرفة ما تحمله الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة من صعاب لإيصال الدين الإسلامي لجميع الناس بالفتوحات الإسلامية، وأيضاً عدم التغافل عن تعاليم الإسلام.
● تبين قصة الرسول أيضاً صفاته، وأخلاقه العالية، فلا خير في أمة لا تهتم بمعلومات من بعث إليها، وعن طريق الالتزام بالصفات المحمودة ويتم ذلك حتى يصبح المجتمع مستقرة دائماً.
● الأخذ بالأسباب قبل أن يتم أخذ أي قرار فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يأخذ بها، ومن أشهرها، أنه طلب من أبو بكر رضي الله عنه أن يجهز له رحلتين للهجرة، فأتى إليه في ميعاد مختلف عن الميعاد التي ينبغي المجيء فيه، فذهب من طريق مختلف عن الطريق الذي كان يسلكه دائماً للمدينة المنورة.
● كل من قرأ قصة النبي يأخذ منها عبرة وعظة ويتأثر بأحداثها، فهي تخاطب كل شخص في المجتمع مهما كان عمره، وأيضاً عندما يعرفون قوانين الشريعة الإسلامية.
● يبعث الله جل جلاله الطمأنينة على قلوب المسلمين عند وقت الشدة، مثلما كان المشركين واقفين على باب غار حراء، لقتل الرسول.
● اختيار الرفيق، والصحبة الجيدة، فكان أبو بكر صديق الرسول، ويذهب معه في كل رحلة وغزوة.
● أهمية التمسك بالقرآن الكريم وأتباعه، وفهم آياته، وأسباب نزولها.
● أهمية المشورة والاهتمام بنصائح الآخرين، وخصوصاً القائد، لأن القائد لديه علم بالكثير من الأشياء التي لا يعرفها الكثير من الأشخاص.
● قصة النبي تغرس في قلوب المؤمنين أعظم حب له، لأنه وضحت كل التفاصيل والصعوبات التي مر بها الرسول الكريم ليوصل رسالة الإسلام والدين بشكل سهل وميسر على الناس.