تلخيص رواية عذراء جاكرتا
مقدمة عن الرواية:-
بشخصيات لا تزيد عن أصابع اليد الواحدة استطاع نجيب الكيلاني أن ينطلق من الخاص إلى العام ليسجل حضوره في كبرى قضايا المسلمين التي نسيها الأغلبية بقصص لا يمكن أن ننساها حيث سجل فيها سابقة إبداعية فريدة في عصره حيث جاءت روايته " عذراء جاكرتا " لتقدم تاريخاً وفكراً من وجهة نظر أدبية فقيرة لا تبحث عن تعقيد الألفاظ والتراكيب بل بسعة الخيال والحبكة حيث تعتمد قصصه وتحديداً قصة عذراء جاكرتا على التاريخ والواقع كمادة رئيسية له بحيث تصلح رواياته إلى أن تقدم كوجبة تاريخية للناشئة.
فئة ونوع الرواية:-
وتنتمي الرواية لفئة الروايات الإسلامية التي تتخذ من قيم الإسلام ركيزة أساسية لأحداثها وخاصة أن هذا هو توجه كاتب الرواية نجيب الكيلاني.
ملخص الرواية:-
ثورة شيوعية في أندونيسيا:
تروي الرواية محاولة الحزب الشيوعي الإندونيسي القيام بثورة شيوعية في أنحاء البلاد كخطوة أولى في طريق محاولة الاستيلاء على السلطة فيها، حيث كان مدعوماً حينها من قبل الرئيس الإندونيسي سوكارنو، وأيضا من جانب جمهورية الصين الشيوعية.
وقد أدى ذلك إلى صراع عميق بين الشيوعيين وبين أفراد الشعب الإندونيسي ممثلاً في جماعة تدعى " ماشومي " الإسلامية وهي جماعة مكافحة قدمت العديد من الشهداء وتم إلقاء القبض على العديد أيضاً وحبس العديد من أفرادها واعتقالهم وتم اختطاف البعض الآخر.
فشل الشيوعين وثورتهم:
حالت عناية السماء بين اكتمال ونجاح تلك الثورة، والتي كان الشيوعيون يريدون من وراءها تصفية الوجود الإسلامي بإندونيسيا، والتي تعد من أكبر الدول الإسلامية في العالم. تحكي قصة عذراء جاكرتا معاناة شعب مسلم ليس قريبا من المنطقة العربية جغرافيا إذ يقع في أقصى الشرق ولكن صلتها بنا تكمن في العقيدة الإسلامية التي تجمع ولا تفرق.
حيث تروي القصة تلك المحاولة من قبل الجنرالات للقيام بانقلاب عسكري على سلطة البلاد الشرعية حيث تأتي تلك الانقلابات بأهداف معلن تكمن في رفع مستوى المعيشة ومحاربة الطبقية ولكن الواقع أن هدفها الفعلي إسقاط البقية الباقية من حكم الإسلام في إندونيسيا وتمكين الشيوعية من حكمها والاستبداد بها وبمقدراتها والتحكم في مصير شعبها.
وعي الأندونيسيين ضد المكائد:
يبدو أن الشعب المسلم في إندونيسيا وقياداته كانت أكثر وعياً وإدراكاً مما كان متصوراً حيث قاموا في وجه هذا الانقلاب العسكري الغاشم وحاربوه بسلاحهم البندقية في مقابلة البندقية والدبابة في وجه الدبابة وذلك حتى اندحر الانقلاب العسكري وباء بالفشل وقُبِض على قادته وقُدموا لمنصات الإعدام العلنية.
فشل الحب للدفاع عن الوطن:
كل هذه الأحداث الساخنة تأتي من خلال قصة حب طاهرة تعاهد فيه الشاب والفتاة على الزواج بعد زوال الغمة عن البلاد وخروج والد الفتاة من المُعتَقَل. لكن لن تبوء القصة بالاكتمال وهذا ما تسرده القصة. فمن خلال تلك الأحداث صور الكاتب تلك الفعاليات التاريخية وجسد طبيعة الصراع الطاحن في إندونيسيا على كافة المستويات الاجتماعية والثقافية والسياسية والنفسية والتي تدور بين المسلمين والشيوعيين.
وكان تجسيد الأحداث عبر أسرة حاجي محمد إدريس وتحديداً ابنته فاطمة بطلة الرواية التي يتجسد في تصرفاتها وحياتها هذا الصراع وذلك من خلال قرارها بمواجهته التي خاضتها وخاضها معها أسرتها المسلمة ضد الأعداء من الشيوعيين وذلك حتى أذن الله بتحقق النصر للمسلمين وتراجع الشيوعيون.
شهادة فاطمة:
ولكن يكون ختام الرواية بأن تنال بطلتها فاطمة الشهادة في سبيل الله حيث لا تكتمل قصة الحب العفيفة التي ذكرناها ولكن النهاية من وجهة نظرنا هي الأرقى لبطلة مثل تلك الفتاة النقية ولتكشف لنا كم الجرائم التي ترتكب باسم الثورات وفي حق الشعوب المسلمة.
