تلخيص رواية "قصر الشوق" للكاتب المصري نجيب محفوظ
تعتبر رواية قصر الشوق الجزء الثاني من الثلاثية، حيث أن الجزء الأول هو بين القصرين، والثاني قصر الشوق أما الثالث فهو السكرية. لقد وضح الكاتب الكبير نجيب محفوظ في ثلاثيته خاصة رواية "قصر الشوق" والتي تعتبر رواية اجتماعية تاريخية حيث يصور فيها الكاتب حقيقة بلاده ما بين الحربين العالميتين، مصوراً التغيرات التي طرأت على المجتمع ومدى تطوّره أثناء أحداث ثورة ١٩١٩م، من خلال التعمق داخل الشخصيات التي حددها في الرواية. على الرغم من ذلك، فإن هنالك العديد من الانتقادات لرواية قصر الشوق فيما يخص صورة المرأة العربية سواء في الرواية أو الفيلم.
أهم شخصيات رواية قصر الشوق:
تدور أحداث رواية قصر الشوق بين مجموعة من الشخصيات الرئيسية، سوف نتعرف عليها بالتفصيل، وهي على النحو التالي:
1. أحمد عبد الجواد:
هو بطل رواية قصر الشوق، من أسرة برجوازية، يعمل تاجر في محل ورثه عن أبيه، وتتمثل شخصيته في الرواية بالإنسان المتناقض؛ فهو في البيت شخص متدين وتقي وقرارته صارمة، أما خارج البيت لطيف مبتسم ويحب السهر والغنا.
2. أمينة:
هي زوجة أحمد عبد الجواد، هي سيدة نمطية ليس لديه رأي ودائماً تحت حكم وأمر زوجها، كما أنها من الطبقة المتوسطة في المجتمع، وتمثل مجموعة كبيرة من السيدات.
الشخصيات الثانوية لرواية قصر الشوق:
تدور أيضاً أحداث رواية قصر الشوق بين مجموعة من الشخصيات الثانوية، وهي كما يلي:
كمال - ياسين - عبد المنعم - فهمي - إبراهيم - وحيدة - خديجة - عائشة - أم حنفي - الشيخ متولي.
ملخص رواية قصر الشوق:
بداية الأحداث:
تدور أحداث هذه الرواية حول طبيعة وشكل العلاقات الاجتماعية في المجتمعات المصرية قديماً، إذ يوضح الكاتب الكبير نجيب محفوظ حياة بطل الرواية أحمد عبد الجواد في حي الحسين في مصر بعد موت نجله فهمي في أحداث ثورة عام 1919م، كما ذكر أيضًا ابنتي السيد أحمد وزوجاته يوضح طبيعة العلاقة بين هذه الشخصيات.
تركز تلك الرواية في بدايتها على الفترة ما بعد استشهاد فهمي (الذي قتل في المظاهرات المناهضة للإنجليز) ابن أحمد عبد الجواد بخمس سنوات تقريبا. في تلك الفترة، ينتقل بنات السيد أحمد عبد الجواد ليعيشن في حي قصر الشوق وذلك بعد زواجهن. ولكن السيد أحمد عبد الجواد لم يتغير فيه شيء إلا الشيب الذي قد طرأ بعد الشيء عليه، فقد عاد السيد أحمد إلى المرقص بعد فترة إنقطاع بسبب موت إبنه وعاد مرة أخرى من عزلته وبدأ يهوى السهر والشرب ومصاحبة الساقطات. في تلك الأونة، تظهر شخصية ذنوبة وهي بنت أخت زبيدة العالمة حيث يغرم السيد أحمد بذنوبة التي تستغل الفرصة وتقنعه بأن يشتري منزل خاص لتقيم فيه وتديره.
العقدة:
يزداد الأمر سوءا وتعقيدا حيث أن ذنوبة على علاقة بالمدرس يس إبن السيد أحمد. تتصاعد الأحداث تعقيدا مع زواج ذنوبة من يس حيث تدخل بيت السيد أحمد عبد الجواد على أنها زوجة إبنه بعد أن انتقل للعيش في قصر الشوق الذي ورثه عن والدته أمينة.
ومن ناحية أخرى، فقد أصبح كمال طالب بالجامعة ويرفض الالتحاق بكلية الحقوق حيث يفضل الالتحاق بكلية المعلمين لولعه بالفلسفة والأداب والعلوم بعض الشيء. لقد صور المؤلف شخصية هذا الشاب وهو يتعايش مع هذه الأزمة وتناثر مفاهيمه واحدًا بعد الآخر، كما أصبح هناك جيل جديد مختلف من الأحفاد على سبيل المثال أصبح كل شخص منهم لديه فِكر ومبدأ مختلف عن الآخر. يقع كمال في حب زميلة له من طبقة راقية اسمها عايدة. وعلى الرغم من الأوهام التي كان يعيشها كمال بأن الحب أقوى من كل شيء، فإن عايدة تفيقه مما يعيش فيه من أوهام برفضها طلب الزواج من كمال بسبب الفارق الاجتماعي والطبقي بينهم.
الحل:
يختتم نجيب محفوظ في هذه الجزئية من ثلاثيته بموت سعد زغلول وانطلاق ثورة 1919م، كما صور كل الأحداث والتغيرات التي تعرض لها المجتمع المصري في تلك الفترة الراهنة، مصوراً انقساماته حول الثورة. وفي نفس الوقت، تنتهي معظم تعقيدات قصر الشوق وعائلة السيد أحمد بتلك الوفاة حيث يطغى حب الوطن على جميع المشكلات والمصالح الفردية الضيقة.
تحليل ونقد رواية قصر الشوق:
عند تحليل رواية قصر الشوق، نجد أن هنالك العديد من الخصائص التي يجب ملاحظتها. أولا تجسد الرواية فكرة الحزن بعد وفاة فهمي، فكرة اللهو من خلال السيد أحمد وذنوبة، فكرة الزواج من خلال يس وزواجه من ذنوبة، وفكرة الحب من خلال كمال وحبه لعايدة. بالإضافة لذلك تعتبر رواية قصر الشوق تأريخ لأحداث واقعية من خلال الحديث عن الثورة المصرية، التغيرات الاجتماعية للمصريين في تلك الفترة، ووفاة سعد زغلول. علاوة على ذلك، تمتاز الرواية باستخدام لغة فصحى سهلة الفهم للوصول إلى أكبر عدد من القراء مع التركيز على الحوار لكشف ما يدور داخل الشخصيات من مشاعر، افكار، وربما تناقضات في بعض الأحيان. ولتوضيح الفكرة التي يرغب الكاتب في أن يوصلها للقارىء تم تقسيم رواية قصر الشوق إلى عدة عناصر رئيسية وتحليلها على النحو الآتي:
تحليل العنوان:
بالنسبة لعنوان رواية قصر الشوق الذي اختاره الكاتب نجيب محفوظ، حيث يعتبر الخطوة الأولى والبداية الواقعية لاكتشاف الرؤى التي اختارها الكاتب من أجل التعبير عنها في كافة كتاباته الأدبية، ويُشار إلى هذا العنوان "قصر الشوق" أن الكاتب أراد أن يحتفي بهذا المكان وشعبيته الكبيرة وسماته المختلفة.
تحليل المكان:
أما بالنسبة للمكان فقد حد الكاتب نجيب محفوظ في رواية "قصر الشوق" مدينة "القاهرة" بكل ما فيها من أحياء وحارات وشوارع واسعة تدور فيها أحداث رواية قصر الشوق، معبراً من خلالها طبع وحقيقة المجتمع المصري، وبشكل عام قسمت الأماكن التي وردت في الرواية إلى أماكن مغلقة (مثل المقهى) وأخرى مفتوحة (مثل الحارة).