تلخيص رواية "قلم زينب" للكاتب السوداني أمير تاج السر
مؤلف رواية قلم زينب:
كاتب رواية "قلم زينب" هو طبيب الباطنة والروائي السوداني الشهير "أمير تاج السر". وُلد تاج السر في 1960م بالسودان وقد اتجه في بداية مشواره لكتابة الشعر قبل أن يتفرغ لكتابة الأب. هنالك العديد من أعمال أمير تاج السر ولكن أشهرها الروايات التالي ذكرها "صائد اليرقات"، "366"، "زهور تأكلها النار"، "العطر الفرنسي"، "طقس"، "إيبولا 76"، "منتج الساحرات"، "سيرة الوجع"، "ذاكرة الحكائين"، و"مهر الصياح". تصور رواية "قلم زينب" فترة من فترات عمل الكاتب والطبيب أمير تاج السر وهي تشبه كثيراً السيرة الذاتية حيث وضح وظيفته كطبيب في مدينة السودان.
أهم الشخصيات الرئيسية في رواية قلم زينب:
سوف نتعرف في البداية على عدد الشخصيات الرئيسية التي تدور أحداث الرواية حولهم، رنما على النحو التالي:
1. بطل الرواية: هو الكاتب والطبيب أمير تاج السر مؤلف رواية قلم زينب.
2. إدريس علي: هو شخص محكوم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات، وكان يقوم بعمل مقالب وخدع في الطبيب.
3. عز الدين موسى: هو مساعد الطبيب، وكان يعمل معه خلال التدريب، وكان يساعده في العثور على عيادة صغيرة.
4. نجفة: مريضة بالعيادة وزوجة الرجل الدجال.
5. هويدا: موظفة في أحد البنوك وتعول أسرتها الفقيرة بعد وفاة والدها، وكانت تشكو اضطراب في النوم.
6. الفتاة المتعجرفة: هي من إحدى الدول المرفهة جاءت إلى الطبيب من أجل ولادتها الثانية.
7. المرضي: هما وفد المرضى الفقراء الذي ارسلهم إلى الطبيب إدريس علي.
8. العجوز”حامد رطل”: يبلغ من العمر 70 عاما وهو من أحد مرضى الطبيب الذين أتوا إلى العيادة.
9. المعالج الروحاني” الشيخ الحلمان”: يستخدم حيل روحانية ويسير في الطريق الدجل والشعوذة.
10. المرأة المطلقة (سهلة – سماسم): هي سيدة ثرية، ادعت أنها خطيبة الطبيب.
11. أخو سهلة: هو نشال محترف واعتدى على الطبيب في العيادة
12. محمود عموش: هو مريض توفي بسبب انفجار في الزائدة الدودية نتيجة إهمال الأطباء.
13. العسكريان: يعملان بمركز شرطة صغيرة.
14. جبران: هو صاحب الـ “الكارو”.
15- العريس: شخص قام باستئجار سيارة الطبيب من إدريس علي.
تلخيص رواية قلم زينب:
بداية الأحداث:
لأول مرة يتقابل الكاتب أو الطبيب بـ إدريس علي ” كان في مدينة “بورتسودان” الساحلية، حيث كان يبحث عن عيادة يقوم بفتحها مساءًا في حي بعيد من أجل زيادة دخله، وقد عرض عليه مساعده “عز الدين موسى” أن يستأجر عيادة صغيرة موجودة في منزله منذ فترة طويلة، ولكنها كانت لا تصلح، فقام الكاتب بشراء مولا صغيرا كهربائي سبق استعماله، وقد مرت فترة دون أن يأتي إلى العيادة مريض، رغم محاولات مساعد الطبيب لجلب المرضى إلى العيادة دون فائدة.
حبكة الرواية وتوافد المرضى:
بعد فترة بدأ يتوافد على العيادة الكثير من المرضى الفقراء، وحضر معهم حينها ” إدريس علي ” الذي فرض نفسه ودخل إلى الطبيب قسراً، فجلس وألقي السلام عليه، وأخبره بأنه أتى حتى يشكره على كرمه والتعرف إليه، وتحدث عن تفاصيل حياته وذكرياته بالماضي وعن أسماء لم يعرفها الطبيب من قبل، وحين استعد للذهاب، أعطى للطبيب قلم أسود اللون، وترجاه أن يأخذ الهدية من أجل زينب.
بعدها دخل إلى الطبيب رجل بحار كبير في السن يبلغ 80 عاماً يستشيره بخصوص الزواج، ولكن الطبيب قام بتحويله إلى طبيب متخصص في هذه الأمور، وهناك أيضاً سيدة تدعي “نجفة” كانت تعاني من صداع نصفي بعد أن تزوجت من الرجل الدجال.
خدعة إدريس علي والمريضة هويدا:
ثم ذهب الطبيب إلى المستشفى حتى يفحص المرضى هناك سريعاً، وقد رأى هناك إدريس علي وكانت معه فتاة أخبره أنها تعاني من مشاكل نسائية وتركها وذهب، وعرف الطبيب فيما بعد أن هذه الفتاة لم تعرفه وقد عرض عليها المساعدة لأن الطبيب رفيقه، ولم تعاني من مشاكل نسائية وليست متزوجة لكنها تعاني من اضطراب في النوم، بعدها تعاطف الطبيب مع هذه الفتاة وفقًا لوضعها وأطلق عليها اسم “هويدا الشاطئ”، وكتب لها علاج مهدئ.
ثم التقى الطبيب بعد ذلك بفتاة متعجرفة جاءت من إحدى البلاد المرفهة، وأتت إليه حتى تلد طفلها الثاني وكان يرافقها خارج العيادة الكثير من الرجال والسيدات، وقد كشف عليها دون تعليق.
الخدعة الثانية لإدريس علي والاعتداء على الممرض:
وعند ذهاب الطبيب إلى منزله جاء في ذهنه الكثير من الوساوس حول إدريس علي الذي يفرض قسراً عليه، وبدأ يفكر في أن يعيد القلم إليه ويقوم بطرده من العيادة عندما يأتي إليه أو يبحث عن عيادة أخرى في مكان آخر بعيداً عن هذا الرجل.
بعدها عاد الطبيب إلى العيادة مرة أخرى، وقد تفاجأ بأعداد مهولة من المرضى الشاحبين في عيادته، وبينما في انتظار الطبيب من عليه الدور من المرضى، وفجأة دخل الممرض على الطبيب بعد أن تم الاعتداء عليه من هؤلاء المرضى، حيث تحدث شيخ مسن يبلغ من العمر 70 عاماً بالنيابة عن المرضى المتواجدين، بأنه هذا الممرض يريد أن يحصل على أجرة منهم، وهذا ضد الإنسانية، وأن الذي قام بإرسالهم إلى هذه العيادة هو (إدريس علي).
وهذا ما جعل الطبيب يفقد صوابه ويكسر القلم وقام بإلقائه على الأرض، ثم أمر مساعده بأن يدخل المرضى والفحص عليهم دون أجرة، مما جعل الممرض يفقد صوابه أيضًا، ويطلب أن يتم سداد قيمة ما استخدمه المرضى من أدوات قام بشرائها من حسابه الخاص.
وقد تنوعت المشاكل الصحية لدى المرضى ما بين الضغط والسكر وغيرها الكثير، وقد أخبره الرجل المسن عن وضعه الاجتماعي واحتياجه وأنه يرغب في فتح عيادة روحانية خاصة به، بعدما عرف الكثير من الخدع على يد شيخه الشيخ الحلمان، وطلب منه علاج لإعادة الشباب، ثم رجع الطبيب إلى منزله في غير المعتاد.
حكاية سهلة والطبيب:
عند مغادرة الطبيب العيادة جاءت إليه سيدة مطلقة غنية اسمها (سهلة)، وقد ادعت أنها خطيبة الطبيب في الحي المتواجد فيه، وكان لديها شقيق (نشال محترف)، ذهب إلى الطبيب وطلب أن يتقدم لأخته ويخطبها بشكل رسمي وهدده إن لم يقم بذلك.
وبعث الطبيب إلى (سهلة) بعد ادعائها بالمرض، حتى لا تتعرض لما تعرض له “محمود عموش” الذي توفي بانفجار في الزائدة الدودية بسبب إهمال الأطباء له، وطلب منها أن تتوقف عن زيارته وتبتعد عنه.
الخدعة الثالثة لإدريس علي وسرقة السيارة:
بعد ذلك غادر الطبيب عيادته حتى يذهب إلى المستشفى، وقد اكتشف أن سيارته تمت سرقتها، وقد شك حينها أن الذي قام بسرقتها هو اخو (سهلة) وقد أخبره أحد الأشخاص أنه شاهد السيارة في الشارع العمومي المتجه نحو طريق البحر، تزف عروسين، فتوحه الطبيب سريعاً إلى مركز الشرطة يعمل به عسكريان، وكان يريد أن يبلغ عن ( إدريس علي ) أو ( النشال شقيق سهلة ) ولكنه ليس له أي أدلة.
كان لا يوجد بمركز الشرطة لا سيارة ولا دراجة، فركب العسكري والطبيب (کارو) جبران واتجهوا إلى الغرس ووجدوه السيارة هناك، وقد استدعى العسكري العريس وسأله عن السيارة، فأخبره بأن (إدريس علي) قام بتأجيرها لهم وعلى اتفاق بينهم أنه سوف يستردها في الـ 9 ونصف ولكنه لم يأتي، ولم يكن يعلم العريس أن السيارة مسروقة.
بعدها أخبر العسكري العريس بأن الطبيب لن يشتكيه بعد أن استرد سيارته، ويجب أن يذهب إلى مركز الشرطة بعد قضاء شهر العسل، ثم استقل بعد ذلك كل من العسكري والطبيب السيارة وذهبوا إلى مركز الشرطة.
تحليل رواية قلم زينب:
تمثل تلك الرواية بشكل أساسي إنسانية كاتب الرواية أمير تاج السر، حيث أنه على سبيل المثال عالج 57 مريض بالمجان من دون الحصول على أي أتعاب أو فيزيتا لأنه يعلم بحالهم المادي المرير. بالإضافة لذلك، فقد تميزت الرواية بالمتعة والإثارة وفي نفس الوقت التعبير عن الألم والمعاناة الاجتماعية والسياسية التي يعيشها المجتمع مما نتج عنه مشهد مليء بالسخرية، والهزلية، والمعاناة. وفي نفس الوقت، لم ينس أمير تاج السر مؤلف الرواية بأن يعبر عن المشاكل الأمنية والسياسية الكثيرة التي عانى منها البشر في الرواية مثل النصب، الإهمال، الظلم، النصب، الخداع وضياع الحقوق، فعلى سبيل المثال كان هنالك ضابط كبير في السن، كسول لا يصلح للعمل الأمني مما مثل الإهمال في أبهى صوره. وهنالك العديد من الصفات التي تميزت بها رواية قلم زينب، وأبرزها الصفات التالية:
1. من خلال الرواية تم الاطلاع على العديد من صفات المؤلف التي تمثلت في إنسانيته مع وفد المرضى الذي أتى إلى عيادته، وفحصهم دون مقابل.
2. تم سرد الرواية بطريقة وأسلوب سلس ورائع وبه طرائف كثيرة ومؤلمة في ذات الوقت، وبالنسبة لشخصية إدريس فقد وضحها الروائي كواقع اجتماعي حقيقي بما يحمله من معاناة واحتياج وفقر وواقع صعب في مشاهد طريفة يصاحبها السخرية والشفقة في وقت واحد.
3. وضح الكاتب من خلال الرواية الكثير من القضايا الاجتماعية، مثل الدجل والشعوذة والسرقة ومشاكل الزواج والعلاقات بأشكالها والفقر وانتشار الأمراض الخطيرة وانعدام الخدمات وأمراض نفسية سببها مشاكل عائلية، وأيضًا روحانية وأخرى خاصة بالسياسة والأمن.
4. بالإضافة إلى أن الرواية تمثلت في توضيح صفات مهمة مثل التسامح وتقديم النصائح للآخرين.
5- الدقة الشديدة في وصف الشخصيات داخليًا وخارجيًا، فعلى سبيل المثال وصف المؤلف شخصية سماسم بأنها كعلبة الشيكولاته غالية الثمن.
6- تتميز الرواية بالتعبير عن الواقع مع التنبؤ بالمستقبل فعلى سبيل المثال مستقبل المرضى الصحي، الاقتصادي، والاجتماعي الذي يستلقون مقابل مقعد الطبيب على أسرة معروف وهو الهلاك مع كل منغصات الحياة تلك.