بحث عن الحوادث المرورية
المقدمة:
تعد الحوادث المرورية من الظواهر المنتشرة في كافة دول العالم وينتج عنها الكثير من الإصابات والوفيات يومياً، وهى من الظواهر التي تعانى منها المجتمعات الخليجية بشكل كبير، فهي تؤثر على الحياة الاجتماعية ولها الكثير من الأضرار الاقتصادية سواء من السيارات والطرق والبنية التحتية للدولة، ونجد أن المجتمع السعودي يعانى كثيراً بسبب كثرة الحوادث المرورية التي تشير العديد من الرسمية أن نسب الحوادث المرورية في المجتمع السعودي من أعلى النسب العالمية كما أنها تدل على تأثر الأفراد في المجتمع بثقافة مختلفة عن ثقافتهم، وسوف أقوم بتوضيح عدد من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى انتشار الحوادث المرورية في المجتمع السعودي، والأضرار الكبيرة التي تسببها على الأفراد وعلى الدولة كلها، والحلول التي يمكن من خلالها الحد من تلك الظاهرة السلبية.
أسباب ظاهرة حوادث المرور:
الأسباب التي أثرت بشكل كبير في زيادة معدلات الحوادث المرورية في المجتمع السعودي ومنها:
1. التغير الثقافي الذي حدث في المجتمع السعودي، بسبب الانفتاح الكبير على العالم وانتشار ثقافة السرعة الجنونية والرغبة في التهور في القيادة وخصوصاً بين الشباب، الراغب في تجربة كافة القدرات والامكانيات التي تمتلكها السيارة، وهذا الأمر من العوامل الرئيسية التي ساهمت في وجود تلك الظاهرة بهذا الشكل في المجتمع السعودي.
2. التقدم التكنولوجي الكبير يمثل أحد النقاط الهامة في هذا المعدل المرتفع في الحوادث المرورية، حيث تشير كافة الدراسات التي أجريت على أسباب الحوادث المرورية في السعودية فكانت النتيجة أن استعمال الهاتف أثناء القيادة يأتي في مقدمة الأسباب التي تؤدى إلى الحوادث المرورية.
3. نقص التوعية بين الأفراد في المجتمع وخصوصاً بين فئة الشباب بقواعد المرور السليمة وأهمية القيادة الأمنة.
4. ارتفاع الدخل بين الأفراد في المجتمع يعتبر عامل رئيسي في الزيادة الكبيرة في عدد السيارات في الشوارع السعودية وبمعدل سنوي مرتفع للغاية.
نتائج وأضرار الحوادث المرورية:
يوجد العديد من النتائج والأضرار للحوادث المرورية خاصة فيما يتعلق بخسائر كبيرة في الأرواح بالإضافة إلى الإصابات الخطيرة في الكثير من الأحيان أضرار اقتصادية على الأفراد وعلى الدولة تضرر البينة التحتية في الدولة بشكل كبير ينتج عن الحوادث المرورية الكثير من الصدمات والاضطرابات النفسية للأفراد. ويمكن تلخيص أضرار ونتائج الحوادث المرورية في التالي:
1- عشرات الألاف من الموتى والمصابين سنويًا.
2- تكاليف صحية باهظة لعلاج مصابي الحوادث المرورية.
3- زيادة نسبة العاجزين وغير القادرين على العمل في المجتمع.
4- التكاليف المرتفعة لإصلاح الطرق جراء الحوادث المرورية.
5- تأخير عملية التنمية في المجتمعات لقلة عدد الأفراد المنتجين.
6- حدوث العديد من الأزمات المرورية الطاحنة بسبب الحوادث المرورية في الطرقات التي تؤدي للتكدس.
7- الشعور بالخوف والقلق وربما الاكتئاب عند القيادة بسبب ارتفاع أعداد الحوادث المرورية.
دور الدولة لمواجهة لظاهرة الحوادث المرورية:
ولقد سعت الحكومة السعودية بكل قوة وجدية وصرامة للحد من الحوادث المرورية في الشارع السعودي ولقد اتخذت العديد من الإجراءات ووضعت القوانين والتشريعات القانونية المرورية، وهناك صرامة كبيرة في تنفيذ هذه القوانين والتشريعات من قبل الجهات المختصة بالمرور وأيضا الجهات القضائية في الدولة.
ومن الجهود التي قامت بها الحكومة السعودية، أنها قامت بتطوير البنية التحتية للدولة من طرق وكباري وإشارات مرور متطورة، ووضع علامات الطرق بصورة علمية صحيحة وفي الأماكن المناسبة لتحقيق أكبر أستفاده للسائق، وتوفير دوريات مرورية مكثفة على كافة الطرق، وتوفير وحدات طبية للإسعاف في مختلف طرق الدولة، وتحديد السرعة الزائدة للحد من تهور السائقين على الطرق السريعة، وأيضا قامت بإنشاء أجهزة عديدة في الدولة متابعة الحالة المرورية ومتابعة تطبيق القانون، كما قامت الدولة بإجراء حملات التوعية المرورية للسائقين وأيضا للطلاب في المدارس والجامعات لتوعيتهم بمخاطرة الحوادث المرورية وبقواعد القيادة الأمنة والصحيحة.
الحلول المقترحة للحد من حوادث السير:
هناك العديد من الأمور التي يجب على المجتمع الاعتماد عليها للحد من ظاهرة الحوادث المرورية والأضرار الكبيرة التي تسببها:
1. الرقابة جيداً على كافة الطرق في الدولة.
2. زيادة شدة القوانين التي تتعلق بالحوادث المرورية.
3. تشديد الاجراءات التي تتعلق بإعطاء الرخصة لضمان كفاءة الشخص الراغب في الحصول على رخصة للقيادة.
4. القيام بعدد من الحملات القومية التي يشارك بها كافة طوائف المجتمع للتوعية بمخاطر الحوادث المرورية على سلامة الأفراد والأسر والآثار السلبية التي تنتج عن تلك الحوادث والتوعية بطرق القيادة السليمة وكيفية القيادة الأمنة.
5. التوسع في إنشاء المراكز التي تعلم الأفراد القيادة وتعيد تقييم السائقين لتحسين مهاراتهم في التعامل مع المشكلات التي يمكن ان يتعرضوا لها على الطريق.
6. نشر التوعية بين الطلاب في المدارس والجامعات على مخاطر التهور والسرعة في القيادة وقواعد القيادة السليمة التي يجب اتباعها وكيفية القيادة الأمنة.
7. أقامه الفاعليات والمؤتمرات التي تتعلق بالتوعية بالسلامة المرورية وكيفية القيادة الأمنة، والحرص على الدعاية الجيدة لتلك المؤتمرات.
8. القيام بمختلف المحاولات التي يمكن من خلالها ضبط المجتمع من الناحية الثقافية والاجتماعية، عن طريق حملات توعية للأسر والشباب.
9. التعاون المشترك مع الدول المتقدمة في المواصلات للحصول على الخبرات من تلك الدول في كيفية التعامل مع الحوادث المرورية.
الخاتمة:
يعتبر زيادة نسب الحوادث المرورية دليل على نقص الوعى بصورة كبيرة في المجتمع، وعلى وجود تقصير من الدولة في السيطرة على رغبات الأفراد الجامحة في السرعة والتهور في القيادة، بالتالي يجب على المجتمع السعودي تحسين تلك الصورة السلبية، وذلك من خلال دراسة كافة الأسباب الواقعية التي تؤدى إلى حدوث هذه الأعداد الكبيرة من الحوادث المرورية في المجتمع، والتعرف على رأي كافة الطراف من المتخصصين والسائقين والشباب وكافة الفئات في المجتمع حتى يمكن التعرف على الأسباب الحقيقية التي تؤدى إلى تلك الظاهرة السلبية، وكذلك يجب على المجتمع دراسة الحلول التي تساعد في الحل العملي لتلك الظاهرة السلبية.
كما يجب ذكر الدور الكبير الذي تقوم به الحكومة السعودية، ويظهر ذلك من خلال القوانين والتشريعات والصرامة الكبيرة التي تقوم بها في تنفيذ تلك القوانين على كافة الأفراد في المجتمع بلا استثناء، كما أنها تقوم بتطوير كبير ومستمر للبنية التحتية في الدولة كلها. في النهاية أعتقد أن قدرة الدولة على التعامل مع المشكلات والظواهر السلبية التي تظهر في المجتمع يساعدها بشكل كبير في تحقيق التنمية التي ترغب بها، وهذا الأمر بالتحديد يفرق بين قدرة الدول على التطور والتقدم.
المراجع:
1. جمال لطفي، مواطنون: السرعة والانشغال بالهاتف وقطع الإشارات من أهم أسباب الحوادث المميتة، مقال في جريدة الشرق السعودية، 2015.
2. محمد عزام، دراسة في جامعة السعودية: توقعات ببلوغ الحوادث المرورية 220 ألفاً في 2015، مقال في جريدة العرب السعودية، 2012.
3. هناء صالح الترك، وفيات الحوادث في السعودية الأعلى عالمياً، مقال في جريدة الراية السعودية، 2012.