📁 قد يعجبك

بحث عن ضغوط العمل مع المراجع

بحث عن ضغوط العمل مع المراجع

إن البشر كيان يحمل المشاعر و الإحساس و الرغبة في التقدير وكذلك الملل والتعرض لضغوط وعثرات يمكن أن تعكس على أدائهم ، ولذلك فإن العمل الذي يؤديه الفرد ليس أداء روتيني أو نمطي بل هو في النهاية وظيفة مرهونة بالوقت وتشمل العديد من التأثيرات والتي يمكن أن تؤدي إلى تغييرات ، لذلك فإن الكثير من المحاولات التي تأتي من قبل منظمات العمل لتحسين بيئة العمل وتلافي العديد من الضغوط التي يمر به العاملين ينبغي ألا تخلو من التعرف على تلك الأسباب التي تؤدي إلى ضغوط العمل سواء كانت تلك الأسباب ناتجة عن بيئة العمل أو حتى ناتجة عن الظروف النفسية للشخص ذاته. لذلك يمكن القول إن علاج مشكلات العمل ومصادر الضغوط فيه ينبغي أن تكون من خلال الاهتمام بالحافز الإنساني سواء ما يمكن ان يتصل منه بالبيئة المحيطة به في العمل أو حتى مساعدته على تخطي مشكلات النفسية سواء كانت ناتجة عن العمل أو ظروف الموظف نفسه. لذلك يأتي هذا البحث كمحاولة لتوضيح أسباب ومصادر الضغوط في العمل بشقيها النفسي والبيئي مع إلقاء الضوء على ضغوط العمل في المؤسسات الحكومية.


تعريف ضغوط العمل:

اجتهد العلماء بتعريف ضغوط العمل بأنها تلك المصادر التي توجد في مجال العمل ويتسبب وجودها في فرض حمل زائد على العاملين، وكذلك يترتب عليها حدوث درجة من التوتر والضيق التي يسعى الفرد إلى تجنبها أو التقليل من حدتها، ولذلك فإن تلك الضغوط تعرف إجرائياً بأنها ما يتم قياسه عبر مقياس مصادر ضغوط العمل، حيث تتعلق تلك الضغوط بالمصادر البيئية واج النفسية للموظف والتي تنتهي بنتيجة سلبية تنعكس عموماً على العمل بشكل عام).


أسباب ضغوط العمل النفسية (السيكولوجية):

إن بيئة العمل التي يلازمها الموظف بتواجده الدائم فيها تمثل مقر للعديد من النتائج والمشكلات ذات الأثر النفسي التي ترتبط بشكل وثيق الصلة بمجموعة الآثار السلوكية التي تتمثل فيما يلي:

1- المشكلات العائلية:

وهي كل ما يتصل بحياة الإنسان حيث أنه أمر وثيق الصلة ولذلك فإن الترابط والتأثير بينهما أمر لا يمكن إغفاله وهو وثيق الصلة بالفرد في المنزل أو في العمل وخاصة أن ما يطرأ من مشكلات على الفرد يشكل تأثير قوي على عمله، ولا شك أن مختلف الضغوط التي يحدثها العمل يمكن أن تنعكس هي أيضاً على العلاقات العائلية خاصة أن ضغوط العمل تلك من شدة ضغطها على الفرد يمكن أن يفرغ طاقة غضبه منها على أفراد عائلته حتى دون وعي.

2- اضطرابات النوم:

إن ما يمكن أن يتعرض له الفرد من خلال الآثار النفسية عبر مختلف ما يتعرض له في بيئته أو في حياته الشخصية من خلال ضغوط العمل والآثار النفسية لتلك الضغوط يمكن أن يظهر في صورة الاضطرابات التي تحدث في النوم وعدم توافر قدرة على النوم بانتظام وبشكل كافي ولذلك فإن هذه المشكلة تنعكس بدورها على مزاج الفرد وعلى أداءه في العمل وانخفاض إنتاجيته.

3- إصابة الفرد بالاكتئاب:

إن ما يمكن أن يتعرض له الفرد من ضغوط مختلفة قد تتسبب في حدوث اكتئاب له وعدم قدرته على الاستمتاع بالحياة مع الناس والمحيطين به، وهو ما يمكن أن يقوده إلى مراحل متقدمة من الاكتئاب تؤثر على حياتها العامة والخاصة والعملية.


أسباب ضغوط العمل البيئية:

قد تكون أسباب ضغوط العمل تلك الآثار البيئية الشاملة ما يلي:

1- المصادر الفيزيقية:

حيث يمكن أن تشمل تلك العوامل الكثير من الخلل في الإضاءة، ودرجة الحرارة، والضوضاء، وتلوث الهواء، وانتشار مختلف المواد الكيميائية السامة والمواد الإشعاعية.

2- جماعات العمل المختلفة:

إن العلاقات داخل مجال العمل يمكن أن تتضمن خلل أو ضعف في العلاقات ما بين زملاء العمل وهو ما يظهر في صورة العلاقات ما بين زملاء العمل والمديرين وهو ما يكون من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ضعف العلاقة مع زمـلاء العمـل، والمرؤوسين والمديرين، والافتقار إلى تماسك الجماعة، والصــراع الذي يحدث بيـــن أفراد الجماعة وما يرافقه من نقص في الدعم الاجتماعي من الجماعة وما تقدمه من مؤازرة للعاملين.

3- الضغوط البيئية المتعلقة بالفرد:

إن تلك العوامل يمكن أن تكون شاملة مختلف عوامل الصراع على الأدوار، الغموض في المسئوليات، الأعباء الزائدة سواء المادية أو الأسرية، قلة الرقابة، انعدام المسئولية، عدم وجود استقرار وظيفي، وقلة فرص الترقيات أو تنمية الذات والمهارات.

 4- الضغوط التنظيمية:

إن تلك الضغوط التنظيمية التي تمثل شمولية الضعف في تصميم الهيكل التنظيمي للعمل وعدم وجود هيكل تنظيمي عام له وكذلك ما يشمل الافتقار للسياسة الواضحة والمحددة في العمل واتخاذ القرار يأتي في إطار اعتبار تلك الضغوط أبرز ما يتعرض له الفرد من ضغوط في العمل من خلال مجموعة من الضغوط التي تنعكس على سلوك الفرد.


ضغوط العمل في المؤسسات الحكومية في الدول العربية:

إن العمل داخل الدول العربية وما يترتب عليه من ضغوط خاصة العمل داخل المؤسسات الحكومية يمكن أن يكون مؤثر مباشر على انتاجية الموظف داخل بيئة العمل والمؤسسات الحكومية ولذلك تأتي عملية انخفاض الانتاجية في المؤسسات الحكومية كنتيجة لمعاناة الموظفين وعدم شعورهم بالرضا أحياناً كنتاج لضعف البيئة العامة للعمل ومواردها أو تراكم المشكلات التي تواجههم أو حتى بفعل التقصير من جانبهم هم.

لا شك أن بيئة العمل العربية تمثل بيئة عمل طبيعية معرضة للإصابة بمختلف العوارض الخاصة بضغوط العمل مثل الأمراض الجسمية والنفسية وتوتر علاقات العمل وخلافه، كما أنه يمكن أن تكون تلك المشكلات التي يتم التركيز عليها خاصة في العمل داخل المؤسسات الحكومية هو عدم الانضباط أو عدم الرضا الوظيفي وقلة وجود الحوافز والتقييم للأداء وهو ما ينعكس بشكل كبير على العاملين.

لذلك ينبغي أن يتم الحفاظ على نظم العمل خاصة داخل المؤسسات الحكومية العربية عبر توجيه جهد لدراسة تلك المشكلات التي تواجه العاملين داخل المؤسسات الحكومية ويشمل ذلك عقاب المخطئ وإثابة المتميز وهو ما يمكن أن يضمن بيئة عمل أفضل وأكثر جودة في العمل بشكل عام.


الخلاصة:

من خلال ما سبق عرضه في البحث حول مشكلات وأسباب ومصادر الضغوط في العمل يمكن أن نقول إن تلك الضغوط على اختلاف أنواعها وما تسببه من تدهور في العمل يمكن معالجتها بسهولة لأن التهاون في معالجتها وتجنبها سوف ينعكس سلباً على الانتاجية وبشكل خطير على نفسية الموظفين وهو ما يهدم أية نيّة لتحقيق أهداف المنظمة.


المراجع:

1) الخثيـلة، هند ماجد (1997م) ، مصادر ضغوط العمل كما يدركها العاملون في التعليم الجامعي ، مجلة جامعة الملك سعود، م9، العلوم التربوية والإسلامية (1) .
2) العديلي، ناصر محمد (1995م) ، السلوك الإنساني والتنظيمي ، الإدارة العامة للبحوث، الرياض .
3) مصطفى، بيان (2014)، ضغوط العمل أكثر التحديات التي تواجه موظفي المؤسسات، بوابة الشرق الالكترونية، أكتوبر.
4) المير، عبد الرحيم بن علي (1995م)، العلاقة بين ضغوط العمل وبين الولاء التنظيمي والأداء والرضا الوظيفي والصفات الشخصية: دراسة مقارنة، الإدارة العامة، مجلد 35، العدد الثاني.


تعريف وأسباب ضغوط العمل