يعتبر الموضوع الذي سوف نتطرق إليه من الموضوعات الهامة التي تواجهنا كل يوم وهو انتشار العنف التليفزيوني الذي يطل علينا كل يوم من خلال الشاشة الصغيرة فنجد ان العنف التليفزيوني بدأ ينتشر بشكل كبير وأصبح يظهر بجميع الأشكال سواء كان عنف لفظي متمثل في السب والقذف والشتائم او من خلال العنف الجسدي المتمثل في الضرب والركل وبالتالي نجد أن العنف الذي يبث لنا عبر التليفزيون يوثر على جميع الفئات سواء كانوا أطفال أو شباب أو تأثيره على المرأة والمجتمع ولذا فقد لقي هذا الموضوع أهمية كبيرة على صعيد واسع سواء على المستوي المحلي أو العالمي.
انواع العنف المعروض التلفزيوني:
تتمثل انواع العنف المعروض في المسلسلات في الأكشن الذي يعرض باستمرار وذلك من خلال الضرب والعنف الممارس بشكل كبير في المسلسلات أو من خلال السب والسب والقذف والشتائم والقتل والتعذيب الذي يظهر بشكل متكرر ومستمر من خلال المسلسلات التي يقوم التليفزيون ببثها على مدار اليوم.
أثر مشاهد العنف على الأطفال:
تقوم المسلسلات التي تعرض للأطفال او للكبار على احتوائها على نسب كبيرة من العنف حيث يقوم التلفاز بعرض المسلسلات التي تعرض على المجتمع بشكل يومي عبر شاشاته والتي تقوم على حث الأطفال تقوم باتباع السلوكيات العنيفة التي تعرضها بشكل متكرر عبر مسلسلاته والتي تدعو إلي العنف باستمرار وذلك من خلال إظهار دور البطولة للشخص الذي يمارس العنف بشكل متكرر مما يؤدي إلي اختلال في فكر الطفل فتختلط عليه الأمور ذلك يجعل المجتمع يقتدون بما يقدمه التليفزيون من مواد تدعو للعنف والقيام بفعل السلوكيات العنيفة وتجعله يمارس السلوكيات المنحرفة العدوانية ولذا فان كل ذلك يؤدي إلي ضياع المبادئ والأخلاق ويؤدي إلي اختلال مفاهيم الأخلاق والسلوكيات لدي الطفل وانعدام مفهوم الخطأ لديهم وبالتالي تقوم المسلسلات إلي جعل الطفل عدواني بشكل كبير وتجعله يقوم بإتباع ذلك السلوك في كبره.
أثر مشاهد العنف على الشباب:
تؤثر المسلسلات بشكل كبير على الشباب حيث أنها تقوم على التأثير عليه بشكل سلبي من خلال ما تقوم بعرضه من مواد متضمنه عنف وسلوكيات سلبية وفي تلك المرحلة يكون الشباب في مرحلة زهو ومرحلة يريدون فيها إثبات ذاتهم وإظهار أنفسهم فتجد ان المسلسلات تقوم على زيادة حالات العنف داخل المجتمع بكم الأعمال التي تدعو إلي العنف مثل المسلسلات الاكشن والمسلسلات التي بوجد بها إثارة ورعب فيظن الشباب أن ممارسة العنف والضرب والقتل والشتم من مظاهر الرجولة وإثبات الذات في المجتمع وأن ذلك سوف يؤدي إلي إظهار انفسهم أمام أصدقائهم.
أثر مشاهد العنف على المرأة:
نجد أن العنف يؤثر بشكل كبير على المرأة حيث ان العنف الذي يظهر في المسلسلات يؤثر على المرأة بالسلب حيث انه قد يؤدي إلي التأثير على نفسيتها بشكل سلبي كما انها من الممكن أن يتولد لديها شعور بأن ما يعرض في المسلسلات من الأمور المسلم بها والتي من الممكن ان تجعلها ترتعب من فكرة الزواج وتكوين اسرة ومنزل بسبب العنف الأسري الذي تظهره المسلسلات التي تعرض.
أثر مشاهد العنف على المجتمع ككل:
نجد أن العنف في المسلسلات يؤثر على المجتمع بشكل كبير حيث أنه يؤدي إلي زيادة العنف داخل المجتمع على جميع المستويات ويزيد من انتشار الجريمة داخل المجتمع حيث تزداد نسبة الجريمة لدي الأطفال والشباب والرجال كما ان المسلسلات التي تقوم على عرض مشاهد عنيفة تؤدي إلي تكوين شخصيات سيكوباتية لديها خلل نفسي وعقلي وسلوكي وأخلاقي في المجتمع وبالتالي زيادة نسبة الانحراف كما أنها تؤثر على الأسرة وعلي التحصيل الدراسي لدي الطلبة.
الخاتمة:
ومن خلال ما سبق نري أن العنف الذي يظهر في المسلسلات تؤثر بشكل كبير على المجتمع وبالتالي يجب على الدولة أن تقوم على اخضاع جميع المسلسلات التي تعرض على شاشات التليفزيون على الرقابة كما ان الدولة يجب ألا تقوم على استيراد المسلسلات من الخارج حيث انها تحتوي على أكبر نسبة من المشاهد العنيفة مقارنة بالمسلسلات المحلية كما أنها يجب أن تقوم على فرض عقوبات على من يقوم بإنتاج او عرض أو تمثيل مشاهد في المسلسلات تحتوي على أي شكل من أشكال العنف سواء كان سب أو قذف او ضرب أو قتل.
المراجع:
1- حميدة، راضية " المسلسلات المدبلجة وتأثيرها على القيم والسـلوكيات لـدى الجمهـور الجزائري ". رسالة ماجستير غير منشورة (جامعة الجزائر، كلية الإعـلام والاتصـال، 2006.
2- مزاهرة، منال " أثر المسلسلات التركية التي تعرض على القنوات الفضائية العربية على المجتمع الأردني " الأردن: جامعة البتراء، كلية الآداب والعلوم، 2011.
3- مصطفى، رانيا احمد، "تأثير الدراما العربية والأجنبية المقدمة في القنوات الفضـائية العربية على قيم واتجاهات الشباب العربي"، رسالة ماجستير، القاهرة: كلية الإعلام، جامعـة القاهرة،2006.
4- النجار، دينا عبد الله " القيم التي تقدمها المسلسلات المدبلجة المعروضـة فـي القنـوات الفضائية العربية ومدى إدراك المراهقين لها ". رسالة ماجستير غير منشـورة (القـاهرة): جامعة القاهرة، كلية الإعلام، 2008.