قد يعجبك

بحث عن أسباب مشكلة الطلاق وحلولها

بحث عن مشكلة الطلاق

إن الطلاق كلمة باتت تتكرر بشكل كبير في المجتمع مؤخرًا فأصبحنا نسمع اليوم العديد من حالاته فأصبح أقرب إلى الظاهرة حيث ان تعنت بعض الأزواج و الزوجات أصبح هو السبب الرئيسي وراء حدوث كثير من حالات الطلاق، فهم لا يدركون قيمة نعمة الزواج التي أنعم الله بها عليهم فلا يحققون بينهم معاني المودة و الرحمة والحب والتآلف وبسبب عدم فهم كلا من الزوج و الزوجة لحقوقهما يقع الطلاق على الرغم من لحظات الحب التي عاشاها معا كما ان عدم التوافق النفسي في العلاقة الخاصة بين الزوجين يجعلها علاقة غير متزنة وغير متوازنة بل وتؤدي في كثير من الأحيان إلى إحباط أحدهما أو كليهما.


تعريف الطلاق:

يعرف الطلاق بانه هو إنهاء عقد بين شريكين دون إهانة أو إذلال و دون تعد على حقوق أحد الشريكين فإنهاء عقد الطلاق أصبح أولى اذا لم يتمكن الزوجين من استكمال الحياة الزوجية و قد ضيق الله سبحانه وتعالي أباح الطلاق وذلك عن طريق ترك فترة معينة من اجل التفكير والتروي في الأمر قبل الأقدام علية.


أسباب مشكلة الطلاق:

1- غياب الالتزامات التربوية والالتزامات المادية تجاه الأولاد وبصفة خاصة من جانب الآباء.

2- عدم توفير الحياة المعيشية المناسبة للزوجة والأولاد.

3- يعتبر عدم الإنجاب سبباً قوياً للطلاق فكثير من الأزواج يتفقوا على الإنجاب قبل الزواج

وبعضهم الآخر يتفق على عدد الأولاد إلا أن بعضهم قد اخل بالاتفاق وخاصة النساء منهم

حيث أن ظروف الحياة الزوجية يكون قد اعترضتها بعض المتغيرات مثل عدم تحمل الزوج المسؤولية.

4- من اهم الأسباب التي تؤدي الى ظاهرة الطلاق هي وجود الخدم وتدخلهم في تربية الأولاد حيث يحتل سلوك الخدم الترتيب الأول من المشكلات.

5- طريقة الزواج نفسها حيث تبين أن بعض الزيجات قد تتم عن طريق الأهل كالأقارب والجيران والعمل والخاطبة فقد تبين أن الموافقة تكون من أهل الطرفين ويكون زواجهما إجباريا. ونجد ان كل هذه الأسباب السابقة قد ترجع الى الرجل.

6- أما بالنسبة لأسباب الطلاق التي ترجع الى المرأة فهي عدم قناعتها بمفهوم الزواج - وعدم النظرة الشرعية للزواج وأهميته لها- ضعف الدين لديها كالصلاة و الحجاب الشرعي- سوء الخلق مثل كثرة الكلام- والغيرة الزائدة -وعدم العناية بجمال بيتها ونظافته -عدم العناية بجمالها في اللباس -والتقصير في رعاية الأطفال والعناية بهم -إغفال الإشباع العاطفي عند الزوج- قيامها بإفشاء الأسرار خارج المنزل- معصية الزوج و جحود نعمه- وجود فارق كبير في العمر والحالة المادية.-بالإضافة الى عوامل أخري عديدة.


آثار مشكلة الطلاق على الفرد والمجتمع:

اختلفت نتائج العديد من الدراسات حول أثار ظاهرة الطلاق على كل من الرجل والمرأة ولكن من الواقع أن المعاناة من الطلاق يشعر بها الاثنان. فالطلاق صدمة تؤثر بالسلب على كل من الصحة النفسية والجسدية للمطلقين، حيث تتغير مكانتهم الاجتماعية من متزوج أو متزوجة إلى مطلق أو مطلقة وهذا الأمر يعني أن الطلاق يعمل على التقليل من المكانة الاجتماعية لكل من الرجل والمرأة.


1- أثار الطلاق على الرجل:

يتأثر الرجل كثيرا بالطلاق والانفصال فالرجل لن يكون سعيداً وهو يرى حياته الأسرية تهدم إمامة فإلى جانب فقدانه لزوجته سوف يفقد أيضا سعادته وكما ان الطلاق يصيب كبد الرجل وعقله وقلبه وجيبه وهذه العبارة تصور مدى خطورة آثار ظاهرة الطلاق على الرجل وهو الذي يملك بيده وعقله وقلبه إيقاع الطلاق وهناك آثار كثيرة اجتماعية ونفسية وتربوية تقع على الرجل المطلق منها:

1- الأضرار المالية التي تقع علية بسبب الطلاق المالية كمؤخر الصداق ونفقة العدة ونفقة وحضانة الأولاد.

2- قد يصاب الرجل المطلق بنوع من الاكتئاب والعزلة والإحباط وقد يسيطر على تفكيره أوهام كثيرة وأفكار سوداوية وتهويل الأمور وتشابكها وهذا الأمر يخلق عنده الشك والريبة من كل شيء يقترب منه فتصبح أحكامه عديمة الرصانة والتماسك بالإضافة الى خوفه الشديد من الإقدام على الزواج مرة أخري خوفا من الفشل.


2- أثار الطلاق على المرأة:

الطلاق يسبب للمرأة التعاسة طيلة حياتها فنسمع أن فلانة من الناس طلقت ولديها طفل أو اثنان وهذا الأمر يعني أن عمرها لم يتجاوز الخامسة و العشرين أو اقل من الثلاثين, فتصبح في غالب الأحوال تعيسة ان بقيت بدون زواج كما ان الطلاق يؤثر على نفسية المرآه وعلى نفسية أبنائها وعلى حياتها كلها فالمرأة المطلقة تكون مدانة في كل الأحوال، في على اعتبار أنها الجنس الأضعف والكل ينظر إليها على أنها ستخطف الأزواج من زوجاتهم.


3- أثار الطلاق على الأبناء:

عندما تكون الأسرة متفككة فان هذا التفكك سينعكس أيضاً على أولادهم ويشبه علماء النفس الطفل بالإسفنج الذي يمتص أي سلوك وأي تصرف يصدر من أفراد الأسرة. فالطلاق يتسبب في عدم إشراف الأب على الأولاد إن كانوا مع الأم وفي البعد عن حنان الأم إن كانوا مع الأب، وفي هذه الحالة يكون الأطفال عرضة لوقوعهم تحت رحمة زوجة أبيهم بعد أمهم التي من المستحيل أن تكون بالنسبة لهم أماً فيصبحوا عرضة للانحراف. كما ان الطلاق يعتبر سببا مباشرا في فقد الطفل للثقة بنفسه حيث نجد أن بداخله شعور كبير بالنقص وقد يدفعه هذا الشعور للقيام ببعض التصرفات المرفوضة بالإضافة الى جعل الطفل طفلا عدوانيا يحقد ويغير من الأخرين.


الطلاق في الإسلام:

ان أبغض الحلال عند الله الطلاق لذلك لابد أن نقر أن الشريعة الإسلامية قد أباحت الطلاق ولكنها في الوقت نفسة قد وضعت لذلك الطلاق ضوابط يجب أن تراعى ومن أهمها توافر الأسباب المقنعة لدى أحد الزوجين أو عند كليهما و أن تكون الحياة الزوجية و دوامها قد باتت مستحيلة بين كلا من الطرفين أو للنفور أو سوء العشرة أو أي من الموجبات الأخرى للانفصال. وجاءت آيات الله كثيرة ودالة على هذا الأمر ومنها قول الله تعالى: ”يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن” وقولة تعالي”والمطلقات يتربصن بأنفسهن ة ثلاث قروء ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر وبعولتهن أحق بردهن في ذلك". وقولة تعالى ”فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره” وقولة ايضا سبحانه وتعالى في كتابة العزيز ”واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن”. ويستفاد من هذه الآيات أحكام كثيرة في الطلاق والرجعة والعدة. يتبين لنا منها ان الله سبحان وتعالى حث على إمساك النساء والصبر عليهم، عسى أن يكون فيه خير كثير وهذا دليل على محبة الله لرابطة الزواج وعلى تقديس الزواج وأهميته وعلى كراه الفراق، وهذه الآيات دالة على إباحة الطلاق وهو من نعمه على عباده إذ فيه دفع ضرر ومشاق كثيرة عند الاحتياج إليه. وقد أباح الإسلام مشروعية الطلاق بعد استنفاذ كل الوسائل الممكنة للرجوع عن فكرة الطلاق فبعد تفادي جميع الآداب والأحكام التي أباحها الإسلام يكون الحل الوحيد في هذا الأمر هو الطلاق خوفا من اللجوء إلى الوسائل غير المشروعة.


حلول مشكلة الطلاق:

ان كثير من حالات الطلاق كان يمكن تفاديها لو أن الزوجين صبروا قليلا و قررا إيجاد حل عملي لما يوجههما من مشكلات و هناك طرق عديدة لحل خلافات الطلاق قبل وقوعها. في الكثير من الحالات يكون الارتباط ويتم بين كل من الفتى والفتاة بدون النظر إلى أسس عديدة منها الأسس المادية و الخلقية و الاجتماعية فبمجرد إعجاب الطرفين يتم الارتباط و يتم الزواج ولكن هذه الزيجة تصطدم بالواقع المادي الذي تحتاج إليه الحياة الزوجية فيجب هنا على الزوج أو الزوجة ان يتأنى جيدا قبل اختياره لزوجته أو زوجها كما يجب على كل من الطرفين سواء الرجل أو المرأة أن يتحلى بالصبر عند مواجهة مشكلة ما فكل مشكلة ولها حل غير الطلاق كما يجب عليهم ام ينظروا بعين الاعتبار الى الأدهم قبل الإقدام على هذه الخطوة فكثيرا منهم يأخذ هذه الخطوة ثم يصاب بالندم الشديد لذلك عليهم ان يتأنوا جيدا فعلى الرغم من ان الله قد أباح لنا الطلاق ألا ان ذلك لا يعني التساهل في الطلاق كما يجب على الزوج والزوج ان يقومان بما يشعل مشاعر الحب بينهما والا تغير الزوجة على زوجها غيره تجعله يختنق منها والعكس صحيح بالنسبة للزوج.


الخاتمة:

في النهاية استطيع القول ان الزواج رابطة مقدسة امرنا الله بها ورسوله الكريم فمن استطاع منكم الباء فليتزوج فيجب أن يبتعد الأزواج عن المكابرة و عن مفهوم النصر و الهزيمة في حياتهم الأسرية ويجب أن يتحلوا بالصبر و التفهم للتصرفات و مسبباتها و التجاوز عن الأخطاء التي تنتج عن مسببات وقتيه وفي جميع الأحوال لا يوجد في الحياة الزوجية منتصر و مهزوم ففي حالة وقوع الطلاق يصبح كلا من الطرفين خاسران وكلاهما منهزم و كلاهما يعاني بالإضافة الى معاناه الأطفال التي لا ذنب لهم في النهاية فهم خلقوا من اجل ان يعيشوا سعداء مع والديهم لا من اجل ان يعيشوا تعساء كل منهم في مكان بعيد عن الأخر و عليه فالصبر و التصبر و الروية و المناقشة و التفاهم و التجاوز صفات يجب أن يتحلى بها الزوجان، فنتائج الطلاق النفسية و الاجتماعية سيئة يجب أن نتلافاها قبل الإقدام على هذه الخطورة ومراعاة ما يترتب عليها من أثار سلبية ضارة بكل الأطراف.


المراجع:

1. فهد ثاقب الثاقب– المرأة والطلاق في المجتمع الكويتي- الأبعاد النفسية والاجتماعية والاقتصادية – لجنة التأليف والتعريف والنشر- الطبعة الأولى – الكويت – 1999م.
2. كمال نور الله – إدارة الموارد البشرية – دار طلاس للدراسات والترجمة – الطبعة الأولى – 1992م
3. مدني عبد القادر علاقي – الإدارة ( دراسة تحليلية للوظائف والقرارات الإدارية) – تهامة للنشر – جدة السعودية- الطبعة الأولى – 1981م.
4. المكتب العلمي – للبحوث – الخلافات الزوجية في نظر الإسلام - بيروت – 1984 م.


بحث عن أسباب مشكلة الطلاق وحلولها

تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -