قد يعجبك

ما هو تأثير التكنولوجيا على الأسرة والمجتمع؟

تأثير التكنولوجيا على الأسرة 

نتيجة اختلاف العصور والأزمنة والتطور السريع الذي يشهده الإنسان في العيد من المجالات، وشهد عصرنا الحالي طفرة علمية وتكنولوجية كبيرة وهائلة وسريعة للغاية في مختلف المجالات وخصوصا في مجال الإتصالات. تدور العديد من التساؤلات حول أثر التكنولوجيا والتطور التقني على الأسرة، فلقد نتجت عنها العديد من السلوكيات التي وضعت ضمن إطار السلبية والإيجابية، دفعتنا للبحث العميق وبالتفصيل للوصول إلى حقيقة الإيجابيات والسلبيات التي تتعرض لها الأسرة من التكنولوجيا الحديثة ومدي النفع والضرر العائد على الأسرة من ذلك، ومدي قدرة الأسرة على التماسك الصمود أمام الموجة التكنولوجية الهائلة والشرسة الموجودة في الزمن الحالي الذي نعيشه، وبطبيعة الحال تختلف تأثير التكنولوجيا سواء بالايجاب أو بالسلب حسب طبيعة المجتمع والدولة ومدي التقدم العلمي والتكنولوجي الموجود بها. وسوف نوضح نبذة مختصرة عن حجم التطور التكنولوجي الذي وصل اليه العالم ومدي التأثيرات السلبية والإيجابية التي تتعرض لها الأسرة نتيجة هذا التقدم في التكنولوجيا. 


تطور التكنولوجيا على مستوي العالم:

لقد تطور العلم والتكنولوجيا على مستوي العالم بصورة هائلة للغاية، في مختلف المجالات بلا استثناء، فنجد أن في مجال الإتصالات أصبح العالم قرية صغيرة للغاية، باختراع الإنسان الأقمار الصناعية وتطور القنوات الفضائية " التليفزيون " بشكل كبير حيث أصبح أي حدث في أي مكان في العالم يبث على الهواء في نفس اللحظة، ويشاهده العالم أجمع عبر قنوات التلفاز بكل سهولة ويسر، وأصبح للبرامج التي تعرض على التلفاز تأثير كبير على الأفراد وعلى سلوكهم وطريقة معيشتهم، وأصبحت تشكل الوعي العام الأشخاص، هذا بالإضافة إلى الانتشار الواسع لصالات العرض والسينما التي تعرض العديد من الأفلام التي يكون لها تأثير كبير على الأفراد وخصوصاً الشباب، وحصلت طفرة هائلة في مجال الإتصالات بظهور شبكة المعلومات الدولية " الإنترنت " والذي أنها على أي فواصل أو حدود ليس بين الفراد فقط ولكن بين الدول وبعضها البعض، ولقد حدث تطور تكنولوجي في مختلف المجالات ولكن تأثيرها لم يكن بنفس التأثير الكبير الذي حدث في مجال الإتصالات. 


الإيجابيات التي تستفيد منها الأسرة من التكنولوجيا:

لا أحد ينكر الدور الهام الذي لعبه التطور التكنولوجي في حياتنا، حيث أنه نقل البشرية من عصر الغموض إلى عصر المعرفة، وسنتحدث تحديداً على التطور التكنولوجي في مجال الإتصالات ولما له من تأثير كبير على الأسرة، فلقد سهلت وسائل الأتصال الحديثة من التواصل بين الأهل بدرجة كبيرة، فنجد إذا كان الزوج أو أحد الابناء متواجد خارج حدود الدولة فلا توجد هناك أي مشكلة في التواصل المباشر معه بالصوت والصورة دون مجهود أو دفع مبالغ مالية كبيرة، سواء عن طريق التليفون أو من خلال الإنترنت، فقديما كانت الأسر تعاني كثيرا في التواصل بينها إذا كان أحد أفراد الأسرة مسافراً، وبالتالي فإن التقدم التكنولوجي أفاد الأسرة إفادة عظيمة للغاية في التواصل، وبالتالي يستطيع أفراد الأسرة الاطمئنان على بعضهم البعض في أي وقت يشاؤن سواء داخل الدولة الواحدة أو في أي دولة أخري في العالم أجمع. 

يوفر الإنترنت كافة المعلومات التي يرغب الإنسان في الحصول عليها ويتيح الفرصة للتعارف والتواصل مع أشخاص آخرين من ثقافات متعددة ومختلفة وهذا يفيد أفراد الأسرة في أنه يوسع مداركهم ويوفر لهم الفرصة لتعلم ومعرفة أشياء جديدة في الحياة، كما انه يمكن أستخدامه كوسيلة ترفيه يتم تحفيز الأبناء من خلاله. 


السلبيات التي تتعرض لها الأسرة من التكنولوجيا:

هناك الكثير من السلبيات التي تعرضت لها الأسرة من استخدام التكنولوجيا ونتج عنها مشاكل كبيرة ونذكر منها، وجود حالة من العزلة بين أفراد الأسرة الواحدة والمتواجدين في نفس البيت فنجد الأبناء كل مشغول طوال الوقت بالإنترنت سواء بالتليفون أو على جهاز الكمبيوتر وكذلك اصبح الأب والأم، فنجد غالبية الأمهات تقضي معظم وقتها أمام التلفاز أو على التليفون والأنترنت، كذلك الأب متواجد أغلب الوقت خارج البيت في العمل وعندما يكون بالبيت يكون مشغولا بالتلفاز أو بالهاتف المحمول يستخدم الإنترنت، وأصبح كل منهم في وادي منعزل عن الأخر، لا يعلمون شيئاً عن بعض، الأب والأم لايعلمون شيئاً عن سلوك وأفعال وأفكار الأبناء، والأبناء يفتقدون حنان ورعاية الآباء، وبالتالي تكون النتائج مدمرة للأسرة. وتتكون هشاشة كبيرة في العلاقة الإجتماعية بين أفراد العائلة الكبيرة فيصبح التواصل بينهم عن طريق الهاتف او من خلال الإنترنت فقط ولا يتقابلون إلا نادراً وفي حالات محدودة وقليلة. 

أظهرت العديد من الدراسات أن هناك العيد من الأفراد أصبحوا مدمنين على الإنترنت وخصوصاً بين الشباب مما يزيد من العزلة الإجتماعية لديهم، والفشل في إقامة علاقات إجتماعية طبيعية مع الآخرين، أصبح في البداية أن الحصول على أحد الأجهزة التكنولوجية مظهر من مظاهر التحضر والحداثة، ثم انتقل الأمر لمرحلة إقتناء أحد الأجزة التكنولوجية الحديثة للظهور بها من أجل التباهي والتفاخر، بل وصل هذا التملك إلى درجة الهوس إذ أصبح مثلا من الضروريات والأولويات لكل فرد الحصول على أحدث الموبايلات في السوق بأي طريقة ممكنة، ولذلك تواجه الأسرة ظروف صعبة لتوفير هذه الإحتياجات لكل فرد متواجد بها مما يزيد الأعباء كثيراً على الأسرة وقد عرضنا مثال واحد فما الحال بباقي الجهزة المتواجدة والمطلوب توفيرها في الأسرة بأي طريقة وبأي ثمن ممكن. 
وهناك أضرار أكثر من ذلك بكثير تتعرض لها الأسرة نتيجة الضغط الناتج من استخدام التكنولوجيا وتكون النتيجة الطبيعية لكل هذه العوامل هي تفكك وإنهيار الأسرة. 


دور الأسرة في التعامل مع إيجابيات وسلبيات التكنولوجيا:

توجد طرق عديدة لتفادي تفكك الأسرة منها: 

1. حوار أفراد الأسرة مع بعضها، يجب على الآباء والأزواج اتباع نظام معين حيث يجب على كل أعضاء الأسرة التواجد في وقت معين في البيت والتجمع سواء لتناول وجبة معينة مع بعض ثم التحدث لفترة من الوقت بعيداُ عن كل وسائل التكنولوجيا سواء من التليفون أو التلفاز أو غيرهم من الأجهزة الحديثة والتحدث بكل صراحة عما يدور وما يقومون به يوميا وما ينون فعله في المستقبل والمهم هو عملية التواصل بينهم بإستمرار. 

2. متابعة الأب والأم لما يشاهده الأبناء من برامج أو أفلام ومسلسلات سواء على التلفاز أو من خلال الإنترنت، وأيضا متابعة من يتواصلوا معهم على الإنترنت، وتنقية الأفكار التي تصل إليهم وتوضيحها. 

3. يجب زيادة الوعي لدي جميع أفراد الأسرة أن الأجهزة التكنولوجية الحديثة هي من الكماليات وليست من الاحتياجات الأساسية والضرورية للفرد والأسرة، فتنمية هذا المفهوم ودعمه يكون في صالح الأسرة واستقرارها. 

4. كما أنه هناك دور هام للدولة يجب ان تلعبه في توعية الأفراد في المجتمع بأضرار وسلبيات ادوات التكنولوجيا، وإيجابيات التعامل الصحيح مع التكنولوجيا، وذلك للحفاظ على استقرار الأسرة في المجتمع، وتنمية مهارات الأفراد في التعامل مع أدوات التكنولوجيا الحديثة، لأنها أساس نمو وتقدم الدول. 

5. مؤسسات المجتمع المدني، خاصة المؤسسات التي تهتم بالقضايا التي تتعلق بالأسرة، يجب عليها أن تكثف جهودها وتنشر حلات التوعية داخل المجتمع بأضرار وسلبيات وإيجابيات التكنولوجيا من أجل المحافظة على ترابط الأسرة وتوعية الأبناء، لأن صلاح الأسرة وأفرادها يعتبر من صلاح المجتمع. 


الخاتمة:

في النهاية نكون قد أوضحنا التطورات التي حدثت نتيجة التطور التكنولوجي والتأثير الكبير على الأفراد والأسرة والمجتمع ككل والحجم الكبير من السلبيات والإيجابيات التي تتعرض لها الأسرة من التكنولوجيا وتطورها والدور الهام الذي يجب أن تلعبه الأسرة للحفاظ على استقرارها ودور الدولة ومنظمات المجتمع المدني في التوعية بأضرار وسلبيات وإيجابيات التكنولوجيا للحفاظ على الكيان الأسري في المجتمع. أن التطور العلمي والتكنولوجي لن يتوقف أبدا فهو في سباق مستمر وتحدي دائم نحو التطور، لذلك يجب ان تعلم المجتمعات ان استقرارها ونموها وتقدمها متوقف على وعي أفرادها بسلبيات وإيجابيات التكنولوجيا. 


ما هو تأثير التكنولوجيا على الأسرة ؟
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -