قد يعجبك

تلخيص وتحليل رواية "ملكة العنب" للكاتب نجيب الكيلاني

ملخص رواية ملكة العنب

من هو إمام؟

لقد كان يذهب إمام إلى دور العبادة في شكل يتصف بشدة الحياء والخلق الحسن وهو الشيخ محمد أحمد حسب الله، ذلك الرجل الصالح كان يؤدي الخطبة في كل صلاة جمعة مخاطباً وموجهاً أن الزكاة في القرية واجب خروجها عند جمع محصول العنب الذي أصبح من أساسيات الزراعة، فأصبح هناك جدال حول هذا الحديث، والذي تحدث عنه "عوض العوضي" وهو رجل فقير قال الحق إذا لم يحصل عليه بالشرع فسوف يتم الحصول عليه بالقوة. كان هذا الشيخ على الرغم من تخطيه عامه الثلاثين، ولكنه قد أكمل مهنة والده الذي توفي في آخر مرحلة من التعليم، ثم تخرج بعد ذلك من معهد التربية العالي.


زيارة براعم ملكة العنب:

وبعد ذلك تأتي امرأة يطلق عليها براعم ملكة العنب في زيارة للشيخ محمد لأول مرة، والتي شدت انتباهه إليها بجمالها الفتان، فقد تحدثت معه بأنه يتهم أصحاب محاصيل العنب بالشرك لعدم إخراجهم الزكاة على العنب، ولكنه لم يوافق على ذلك لأن الإسلام لم يأخذ السماح عن التحدث في الحق، ثم خلق تحدي في الحديث بين السيدة براعم والشيخ محمد عن حقه في الحديث عن الفتوى التي تعتبر أساس ما تعلمه.

ومن هنا بدأت القصة التي بينت دور المرأة في الرواية والتي قامت بدورها السيدة براعم، التي تمتاز بشأن عالي في البلد، ولكنها تعارض الشيخ محمد الذي مازال يفكر في شخصيتها الشديدة، فهي تعتبر نموذج للمرأة القوية الذكية التي كادت أن تكون زعيمة لزراع العنب، حيث يعرفها الجميع في القرية.


صراعات بين رجال القرية:

وهنا بدأ صراعات بين رجال البلدة بخصوص موضوع زكاة العنب التي تزرع في العديد من الأراضي، فقد اختلف رأي كل من "أبو المجد شاهين" الذي قال أن الصدقات تزكي النفس، بينما يعارضه الراعي "كشكل" الذي أكد أن الصدقة الكثيرة تعلم الكسل، وظل الصراع مستمر إلى أن قام "أحمد علام" رئيس المجلس المحلي بعقد اجتماع لإيجاد حل لهذه القضية.

ويبدأ دور الست براعم هنا بفكرها الصلب الذي يقوم على رأي دون النقاش فيه، فقد أكدت براعم أن القيام بسرقة المحصول لا تتأثر به، ولكنها بذلك تنشر مظاهر الطمع وتسلط الحرامية واللصوص على حقوق غيرهم. مازالت الصراعات مستمرة، ففي قدوم يوم الجمعة التالي جهز الشيخ محمد للخطبة، لكنهم جاؤا بفقيه لصلاة الجمعة، وبعدها بدأ الشيخ بإلقاء حديثه الذي يؤكد فيه أنه برئ من أي تداعيات.


قتيل في حقل براعم:

وبدأت المعركة هنا، في وجود قتيل في حقل السيدة براعم، وهو فلاح ويمتلك مزرعة عنب بعيدة عن مكان الحادثة، لكن جثة القتيل موجودة في حقل براعم، وتبدأ أحداث المقتل في التعقيد عندما بدأت الشرطة تبحث عن قاتل "مصطفي السلاموني". إن حكاية القتيل لها علامة استفهام، فكان قد قام بقتل زوجتين من قبل وورث منهم قطعة أرض، وكان يسرق العنب، فهو حرامي وقاتل، وقد أثبت تقرير الطب الشرعي أن القتيل قد قتل بسبب عدة ضربات بالفأس على رأسه، مما نتج عن حدوث كسر في الدماغ.

وبعدها تم خروج العوضي من الحبس الذي تعهد أن يكون مخبر عن اللصوص، بينما قال كشكل لأصحابه وهو في قعدة الحشيش أن الشيخ محمد هو من قام بقتل السلاموني تنفيذاً لشرع الله.

قتيل ورا قتيل:

وبدأت تتوالى الأحداث وظهر حدث جديد بمقتل شاب في عمر الثلاثين كان يعمل في العراق في نفس التاريخ الذي كانت تحارب فيه إيران، وبعدها تم إرسال جثة القتيل من مكان أخر تملئه مظاهر العنف والقهر، والذي أدي إلى تدمير الجمجمة وتشويه الجثة تماماً. فقد تم إصابة الشاب برصاصة بليغة في الصدر، وكان هذا القتيل ابن خالة الشيخ محمد حسب الله، حيث امتنع الطبيب الشرعي حينها أن يعلن تقرير الكشف على الناس، كما وضع حراس على الجثة، ورفض أن يراها أحد، ثم تم الد٤ن بشكل فوري، بحيث تصل فترة حراسة الجثة حوالي ٢٠ يوم حتى لا يتمكن أحد من معرفة الحقيقة.

ما أن توالت الأحداث حتى بدأ المتظاهرون يعنفون ضد صدام حسين رئيس العراق والنظام الديكتاتوري الذي وضعه، وغضبت القرية بأكملها، وصاحت الثورة في كل مكان حتى تصدى لها رجال الشرطة، فقد قاموا بفض التجمعات، ولم يبقي غير الشيخ محمد حسب الله واتهامه بالتظاهر وإثارة الفوضى في البلاد، كما تم القبض على بعض الأشخاص في البلدة منهم اللص "عوض العوضي" وغيره على الرغم من عدم وجود بعض الأشخاص أثناء الثورة.


شجاعة المرأة من خلال براعم:

ويبدأ هنا يظهر دور المرأة وشجاعتها في تحمل المسؤولية، فقد ذهبت السيدة براعم لمساعدة الشيخ محمد وجميع المقبوض عليهم ووكلت أفضل المستشارين للدفاع عنهم ودفع الكثير من الأموال، كما قامت بالتوجه إلى المحافظ لكي يسمح لها التحدث إلى وزير الداخلية والإفراج عن المعتقلين دون أن يذكر اسمها، حتى وإنها قد أخبرته بأنها مستعدة للدفاع عن المتهمين من أهل بلدتها، كما أنها أوضحت أن لا علاقة لها بالسياسة وإن ما تقوم به هو عمل إنساني فقط لا غير.

وبذلك تمكنت السيدة براعم أن تحل قضية الشيخ محمد عندما تواصلت مع النائبة "سعاد الدباح" التي كانت لها دور كبير في خروج المعتقلين. وبدأت السيدة براعم تجهز احتفال كبير بوجود النائبة سعاد الدباح، وحضر أهل البلدة والبلاد القريبة أيضاً، وعقب ذلك انتباتهم مشاعر الحزن عندما انتشر خبر غزو العراق للكويت، بالإضافة إلى خبر مقتل شاب قريتهم الذي مات في العراق.


حزن الشيخ محمد:

وقد حزن الشيخ محمد حزناً شديداً فقد غادر البلدة فترة بعد خروجه من السجن، ولكنه عاد مرة أخرى واجتمع بأهل القرية بعد صلاة الجمعة ليخبرهم بشجاعة الست براعم ووقوفها بجانبه وانقاذه من السجن، وبعدها قام أهل القرية بإعطاء هدية للست براعم وهي "المصحف الشريف" فأخذت المصحف وقبلته بكل فخر واعتزاز.

لقد هيأت الأوضاع عقل السيدة مسعدة أم الشيخ محمد في أن تعرض عليه فكرة الزواج من السيدة براعم، على الرغم من الفروق الكبيرة بينهم، والتي تمكن الشيخ أبو المجد على تلاشيها من بينهم لما يتميز به الشيخ محمد من مكانة عالية بين الناس. لقد باتت السيدة براعم تحافظ على مكانتها بين أهل قريتها، وتبعد فكرة الزواج من عقلها لأنه قرار صعب بالنسبة لوضعها، ولكن تروادها هذه الفكرة من حين إلى حين فقد رفضت الكثير، كما أنها ما زالت تحرص على القيام بدور رئيسي في تنظيم التجارة والزراعة.


زواج براعم من الشيخ محمد:

استمرت براعم تأتيها مشاعر القلق والفكر فهي لا تتمكن من النوم، وفي ليلة قامت تصلي الفجر، ثم ذهبت بسيارتها وتجولت في حقول العنب، وأثناء تجولها سمعت صوت قرءان رائع، فوجدت حينها الشيخ أبا المجد ألقت عليه السلام وجلست تتحدث له لما تعاني منه، فسرعان ما حثها الشيخ بالزواج، وتكلم أبا المجد مع براعم التي كانت ترغب رجل صاحب بصيره لدينه ودنياه، حكيم، وبراعم تعلم بذلك.

وبدأ الشيخ أبا المجد يوثق علاقة الزواج بين براعم والشيخ محمد، فذهب يعرض الزواج منه على السيدة براعم، وأخيراً تم عقد القران بينهم في مسجد القرية الكبيرة بوجود عمدة القرية. فسادت مشاعر الفرح في القرية بهذا الخبر الجميل، فقد مثلت السيدة براعم الشخصية النظامية والشجاعة داخل الرواية، فهي الشخصية التي تطورت بها أحداث الحكاية.


انتهاء الصراع بين بطلين الرواية:

لقد انتهت الصراعات التي دارت بين أهم شخصيتين في الرواية هما براعم ومحمد حسب الله الذي انتهت قصتهم بالزواج في آخر الرواية، وقد ظهر العمل الروائي في وقت تغيرت فيه الظروف الاجتماعية التي توالت بعدها الحوادث السياسة المشهورة وهي حادثة النعوش الطائرة التي تأتي بجثث المصريين العاملين في العراق.

لقد كان شيع الفساد داخل القرية على يد بعض رجال الأمن لحماية الفساد والتستر على الظلم، كما كان يقوم ضابط الشرطة بالحصول على رشوة من تجار المخدرات حتى لا يفضح سرهم، حيث تدور أحداث القصة لتقدم رصد سياسي يسود الشوارع المصرية، وذلك من خلال تجسيد الأشخاص الرئيسين في الرواية.


نهاية القمع في البلاد:

وقد انتشر قهر السلطة في البلاد والذي تمثل في الظلم على شخصية النائب "عبد السميع الطناحي" الذي اعتبر ذاته السلطة الأولى والأخيرة لقرية الربايعة حيث أنه يؤيد النظام القمعي وينكر ما قام به رجال الأمن من تصرفات، كما أنه في انتظار المصير الأسود لكل طاغي ظالم.

وبذلك أصبحت السياسة القمعية لا تتقبل الحرية، أو الديمقراطية والتعبير عن رأي المواطن، فقد غضب الشعب حول قضية قتل المصريين في العراق، ولم ترد مصر على ذلك على الرغم علمها بكل هذه الأحداث.

وقد مثل موقف الراعي "كشكل" مع الضابط سبب كافي لوجود الظلم والقهر في البلاد والذي وضحته الرواية " فوقع أرضاً وهو يستغيث، ثم وضع يديه على رأسه ليحمي نفسه من الضرب، بعد أن أمر المأمور بالتوقف.


نهاية الرواية:

ومن هنا تم توضيح موقف قرية الربايعة التي عاشت الظلم، ولكن انكشفت الحقيقة وفساد نظام العراق، وانتصرت الربايعة. وبعدها انتشر في الصحف عن المظاهرة السلمية الوطنية لقرية الربايعة والتي تصدت لأي عنف أو ظلم سياسي ولم تقبل به وعبرت عن رأيها بشكل شجاع، وكانت الست براعم أفضل نموذج للمرأة القوية في التصدي لأي صراعات مهما كان نوعها.


تلخيص وتحليل رواية "ملكة العنب" للكاتب نجيب الكيلاني
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -