قد يعجبك

تلخيص كتاب "السياسة الإسلامية فى عهد الخلفاء الراشدين" لعبد المتعال الصعيدي

سياسة وأنظمة حكم الخلفاء الراشدين


الفصل الأول: عهد الخليفة الأول أبي بكر الصديق 11-13 هـ

ترك موت النبي محمد صلي الله علية وسلم في نفوس الصحابة والتابعين الما شديدا فلم يكن أحد يعلم أن الموت سوف يلحق بسيدنا رسول الله فعندما مات رسول الله قام عمر يتوعد الناس في المسجد ويقول لهم أن رسول الله لم يموت ولكن عندما جاء أبو بكر قال للناس يا أيها الناس من كان يعبد محمد فان محمد قد مات ومن كان يعبد الله فان الله جحي لا يموت ولعل هذه المقولة من أشهر الأقوال التي قيلت على لسان سيدنا أبو بكر الصديق حبيب رسول الله. ومن هنا بدأ الناس يفكرون في انه يجب عليهم القيام باختيار إمام لهم من أجل مشورته في أمورهم كما علمهم سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ووفقا لتعاليم الدين الإسلامي وهذا أن دل يدل على مدي فهم الصحابة والتابعين لعظمة هذا الدين.

ومن هنا يجب أن نقول إن من أهم أسباب حسم الخلافة في هذا الوقت كانت الظروف التي تحيط بالصحابة والتابعين بعد موت رسول الله من أخطار داخلية وخارجية حيث ازدادت حركات الردة كما أن الروم كانت تحشد جيوشها حتى تنقض على الدولة الإسلامية وتقضي عليها. ومن هنا بدأ عهد الخلفاء الراشدين وقد كان لكل واحد من الخلفاء الراشدين سننه ومنهجه وهديه وسيرته وكان من أول الخلفاء الراشدين هو سيدنا أبو بكر الصديق وقد كان أبي بكر الصديق صديقاً وفياً لرسول الله صلي الله علية وسلم وأول من امن به وقد أسلم على يده الكثير من الرجال وقد قام النبي باختياره أميراً للحج واختاره الصحابة أيضا خليفة للمسلمين في السقيفة بعد وفاه الرسول وقد حقق سيدنا أبي بكر الصديق إنجازات عظيمة كان من أهمها ما يلي:

1- إرساء أصول الخطاب السياسي القرآني والنبوي: وهنا قام سيدنا أبي بكر الصديق بتأكيد المبادئ الأساسية للخطاب الإسلامي.

2- مواجهة حركة الردة الداخلية وهنا قام سيدنا أبي بكر الصديق بإعلان الجهاد على اهل الردة الذين خرجوا عن الدين الإسلامي وعن تعاليمه.

3- حركة الفتوح الخارجية وتحرير الإنسانية وهنا رأي أبي بكر الصديق انه يحب علينا أن نقوم بتحرير الأمم المجاورة من الطغيان الذي يمارس عليهم ونشر تعاليم الدين الإسلامي في بلدهم.

4- سنن أبي بكر المالية والإدارية: وهنا قام أبو بكر بسن سنن راشدة في باب السياسة الشرعية في الأموال وإدارة شئون الدولة وكان يتبع في هذا الأمر نبينا الكريم محمد صلي الله علية وسلم ومن هذه السنن التي عملت على استقرار الدولة وازدهارها هو تحديد راتب الخليفة من بيت المال ورد ما زاد عند الخليفة عن حاجته إلى بيت المال والمساواة في قسم الأموال والفصل بين السلطات ووضع الأمناء والمحاسبين على بيت المال واستثمار المال العام وتنميته.

عبقريات أبي بكر الصديق:

لقد ظهرت عبقرية أبي بكر الصديق في العديد من المواقف التاريخية ولعل من أهمها هو موقفة وقوته وثبوتة يوم وفاه النبي صلي الله علية وسلم وموقفة يود السقيفة فقد حسم الخلاف الذي حدث بشأن الخلافة في هذا اليوم حسما قاطعا وموقفة بشأن قتل اهل الردة من المرتدين عن تعاليم الدين الإسلامي ومن مواقفه العظيمة لاتي لا نستطيع أن ننساها هو كم الفتوحات والانتصارات التي أعقبت تولية الخلافة.


الفصل الثاني: عهد الخليفة الثاني الفاروق عمر بن الخطاب 13-23 هـ

لقد كان عهد عمر بن الخطاب من أزهي وأفضل فترات العهد الراشدي فقد امتدت حدود الدولة الإسلامية من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب وأصبحت الإمبراطورية الفارسية تضم الكثير من البلدان اليها ومن المعروف كما سبق أن ذكرنا أن لكل خليفة من الخلفاء الراشدين سننه لذلك كان لعمر بن الخطاب سنن وقد قامت هذه السنن على ثلاثة أصول سياسية هي:

تحديد علاقة الأمة بالأرض وتحديد رعايا الدولة ومن لهم حق المواطنة واكتساب الهوية وضرورة الالتزام بمبادئ الخطاب الإسلامي المنزل فقد كان عمر يحاول طول مدة خلافته أن يرسخ مجموعة من المبادي الإسلامية هي حق الأمة في اختيار الأمام كون الأمة هي مصدر السلطة وحق الأمة في الرقابة على الإمام وتصرفاته وحق التقاضي والقصاص والمساواة بين الناس أمام القانون وحق الأمة في الرقابة على بيت المال وحق المساواة بين الناس في العطاء وتحديد من يستحق أن يأخذ أموال من بيت المال وضرورة العمل على ضبط الميزانية العامة للدولة كما حاول أيضا سيدنا عمر أن يرسخ مبدأ مسئولية الدولة عن مواطنيها والعمل على سن الرقابة المالية والإدارية على العمال وموظفي الدولة وتطبيق القانون على الجميع والتشديد على الأقرباء وتقرير حق المساواة والاشتراك في الأموال في حالة الأزمات ووجوب سداد دين الخليفة الذي علية لبيت المال وتحرير الرقيق من بيت المال والعمل على إقرار مبدأ عدم شمولية سلطة أمراء الأقاليم على من يتظلمون منهم. ووقف الأرض المغنومة على مصالح المسلمين وجعلها مالا عاما.

وقد تجليت في عهد الفاروق عمر بن الخطاب النظم الإدارية والسياسية والاقتصادية والعمرانية لشئون الدولة ومن تلك النظم الإدارية والاقتصادية والسياسية التي ظهرت في عهد الفاروق هي:

1- تخصيص مجلس للشوري التشريعية.

2- الفصل بين السلطات.

3- وضع الجهاز والنظام الرقابي والإداري.

4- تحديد مدة الولاة والأمراء بأربع سنين.

5- وضع الدواوين والنظم الإدارية.

6- وضع الخطط والنظم العمرانية والزراعية وتنظيم شئون الأرض المفتوحة.

7- وضع نظام التامين الاجتماعي.

8- إعفاء نصاري العرب من الجزية.

9- تقرير مبدأ المعاملة بالمثل مع الدول الأخرى.

10- وضع نظام الرقابة المالية.

11- اختيار اهل الكفاية والعلم بالسياسة لوظائف الدولة.

12- تحديد انتهاء صلاحيات الخليفة.

13- وضع نظام اختيار الخليفة بعده.


الفصل الثالث: عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان 23-35 هـ

كان عثمان ابن عفان يتبع سنن سيدنا أبي بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما فخطب في الناس وقال لهم أن هناك أن لكم على بعد كتاب الله وسنة نبيه ثلاثاً وهما: اتباع من كان قبلي فيما اجتمعتم علية وسننتم والعمل بما سن أهل الخير فيما سنوه عن ملاْ والكف عنكم إلا فيما استوجبتم من العقوبة. وقد شهد المجتمع في فترة خلافة عثمان ابن عفان تحولا كبيرا تمثل في ظهور الجيل الثاني الذي لم يعرفه عصر النبوة والذي رأي الفتوح وعاش فترة الثراء والازدهار الاقتصادي وقد عمل الخليفة عثمان ابن عفان على سن مجموعة من السنن الراشدة من أجل مواجهة الفتنة الداخلية والمعارضة الجماعية التي كانت تصدر من بعض الناس ومن اهم هذه السنن التي سنها عثمان بن عفان وهي سنن من أجل مواجهة المعارضة السياسية.

فقد قام عثمان بن عفان بإرسال مجموعة من رجالة الأمصار لتقصي لحقائق ومعرفة أسباب الفتنه التي انتشرت فبي البلاد ومعرفة ما يشتكي منه الناس كما بعث إلى عمال الأمصار ليتحقق مما يقال فيهم وعنهم من أنهم يشيعوا الظلم في البلاد وقد قام عثمان بجمع كل من طلحة وعلى والزبير بن العوام واعتذر لهم عن الأموال التي أعطاها اجتهادا منه كما انه رفض التعرض لحركة المعارض هاو القيام بقمعها فقد تعامل معهم في أصول الخطاب الديني وسألهم عن أسباب اعتراضهم وقام بعقد وثيقة سياسية بينه وبينهم وكان يعاملهم أفضل معاملة. ومن هنا يمكن أن نقول أن أصول الخطاب السياسي الراشدي كانت واضحة بشكل كبير في سياسة عثمان ابن عفان لذلك قيل أن عثمان من أفضل الخلفاء الراشدين التي تولي الحكم والخلافة.


الفصل الرابع: عهد الخليفة الراشد الرابع على بن أبي طالب رضي الله عنه 35هـ-40هـ

لقد كان قتل عثمان ابن عفان فاجعة كبيرة فلم يكن هناك حاجة ابدأ لقتله فقد عثمان ابن عفان من أكثر الخلفاء الراشدين المحبوبين بين الناس حتى انهم أطلقوا علية اسم ذا النورين وبعد مقتل عثمان كان لابد من وجود من يتولى الخلافة والسلطة بعدة فجاء هنا دور على بن أبي طالب.

ولقد كانت الفتنة وأحداثها وتداعياتها هي الأجواء التي بدأ فيها ظهور الخطاب السياسي المؤول وقد قام على رضي الله عنه بسن مجموعة من السنن في باب الإمامة لعل من أهمها:

1- التأكيد على حق الأمة في اختيار السلطة ومراقبتها.

2- المحافظة على وحدة الأمة والدولة وإقرار حقوق المعارضة.

3- أحكامه في قتال الفتنة ومشروعية الصلح والتحكيم.

4- إقرار التعددية السياسية وتحكيم الأمة عند النزاع.

5- أحكامه في مواجهة حركة المعارضة الفكرية وإقراره لحقوقهم.

6- حكمة فيمن اعتدي علية وتركه الأمر شوري.


الفصل الخامس: عهد الخليفة الراشد الخامس الحسن بن على 40-41هـ

قام اهل العراق بمبايعة الحسن بن على بعد موت أبيه ولكنه أراد أن يتنازل لمعاوية عن الخلافة وتكملة مسيرة أبيه فتتابع اهل على بيعه معاوية طاعة منهم للحسن بن على سيد شباب اهل الجنة. وقد كانت سيادة الحسن في جمع كلمة الأمة بعد تفرقها وتنازله عن الخلافة مع ما فيها من الشرف جعلته يصير سيدا في الدنيا والأخرة فقد عمل الحسن بن على على حقن دماء الأمة وهذا أعظم عمل له في التاريخ.

وقد ثبتت سيادة الحسن والحسين في اجتهادهما في شان سياسي ترتبط به حياه الأمة ودينها ووجودها اشد ارتباط وهو إصلاح الأمة وشئونها الداخلية والخارجية فالأول بإصلاحها بتوحيدها والثاني بالتصدي للظلم والخلل الذي يقع فيها وليس لهما أجل من هذين العملين أشرف منهما. وكان عهد الخليفة الراشد الحسن بن على قصير إلى حد ما وخصوصا بعد مبايعته لمعاوية وتركة الحكم له لان هذه الفترة تركت أثرا جميلا وعظيما في نفوس تابعية الذين تابعوه من بعدة.


الفصل السادس: عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان 41-60هـ

بايع المسلمون كلهم معاوية بن أبي سفيان رغبه منهم في جمع الكلمة وتوحيد الأمة الإسلامية بعد كل الفتن والحروب التي دارت في الفترة السابقة ولم يكن خافيا على معاوية أصول الخطاب السياسي الراشدي وضورة الشورى وأنها هي الأصل التي يقوم عليها الخطاب السياسي في الإسلام.

وفي فترة تولي معاوية الخلافة استطاعت الأمة أن تستأنف حياتها السياسية مرة اخري ونجح معاوية في إرضاء الأمة كلها حتى أن خلافته دامت أكثر من عشرين عام ولم تشهد الأمة في هذه الفترة أي خلافات أو صراعات سواء كانت داخلية أو خارجية وقد اثبت معاوية بن أبي سفيان جدارة كبيرة في الخلافة من كل النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ونجح معاوية نجاحا كبيرا في كسب قلوب اهل الشام مما جعله أهلا للخلافة.

بايع عبد الله بن عمر معاوية بن أبي سفيان خصوصا بعد ما اعتزل زمن الفتنة وكان لايري البيعة في الفتنة ولا يري العزلة في الجماعة.


الفصل السابع: عهد الخليفة عبد الله بن الزبير 64هـ -73هـ

رفض عبد الله بن الزبير بعد وفاه معاوية خلافة يزيد وقام بالاعتصام في مكة المكرمة طوال مدة حكم يزيد وكان في هذه الفترة يرفع شعار لا حكم إلا لله وكان يقيم الحج للناس في مكة ويصلي بهم الجمعة بلا إمارة ولا خلافة. وبعد وفاه يزيد سنه 64 هـ تولي الخلافة معاوية وكان صالحا طوال هذه الفترة وخطبهم وقد بايعوه خليفة عليهم وهذا الأمر يدل على أن الخطاب السياسي الراشدي لا يزال هو المسيطر والسائد والمؤثر في الواقع السياسي وبايع الناس بعد ذلك عبد الله بن الزبير بمكة وبعد تولية الخلافة خطب الناس وطل ابن الزبير خليفة حتى قتل عام 73 هـ بعد أن حج بالناس مرات عديدة وكان الزبير جيد السياسة عادلا وكان اخر الصحابة الذين اختارتهم الأمة عن شوري ورضا حتى يبدأ عصر جديد وهو عصر عبد الملك بن مروان وهو أول خليفة ينتزع الخلافة بقوة السيف والقتال.

ومن المعروف أن عبد الملك بن مروان كان قد انتزع الخلافة كرها حتى انه اجبر الناس على بيعة وعرف عهد الخليفة عبد الملك بعهد الخليفة المتغلب وهنا بدا الخطاب السياسي لعبد الملك يفرض نفسه على ليظل الصراع قائما على ارض الواقع السياسي بين خطابين سياسيين المنزل من جهة والمؤول من جهة اخري بحسب صلاح الخلفاء وبحسب عدلهم السياسي وحسن سياستهم ومعاملتهم مع الناس.


الفصل الثامن: عهد الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز 99-101هـ

لقد أحيا عمر بن عبد العزيز في خلافته للدول الإسلامية كل ما كانت يسير علية الخلفاء الراشدين من قبله وقد أكد عمر بن عبد العزيز على حق الأمة في اختيار من الذي سوف يتولى الخلافة كما اقر بمبدأ الفصل بين السلطات فلا يجوز الجمع بين سلطة وأخري باي حال من الأحوال فهمة الخليفة تنحصر في السطلة التنفيذية أما السلطة القضائية فتنحصر على القضاة فقط لا غير.

وكان لعمر بن عبد العزيز مجلس شورى وكان هذا المجلس يجمع بين عروة بن الزبير بن العوام وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وأبو بكر عبد الرحمن وأبو بكر بن سليمان خيثمة وسليمان بن يسار والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وسالم بنعبد الله وغيرهما الكثير والكثير. وقد عزم عمر بن عبد العزيز منذ تولية الحكم إلى أن يجعل الأمر شورى بين المسلمين.

وقد جعل له من جماعة اهل الراي يحضرون مجلسه ويعينونه برأيهم ويسمع منهم وحاول عمر إرساء كل قواعد الدين الإسلامي في الدولة الإسلامية وحاول جاهدا أن يتبع منهج من كان قبله من الخلفاء الراشدين وعمل على تطوير الدولة الإسلامية ولكن كل ما تمناه عمر لم يفلح لان المنية قد وافته ومات عمر بن عبد العزيز.

اجتهد عمر بن عبد العزيز كثيرا من أجل إصلاح الأوضاع المالية والسياسية وكانت اهم إصلاحاته هي:

1- إعادة الأموال التي أخذت بغير حق لبيت المال.

2- ضبط مصارف بيت المال وقسمها بالتساوي.

3- إيقاف صرف المخصصات الخاصة ببني أمية وحاشيتهم.

4- رد المظالم والحقوق المالية لأهلها.

5- الإحصاء وتدوين أسماء المواليد وإسقاط المواليد الوفيات.

6- المنع من الازدواجية الوظيفية والمالية.

7- سداد الديون والتسليف من بيت المال.

8- التخفيف عند جباية الأموال وعدم إرهاق المواطنين.

9- منع الحمي الخاص.

10- خصم حقوق الفقراء من العطاء ودفعها لهم.

11- تقسيم بيت المال ومواردة ومصارفة.

12- صيانه الحريات العامة.

13- صيانه الأموال العامة.


تلخيص كتاب السياسة الإسلامية فى عهد الخلفاء الراشدين لعبد المتعال الصعيدي
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -