قد يعجبك

دور الأخصائي الاجتماعي في المجال الطبي

الأخصائي الإجتماعي والمجال الطبي

إن موضوع دور الخدمة الاجتماعية في المجال الطبي من الموضوعات الهامة التي أشغلت الكثير من العلماء والباحثين، نظراً لما له من أهمية كبرى في حياة البشرية في جميع المجتمعات في العالم كله. فإن الإنسان مخلوق كرمه الله وجعل الأشياء مسخرة له كما أمر الله بمساعدته وتقديم العون له في جميع مجالات حياته، فإن الخدمة الاجتماعية الطبية مجال من مجالات الخدمة التي تقدم للإنسان لمساعدته. يحتاج الإنسان دائما إلى مساعدة طبية حيث أنه يوجد الكثير من الأشخاص يذهبون إلى المؤسسات الطبية لحاجتهم إلى المساعدة والرعاية الطبية، ومن هنا فقد تم تخصيص الخدمة الاجتماعية الطبية في المؤسسات الطبية لمساعدة هؤلاء الأشخاص. كما أن من الضروري دارسة الجوانب الاجتماعية للمريض حتى يسهل ذلك في علاجه فإن دراسة جميع الجوانب الاجتماعية للمريض يعتبر جزء مكمل لخطة العلاج الطبي. فإن الخدمة الاجتماعية الطبية بصفة خاصة تؤمن بضرورة دراسة جميع الجوانب للإنسان المريض حتى تساعد في وضع طرق مختلفة لعلاجه بجانب العلاج الطبي له. نظراً لأهمية هذا الموضوع سوف أقوم بالبحث عنه وسوف أتطرق للتعرف على نشأة الخدمة الاجتماعية الطبية وتطورها، ومعرفة أهدافها وفلسفتها، ودور الأخصائي الاجتماعي في المجال الطبي.


تعريف الخدمة الاجتماعية في المجال الطبي:

إن الخدمة الاجتماعية الطبية أحد فروع الخدمة الاجتماعية وتمارس هذه الخدمة في المؤسسات الطبية، وهدفها هو مساعدة المريض لكي يستفيد بالعلاج وطرق الوقاية من الأمراض وتهيئته نفسياً واجتماعياً للتعامل في البيئة الاجتماعية الخاصة به. فهي العمليات المهنية التي يقوم بها الأخصائي الاجتماعي لدراسة مدى استجابة المريض لطرق علاجه وكيفية التعامل مع مشكلاته، وتهتم الخدمة الاجتماعية الطبية بتقديم المساعدات في المشكلات الاجتماعية والانفعالية التي تؤثر في زيادة المرض.


نشأة وتاريخ الخدمة الاجتماعية في المجال الطبي:

فقام مجموعة من طلاب الطب بإجراء تدريب عملي في المؤسسات الاجتماعية، فكانت هذه الخطوة من أهم الخطوات التي عملت على تحويل الخدمة الاجتماعية من دراسة علنية إلى ممارسة عملية. فقد تم إنشاء قسم الخدمة الاجتماعية الطبية في مستشفى ماساشوستس في عام 1905 وبعدها تطورت الخدمة الاجتماعية الطبية في أمريكا وتم إنشاء 600 قسم للخدمة الاجتماعية بها، كما تم أيضاً إنشاء الجمعية الأمريكية للأخصائيين الاجتماعيين الطبيين في عام 1918 والتي كان هدفها رفع المستوي الفني للخدمة الاجتماعية الطبية.

لقد شهدت الخدمة الاجتماعية فترات كثيرة، حيث يعتبر المجال الطبي من المجالات الرئيسية في مهنة الخدمة الاجتماعية، فقد أصبحت الخدمة الاجتماعية لها أدوار كثيرة فيما يتعلق بدراسة المرض وتشخيصه وعلاجه مع الفريق الطبي. وقد امتدت جذور الخدمة الاجتماعية الطبية إلى خارج المؤسسات الطبية حيث أصبح لها دور وأنشطة وقائية وتنموية في البيئة الاجتماعية ومؤسساتها. فأصبحت الخدمة الاجتماعية المعاصرة مهنة عالمية وأصبح الإعداد لبرامج تعليم الأخصائيين الاجتماعيين من الأساسيات الرئيسية التي تركز عليها الهيئات التعليمية المختصة بالخدمة الاجتماعية.


فلسفة الخدمة الاجتماعية في المجال الطبي:

1. الاعتراف بكرامة الإنسان، حيث أن وجود الخدمة الاجتماعية الطبية في المستشفى تؤكد على احترام كرامة الإنسان وتقديم المساعدة له، وتلبية احتياجاته النفسية والاجتماعية التي يحتاجها حتى يستفيد من العلاج الطبي.

2. التأكيد على فردية الإنسان دون حتى إذا كان يشترك مع أشخاص آخرين في نفس المرض إلا أن كل شخص يختلف عن الآخر، فهو يحتاج إلأي نوع معين من المعاملة والخدمة.

3. ضرورة وجود الخدمة الاجتماعية الطبية النفسية بجانب العلاج الطبي، نظراً لأن معظم الأمراض تحدث نتيجة مشكلات اجتماعية ونفسية، فتساهم الخدمة الاجتماعية الطبية في وضع الخطة العلاجية للمرضى للتأكد من شفائهم من جميع الجوانب.

4. للمريض الحق في إشباع احتياجاته المختلفة سواء اجتماعية أو نفسية أو اقتصادية، وأن الأخصائي الاجتماعي واجبه مساعدة المريض في إشباع حاجاته.

5. المريض مهما كان نوع مرضه فله الحق في الاحتفاظ بأسراره.

6. يجب تقبل المريض مهما كان مرضه فله حق الاحترام والتقدير.

أهداف الخدمة الاجتماعية الطبية

1. مساعدة المريض على الاستفادة من طرق العلاج.

2. مساعدة المريض وتهيئته من جميع الجوانب حتى يتم شفاءه بسرعة.

3. الوصول لطرق لإزالة الصعوبات التي تواجه المريض أثناء فترة علاجه.

4. معرفة مدى تأثير المرض على المريض وأسرته والمجتمع الذي يحيط به.

5. معرفة الظروف التي تحدث نتيجة لحدوث المرض ومدى تأثيرها على المريض.

6. القيام بتغير العادات السيئة التي يقوم بها المريض التي تسبب له الكثير من المشاكل ومنها حدوث المرض.

7. تقوم بدور وقائي حيث تقوم بنشر الوعي الصحي والثقافي في المجتمع.

8. توعية الطبيب بضرورة النظر إلى جميع جوانب المريض لمعرفة ظروفه ومشكلاته الخاصة.

9. تعمل الخدمة الاجتماعية الطبية على ربط المستشفى بالمجتمع الخارجي ومؤسساته.


أهمية الخدمة الاجتماعية في المجال الطبي:

1. تعمل الخدمة الاجتماعية الطبية على الفصل بين الصحة والمشكلات الاجتماعية والنفسية للمريض.

2. تتحقق أهداف الخدمة الاجتماعية الطبية عن طريق ممارستها في المستشفيات.

3. وجود بعض الأمراض التي يرجع سببها إلى عامل نفسي أو اجتماعي، فتعمل الخدمة الاجتماعية على معرفة هذه الأسباب للمساعدة في علاج المريض.

4. إن للخدمة الاجتماعية أهمية كبرى حيث أنها تساعد بشكل كبير في خطة العلاج للمريض حيث أنها تقوم بربط العوامل الاجتماعية والنفسية بالمرض لأنهم هم السبب الرئيسي في حدوث المرض.

5. تقوم بربط المؤسسة الطبية بالمجتمع الخارجي للاستفادة من بعض الإمكانيات في وضع خطة سليمة للعلاج.


أسس الخدمة الاجتماعية الطبية في المستشفيات:

1. إن الخدمة الاجتماعية الطبية تكون قسم من أقسام المستشفى التابع لإدارته وتقوم بالإشراف عليه.

2. توجد علاقة زمالة بين الأخصائي الاجتماعي الطبي وبين الطبيب وأعضاء الفريق العلاجي، بحيث تقوم هذه العلاقة على التعاون الذي يقوم على الجانب الطبي الحيوي والجانب الاجتماعي النفسي.

3. توجد لجنة استشارية لإدارة الخدمة الاجتماعية الطبية في المستشفى بجانب الأخصائي الاجتماعي.

4. إن ميزانية إدارة الخدمة الاجتماعية تكون جزء من الميزانية الكاملة للمستشفى.

5. يتلخص عمل الخدمة الاجتماعية الطبية في إطار واضح لأهداف المستشفى والخدمات التي يقدمها الأخصائي الاجتماعي الطبي.

6. تعمل الخدمة الاجتماعية على تحقيق الاستفادة الكبرى للمريض من خدمات المستشفى والعمل على تحقيق أفضل استثمار لقدراته وإمكانياته أثناء فترة العلاج.

7. يتكون الهيكل العام للإدارة من مدير الإدارة أو رئيس القسم، ومن مجموعة أخصائيين اجتماعيين طبيين، يتم التنسيق بينهم عن طريق رئيس القسم، والقيام بمتابعة أعمالهم.


دور الأخصائي الاجتماعي في المجال الطبي:

1. يقوم باستقبال المريض في المستشفى.

2. يقوم بعمل ملفات خاصة بكل مريض تتضمن معلومات خاصة بمرضه وظروفه الاجتماعية وأساليب العلاج التي يجب اتخاذها في حالته وظروف عمله.

3. العمل على متابعة المرضى باستمرار والرد على جميع تساؤلاتهم.

4. العمل على حل جميع المشكلات التي تحدث للمرضى بالمستشفى.

5. عمل تقرير يومي عن حالات المرضى والمشكلات التي تحدث لهم داخل المستشفى وتقديم التقارير إلى إدارة المستشفى.

6. النظر إلى الحالة الاقتصادية للمرضى وحل مشكلاتهم الصعبة.

7. دراسة الظواهر الفردية المنتشرة بين المرضى.

8. عمل إحصاءات دورية عن الخدمات الاجتماعية المقدمة للمرضى داخل المستشفى.

9. معرفة الجوانب النفسية للمريض حتى يتم اكتمال معالجتهم مع الأخصائيين النفسيين.

10. دراسة جميع المعلومات الخاصة بأسرة المريض حتى يتم وضع الخطة العلاجية بشكل سليم.

11. مساعدة الأطباء في علاج المرضى عن طريق تزويدهم بالمعلومات التي يتوصلوا إليها عن طريق دراسة جميع جوانب المريض وخاصة النفسية لما لها من تأثير كبير على صحة المريض.

12. متابعة المرضى بعد خروجهم من المستشفى لضمان نجاح الخطة العلاجية وعدم وصوله للمرض مرة أخرى.

13. وجود بعض الأمراض التي تحتاج إلى دعم نفسي لتخفيف التوتر والقلق وهذا ما يقوم به الأخصائي الاجتماعي في المستشفيات.

14. عمل خطة لتأهيل المريض نفسياً واجتماعياً لكي يمارس الحياة بشكل طبيعي حتى يتم علاجه.

15. القيام بتوعية أسرة المريض بمدى خطورة المرض وكيفية التعامل معه بصورة صحية لتفادي انتشار المرض بين أفراد الأسرة.

16. وضع برامج إرشادية وإعلامية لتوعية المجتمع.


المراجع:
1. إقبال بشير وآخرون_ الخدمة الاجتماعية في المجال الطبي والتأهيل النفسي_ مكتبة الجامعة الحديثة_ الإسكندرية_ 1980.
2. سامية محمد فهمي وآخرون_ ممارسة الخدمة الاجتماعية في المجال الطبي_ دار أم القرى_ الإسكندرية_ 1979.
3. سلوى عثمان الصديقي_ الرعاية الطبية والنفسية من المنظور الاجتماعي_ دار الهدى للمطبوعات_ القاهرة 1982.
4. محمد إبراهيم الطوبجي_ الرعاية الاجتماعية للمرضى_ مكتبة الجامعة العربية_ القاهرة_ 1982.
5. محمد عبدالمنعم نور_ الخدمة الاجتماعية الطبية والتأهيل_ مكتبة القاهرة الحديثة_ القاهرة_ 1971.
6. محمد كامل البطريق_ الخدمة الاجتماعية مهنة ذات علم وفن_ مكتبة الأنجلو المصرية_ القاهرة_ 1963.


دور الأخصائي الاجتماعي في المجال الطبي
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -