قد يعجبك

تلخيص وشخصيات وتحليل رواية "ملحمة الحرافيش" للكاتب نجيب محفوظ

تلخيص رواية "ملحمة الحرافيش" للكاتب المصري نجيب محفوظ

مؤلف رواية ملحمة الحرافيش:

المؤلف هو نجيب محفوظ الروائي والكاتب المصري العظيم فهو اول أديب عربي يحصل على جائزة نوبل في الأدب، وهو من مواليد 11 ديسمبر 1991 بحي الجمالية بالقاهرة، وتوفي في 30 أغسطس 2006 عن عمر يناهز 95 عاماً، وقد كتب الكثير من الروايات أهمها "اللص والكلاب"، "بين القصرين"، "قصر الشوق"، "السكرية"، "أولاد حارتنا"، "حديث الصباح والمساء"، "الكرنك"، "ثرثرة فوق النيل"، "بداية ونهاية"، "السراب"، "زقاق المدق"، "ميرامار"، "رادوبيس"، "المرايا"، "عصر الحب"، "السمان والخريف"، ورواية "ملحمة الحرافيش" وهي أحد أبرز الروايات التي ألفها نجيب محفوظ وتتحدث عن فلسفة الحكم والأدوار التي يقوم بها أصحاب السلطة والنفوذ والمال ودور الشعب.


الشخصيات الرئيسية في رواية ملحمة الحرافيش:

1. عاشور الناجي

هو بطل ملحمة نجيب محفوظ الحرافيش والفتوة الأول للعائلة، وصاحب فلسفة مناصرة الحرافيش الفقراء والضعفاء والأخذ من الأغنياء.

2. شمس الدين الناجي

هو ابن عاشور الناجي، أصبح الفتوة بعد والده وساره على نهجه في دعم الفقراء والضعفاء.

3. سليمان الناجي

هو ابن شمس الدين وأصبح الفتوة بعد وفاة والده، وقد انحاز للأغنياء ضد الفقراء وعاش حياة الترف.

4. نور الدين الناجي

هو أحد أحفاد عاشور الناجي بطل ملحمة نجيب محفوظ وترجع أهمية في العائلة، أن أفعاله المليئة بالشهوة وحب الذات تسببت في بداية سقوط العائلة.

5. حسونة السبع

هو فتوة الحارة وأكثر الفتوات بطشاً بعائلة الناجي فقد طردها من الحارة بشكل نهائي.

6. عاشور ربيع الناجي

هو أخر سلالة عاشور الناجي، وقيمته في رواية ملحمة الحرافيش أنه غير من الفلسفة التي وضعها عاشور الناجي المؤسس للحرافيش، وجعل تحقيق العدالة يرتبط بجميع الحرافيش وليس بشخص واحد فقط.


ملخص رواية الحرافيش:

تنقسم رواية الحرافيش أو كما تسمى ملحمة نجيب محفوظ إلى عشرة حكايات، وتتكلم كل حكاية عن جيل من أجيال عائلة عاشور الناجي، وهو أول فتوة للعائلة ومؤسس الحرافيش.


بطل ملحمة الحرافيش:

تبدأ أحداث ملحمة نجيب محفوظ رواية الحرافيش في أحد حواري القاهرة دون تحديد اسمها أو الزمن لبداية الأحداث، فقد أراد الكاتب توصيل رسالة أن الناس بطبعهم لا يتغيرون بتغير الزمان أو المكان، والمشهد الأول في رواية ملحمة الحرافيش عبارة عن طفل صغير مرمي بجوار سور التكية ويعلو المكان صوت بكاءه، ويتصادف مرور شيخ ضرير يسمي "عفرة زيدان" بالقرب من مكان الطفل حيث كان في طريقه إلى الحسين، فيسمع الشيخ الضرير بكاء الطفل فيحمله ويعود إلى داره.

دخل الشيخ الضرير بالطفل على زوجته، فتفاجأت في البداية ثم شعرت بالفرح الشديد حيث أنها عاقر ومحرومة من الأمومة، فقرر الزوجان تربية الطفل الصغير، وقرر تسميته عاشور.

بمرور الوقت كبر الطفل عاشور وأصبح شاب ضخم قوي البنية، ولكنه في نفس الوقت رقيق ورحيم القلب، وكان يخدم الناس ولا يؤذي أحداً ما دفع أتباع فتوة الحارة على مناداته بالثور صاحب قلب العصفورة، وقد تزوج عاشور وأنجب طفل سماه شمس الدين.

تتعرض الحارة وكل الحارات المجاورة إلى وباء مدمر يفتك بجميع الناس وينجو فقط عاشور وزوجته وابنه، فيطلق عليه الناس لقب عاشور الناجي، وتمر الأحداث ويمتلك عاشور المكانة ويصبح له القوة ويكون فتوة الحارة.

يجعل عاشور الفتوة تخدم الناس وتأخذ من الغني لتعطي الضعيف ومساعدة الفقراء، ويبني مسجد وسبيل وحوض ماء، وتصبح تلك الأشياء من معالم الحارة مثلها مثل السور العتيق والتكية المباركة، وتنتهي حكاية عاشور بخروجه من الحارة في أحد الأيام ولم يعد إليها مرة أخرى.


فتنة الشباب:

أصبح شمس الدين فتوة الحارة خلافاً لأبيه، وقد اسر على نهج ابيه في خدمة الفقراء والأخذ من الأغنياء، وقد حاول شيخ الحارة والأعيان جعل شمس الدين يتخلى عن دعمه للفقراء وجعله ينحاز للأغنياء، ولكن شمس الدين رفض طلبهم وظل على عهد والده إلى ان كبر سنه وأصبح يعاني من الشيخوخة والضعف.


تغيير الطريق:

بعد وفاة شمس الدين أصبح ابنه سليمان الناجي هو فتوة الحارة، وقد اتبع نهج مختلف عن والده وجده، حيث تقرب من الأغنياء وجمع الإتاوة من الفقراء وتزوج من الأعيان وأنجب ولدين وعاش في نعيم وترف، وأصبح يمنح الأموال لأتباعه بدلاً من منحها للفقراء.


ضياع السلطة:

قضي سليمان الناجي آخر سنوات عمره وهو مشلول حزين مهموم على ابنه الغائب، ويصبح بيت الناجي مجرد بيت من الأعيان يرأسه خضر سليمان الناجي، ويفقدون الفتوة الذي يتولاها رجل آخر.

يدور الزمان على ذرية عاشور الناجي، حيث يخرج من اللص، السكير، الشاذ، القاتل لأخيه، وعلى مدار سبعة أجيال يعيشون في فترات يتولى فيها أحد أحفاد الناجي للفتوة ولكنه على الدوام يبطش بالناس ويفعل أشياء غاية في الإجرام.

وفي أوقات أخرى يعترض بيت الناجي للذل والهوان على يد فتوة من خارج بتي الناجي الذي يبطش بهم خشية أن يخرج عليه أحد احفاد الناجي ويتولى منصب فتوة الحارة.


انتظار البطل:

ظل الحرافيش وعامة الناس من الفقراء المعدومين يأملون عودة عاشور الناجي ليعيد العدل بين الناس، ويقتص من الطغاة والجبابرة الذين يبطشون بالناس وينهبونهم، ويمنح الحرافيش المقهورين حقوقهم المسلوبة منهم. ويوضح هذا الانتظار قلة حيلة الحرافيش والعوام في مواجهة البطش والظلم.


العودة إلى الطريق لعائلة الناجي:

مع وصول عائل الناجي للجيل العاشر يكون عاشور ربيع الناجي في ريعان شبابه وعلى الرغم من قوة جسده إلا أنه لا يزال ضعيف ووحيد أمام فتوة الحارة حسونة السبع ورجاله، خاصة ان حسونة قام بطرد آل ناجي من الحارة إلى الأبد.

قام عاشور الحفيد بالبحث عن مواطن الخلل في فلسفه جده الأكبر والتي كانت السبب في عدم استمرارها، فتوصل لنتيجة وهي أن ارتباط تحقق العدل بشخص واحد فقط يعني بالضرورة زوال العدل بغياب هذا الشخص.

قام عاشور الحفيد بجمع الحرافيش وأقنعهم أنهم يجب عليهم حمل النبوت والدفاع عن أنفسهم ضد الفتوة حسونة لاسترجاع حقوقهم المنهوبة، وبالفعل انتصر الحرافيش بقيادة عاشور الحفيد على حسونة ورجالته، وأصبح عاشور الحفيد هو فتوة الحارة الجديد ليبدأ في تأسيس عهد جديد يشارك فيه الجميع في الحفاظ على حقوقهم والدفاع عنها ضد أي معتدي ظالم.


تحليل ونقد رواية الحرافيش:

تناقش رواية ملحمة نجيب محفوظ الحرافيش بعض الأفكار والقيم ونقيضها في نفس الوقت مثل الظلم والعدل، الفرقة والتوحد، الحب والكره، وكذلك القوة والضعف لتضع بين يدي القارئ لوحة أدبية مكتملة مزخرفة بالفلسفة والواقعية. تنبع واقعية رواية ملحمة الحرافيش من أن جميع أبطالها هم بشر. فعاشور الناجي على الرغم من كونه بطل الرواية المؤيد بالقوة والخلق الحسن، إلا أنه كانت له بعض السقطات البشرية شأنه شأن باقي شخصيات الرواية، حيث أن نجيب محفوظ لم يرد أن يقدم لنا بطل خارق للعادة بصفات ملائكية، بل أرادها تجربة بشرية كاملة.

علاوة على ذلك، تشير رواية ملحمة الحرافيش إلى فكرة المهدي المنتظر حيث أن عاشور الناجي فيه بعض من صفات المهدي المنتظر كصفة الشجاعة، الحلم، القوة، السعي نحو توحيد الناس، محاربة الظلم، وتعميم العدل المطلق بين الناس. إذا فإن عاشور الناجي هو المخلص بالنسبة للحرافيش مثلما يكون المهدي المنتظر المخلص بالنسبة للمسلمين في أخر الزمان. وهنا شير نجيب محفوظ بصورة غير مباشرة إلى حديث الرسول صلى الله عليه "المهدي مني، أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطاً وعدلا، كما ملئت ظلماً وجوراً، يملك سبع سنين" رواه الحاكم وأبو داود.

وكذلك يصف نجيب محفوظ من خلال رواية الحرافيش الصراع الدائم بين النفوس البشرية، حيث يسعي الأغنياء والأقوياء على الدوام بالتمتع بالترف والتنعم برغد الحياة على حساب الفقراء وهم الحرافيش في وصف كاتب رواية ملحمة الحرافيش، وفي المقابل يتمسك الحرافيش بأمل وجود شخص على رأس السلطة يمثل الفتوة يقف بجانبهم ويأخذ من الأغنياء ويعطي الفقراء. حدد الكاتب في نهاية رواية ملحمة الحرافيش كيفية تحقيق العدالة، وهي أن يشارك جميع الفقراء في الدفاع عن حقوقهم ضد الأقوياء، فالاتحاد ضد الظلم هو السبيل نحو التخلص منه وسيادة العدل الذي يخدم الفقراء.


تلخيص وشخصيات وتحليل رواية "ملحمة الحرافيش" للكاتب نجيب محفوظ
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -